مصر تتسلم رئاسة القمة الأفريقية والسيسي يؤكد على ضرورة بناء اتحاد قوي

سلم الرئيس الرواندى بول كاجامى، نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، رئاسة الاتحاد الأفريقى، في افتتاح أعمال القمة بدورتها الـ32 في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

تسلم للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال أعمال الدورة الـ32 للقمة الأفريقية التي تعقد بمشاركة قادة الدول الإفريقية، إضافة إلى مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، وأحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، وعدد من المسؤولين لمنظمات إقليمية ودولية.

وأوضح الرئيس الرواندى، بول كاجامى، في كلمته قبل تسليمه رئاسة القمة للرئيس المصري، أنه سعى خلال رئاسته للاتحاد الأفريقي، في الدورة الـ31، الاستمرار فى بناء اتحاد قوى، وقادر ليحقق أهداف أجندة 2063، كما تم إعادة إطلاق صندوق السلام بلغ مقدراه 89 مليار دولار.

السيسي: مصر ستواصل طريق إصلاح الاتحاد

وقال الرئيس السيسي، فى كلمته عقب تسلمه رئاسة الاتحاد، إن مصر ستعمل جاهدة على مواصلة الطريق من أجل الإصلاح الهيكلى والمالى للاتحاد واستكمال ما تحقق من إنجازات ترسيخاً لملكية الدول الأعضاء لمنظمتهم القارية وسعيا نحو تطوير أدوات وقدرات الاتحاد ومفوضياته لتلبية وتطلعات الشعوب الإفريقية.

وعبر السيسي عن تطلعه للتعاون مع قادة الدول الإفريقية لتعزيز العمل الإفريقي المشترك.

فقي: نرغب في إنهاء كافة صور النزوح القصري

أما موسى فقي، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، فقدم في كلمته التهنئة للرئيس عبدالفتاح السيسي، لرئاسته الدورية للاتحاد الافريقي، لما لمصر من مكانة تاريخية وحضارية عظيمة، وما تمثله إفريقيا لمصر.

وقال فقي إن المفوضية تود إنهاء كل الصور الناجمة عن النزوح القصري، التي تشهدها القارة، وأن موضوع اللاجئين والنازحين العائدين تستوقفه ليتحدث بمشاعر لا يخفيها حيث أنه كان لاجئاً لسنوات عدة يطوق فيها للاجتماع بأهله وأسرته.

ولفت إلى أن المفوضية ترى أنه يتعين إزالة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة، مع السعي لتعجيل تفعيل الوكالة الإنسانية.

وتطرق إلى أن طموحات القارة في سوق إفريقية موحدة، وإلى أطر التعاون وحسن الجوار بين دول القارة السمراء.

وأكد أن الكفاح ضد ظاهرة الإرهاب في الساحل وحول نهر تشاد، لايزال أمر يستوقف الجميع رغم الجهود المبذولة من البلدان لمواجهتها فإن الوضع يدعو للقلق ويتطلب دفعاً وجهوداً جديدة، مشيراً إلى أن الأمر يزداد تفاقماً مع زيادة الأزمة الليبية، وأن الحاجة كبيرة للتنسيق الإقليمي والدولي للتحضير لمؤتمر السلام والمصالحة.

أبو الغيط: نعمل لتعاون مشترك عربي- إفريقي

وبدوره قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إن القمة تنطلق "تحت شعار يتناول في حقيقة الأمر تحدياً مشتركاً ومتعاظماً تواجهه دولنا، حيث شهدت منطقتانا العربية والأفريقية نزاعات مسلحة متفاقمة وممتدة ولدت أزمات إنسانية واسعة النطاق، ونتج عنها ازدياد غير مسبوق في تدفقات اللاجئين والنازحين والمهاجرين، سواء داخل كل منطقة أو في اتجاه مناطق جغرافية أخرى".

وأكد أن كل ذلك بات يمس السلم والأمن والاستقرار المجتمعي في بعض بلداننا، مقدراً أنه يتوجب على الجانبين العربي والأفريقي أن يعملا بشكل أوثق، تأسيساً على إدراك راسخ بوجود مصلحة مشتركة للطرفين، لمعالجة هذه التحديات، وتبني أجندة عمل متسقة تكفل تحركهما على المستوى الدولي ككتلة واحدة وبرؤى تكاملية وخاصة بعد اعتماد الاتفاقين العالميين للاجئين وللهجرة.

ولفت إلى أن الوضع في ليبيا يمثل مسرحاً تتلاقى فيه كافة هذه التحديات، مؤكدا أن "علينا أن نجدد التزامنا بمساندة الدولة الليبية ومرافقة أشقائنا فيها للوصول بها إلي مرفأ الاستقرار، بغية معالجة أزمة المهاجرين عبر وعلى أراضيها، وتشجيع الحوار السياسي بين أطرافها، وإنهاء مرحلتها الانتقالية عبر الإتمام الناجح للاستحقاقات الدستورية والانتخابية التي يتطلع إليها أبناؤها".

وعبر عن اعتزازه بالتعاون المتقدم بين الجامعة والاتحاد دعماً للمسار السياسي الليبي في إطار المجموعة الرباعية التي تجمعنا بالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، متطلعاً إلي مواصلة الجهود المشتركة في هذه الآلية.

وفيما يتعلق بالصومال دعا أبو الغيط إلي تكثيف العمل المشترك هناك لمساندة الحكومة الفيدرالية في تنفيذ خططها الوطنية على الصعيدين الأمني والتنموي.

وأضاف "كما نتطلع إلي مواصلة تعاوننا دعماً لجزر القمر واستقرارها والحوار الوطني بين أبنائها والاستحقاقات الانتخابية التي تُقبل عليها؛ ونعبر أيضاً عن استعدادنا لتعميق أوجه التنسيق معكم دعماً للأمن والاستقرار في جنوب السودان ومساندة الأشقاء هناك على تنفيذ الاتفاقيات التي توصلوا إليها في الخرطوم وأديس أبابا لطي صحفة هذا الصراع دون رجعة".

وتابع: "وبطبيعة الحال، فإننا نؤكد على تضاماننا مع دول الساحل في مواجهة التهديد الإرهابي لجماعة بوكو حرام وغيرها من التنظيمات المسلحة، ونقف معكم في كل ما تتخذونه من خطوات لإنفاذ مبادرة إسكات البنادق في ربوع القارة بحلول 2020".

ورحب أبو الغيط بالتطورات الإيجابية والمصالحات التاريخية التي شهدتها منطقة القرن الأفريقي خلال العام المنصرم، مؤكداً "سنظل شركاءً لكم في البناء عليها خدمةً لمصالحنا المشتركة في هذا الإقليم الذي يمثل جواراً جغرافياً عزيزاً على العالم العربي".