مصر: الكشف عن مقبرة ترجع لعصر الأسرة الثامنة عشر وقناع سقارة المذهب أحد أفضل 10 اكتشافات أثرية للعام

كشفت البعثة الأثرية السويدية العاملة برئاسة د. ماريا نيلسون، بمنطقة جبل السلسلة بكوم أمبو (جنوبي مصر) عن مقبرة ترجع لعصر الأسرة الثامنة عشر وذلك أثناء أعمال الحفر .

وقال د. مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، إن المقبرة تقع علي عمق 5 متر، وهي غير مزخرفة وتتكون من حجرة للدفن وحجرتين جانبتين. وسبق وتعرضت لمحاولات الحفر خلسة مما جعلها مملوءه بالرمال والطمي وهو ما تسبب في عدم امكانية تقييم الضرر الذي لحق بها.
ومن جانبه قال عبد المنعم سعيد مدير عام آثار أسوان والنوبة، أنه رغم  الحالة السيئة التي وجدت عليها المقبرة تم الكشف بداخلها عن ثلاث توابيت مصنوعة من الحجر الجيري؛ اثنين منهم لرضيع وطفل صغير. كما تم الكشف أيضا عن مجموعة من الجعارين والتمائم، وبقايا هياكل عظمية لما يقرب من 50 شخص نصفهم تخص أشخاص بالغين والنصف الآخر لأطفال، مما يشير إلي وجود مجتمع متكامل وعائلاتهم كانت تعيش في تلك المنطقة.

وعلى جانب آخر أعلنت مجلة الآثار  الأمريكية  " Archaeology Magazine "، عن اختيار القناع الفضي المذهب لكاهن الإله موت والإلهة نيوت والمكتشف بجبانة سقارة الأثرية في يوليو الماضي، كأحد أهم 10 إكتشافات أثرية لعام 2018، والمصنفة ضمن الاكتشافات الأكثر جذباً للأنظار هذا العام إضافة إلى وضع صورة القناع على غلاف المجلة لنسخة يناير / فبراير 2019.
وأوضح الدكتور رمضان البدري رئيس البعثة الأثرية المصرية الألمانية التابعة لجامعة توبنجن، أنه تم الكشف عن هذا القناع الذي كان يغطي وجه أحد المومياوات الموجوده داخل ورشة كاملة للتحنيط ملحق بها عدد من حجرات الدفن تضم مومياوات تعود إلي عصر الأسرتين السادسة والعشرين والسابعة والعشرين (664- 404 ق.م).
وأضاف د.البدري أن القناع يعد الأول من نوعه من مكتشافات منطقة آثار سقارة منذ عام 1905 وفي مصر منذ عام 1939 ، ويتفرد في أنه مصنوع من الفضة المغطاة بطبقة من الذهب وعيونه مطعمة بحجر أسود (ربما عقيق أسود)، ورخام مصري، وأوبسيديان (زجاج بركاني)، وتبلغ مقاساته حوالي 23× 18.5 سم، ووزنه قبل تنظيف العوالق 267.96 جرام.
وأكد أنه كان لمثل هذه الأقنعة الفضية والمطلية بالذهب في عصر الدولة القديمة معنى ديني عميق، من خلال ما أشارت إليه  النصوص الدينية المصرية إلى أن عظام الآلهة مصنوعة من الفضة، وجسدها  وجلدها مصنوع من الذهب، وكان قناع المومياء خطوة نحو تحول المتوفى إلى إله.
وأضاف أن البعثة تعكف الآن على إعداد مشروع بحثي وترميمي للقناع إضافة إلى توثيق وترميم ورشة التحنيط وحجر الدفن، ومن المقرر أن يفتح الفريق المصري الألماني أربعة توابيت كبيرة محكمة الغلق في غرف دفن كلا من تاديهور وإيوت وآيبوت وتجانيميت في مطلع عام 2019، لذا نتوقع المزيد من الاكتشافات الزهله.
ويذكر أن البعثة كانت قد نجحت في الكشف ايضا  عن ثلاثة مومياوات ومجموعة من الاواني الكانوبيةً المصنوعة من  الكالسيت  ( الالباستر المصري) وعدد من تماثيل الاوشابتي المصنوعة من الفاينس الأزرق  وأواني لزيوت التحنيط مكتوب عليها باللغة المصرية القديمة، فضلا عن الورشة الكاملة للتحنيط والتي تتميز بأنها ذات تخطيط معماري مستطيل ومدخل في الركن الجنوبي الغربي، ومشيدة من الطوب اللبن وأحجار جيرية غير منتظمة الشكل. و تشمل مباني الورشة  بئر خبيئة التحنيط، بعمق 13 م وينتهي بحجرة أسفل الأرض، وضع غيها أواني فخارية مدون عليها بالخط الهيراطيقي والديموطيقي أسماء لمواد وزيوت التحنيط. وتضم الورشة أيضاً حوضين محاطين بجدران من الطوب اللبن، أغلب الظن أن أحدهما خُصصت لوضع ملح النطرون والآخر لإعداد لفائف المومياء الكتانية.
ومن أهم عناصر ورشة التحنيط البئر المعروف اصطلاحاً بـ K24. ويقع في منتصف ورشة التحنيط، وتبلغ أبعاده حوالي3  م× 3.50م، ويصل لعمق 30 م. وهو بئر ذو طبيعة خاصة، حيث يشمل علي عدة حجرات دفن منقورة في الصخر على أعماق متباعدة، إضافة إلى مومياوات وجدت في منتصفه.