محاولات حثيثة لإنقاذ "قمة الرياض".. وأمير الكويت يحذر من "حرب سخيفة" في الخليج

حذر أمير الكويت، صباح الأحمد الصباح، من أن احتمال تفاقم عدم الاستقرار الحالي في المنطقة، معتبرا إن هذه الصراعات لها تأثيرات مدمرة للغاية على أمن دول الخليج وعلى شعوبها، وناشد بتفادي "الحرب الكلامية السخيفة" من أجل احتواء الأزمة الخليجية وتجاوزها.

تخيّم ضبابية شديدة على مصير القمة الخليجية المقبلة، وسيما من زاوية إتمامها لخطوات تقارب بين قطر وبقية دول مجلس التعاون الخليجي ولاسيما السعودية التي تستضيف القمة في التاسع من الشهر الجاري، وذلك في التوقيت الذي حذر فيه وسيط الأزمة، أمير الكويت، من "المخاطر" التي تحيط بالمنطقة، وناشد دول الخليج لإنهاء "الحرب الكلامية السخيفة" القائمة حاليا، فيما أكدت مصر مجددا على دعمها وتمسكها بآليات العمل العربي المشترك، في إشارة لمجلس التعاون الخليجي الذي يشهد خطر التفكك.

قال أمير الكويت في خطاب له تضمنه التقرير الاقتصادي عن الكويت لعام 2018، أصدرته مجموعة "أكسفورد بزنس" البريطانية، إن الصراعات الراهنة في المنطقة لها تأثيرات ضارة ومدمرة للغاية على أمن دول الخليج وعلى شعوبها، مؤكدا أن الهدف هو المصالحة واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، وناشد الصباح، الذي بذل جهود كبيرة لحل أزمة المقاطعة الخليجية لقطر، الجميع للامتثال لنهج بلاده في تهدئة الأمور، وتفادي الحرب الكلامية السخيفة من أجل احتواء الأزمة الخليجية وتجاوزها، لأن ما يجمع دول الخليج أكبر وأقوى بكثير مما يفرقها حسب قوله، ودعا للتركيز على إبقاء مجلس التعاون الخليجي رمزا للافتخار والأمن والرخاء.

وتعقد القمة التاسعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية المزمع عقدها يوم الأحد الموافق 9 ديسمبر الجاري، في مدينة الدمام السعودية.

مصر تدعو لحلول عربية لأزمات المنطقة.. والملك سلمان يبعث برسالة عاجلة لأمير الكويت

تسلم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رسالة خطية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقاؤه بوزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الثلاثاء، وأعرب الوزير المصري عن تقدير بلاده للجهود التي تقوم بها الكويت على الساحة العربية، والدور الهام الإيجابي الذي يقوم به أمير الكويت تعزيزاً لمسار التضامن والعمل العربي المشترك، وعلى نحو يرسخ من دعائم السلم والأمن الإقليمي والدولي.

وبحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية، تم التأكيد خلال اللقاء على ضرورة الدفع بأطر التضامن والعمل العربي المشترك في مواجهة التحديات المختلفة التي تشهدها المنطقة حفاظاً على الأمن القومي العربي، وأن تكون الحلول المطروحة لأزمات المنطقة عربية خالصة، وأن تحدد الشعوب العربية مصيرها بنفسها على نحو يُلبي تطلعاتها في العيش في سلام وأمن.

كما أكد وزير الخارجية المصري موقف مصر الثابت تجاه تعزيز آليات التضامن والعمل العربي المشترك في مواجهة التحديات المختلفة التي تشهدها المنطقة، والدفع بالحلول السياسية التي من شأنها استعادة الأمن والاستقرار وتجنب المنطقة مخاطر الانزلاق في صراعات أو مزيد من التوتر، منوهاً بالدور الفعّال الذي تضطلع به دولة الكويت الشقيقة بكل اقتدار في الدفاع عن قضايا المنطقة في إطار عضويتها الحالية في مجلس الأمن، وذلك خلال لقاءه الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي.

كما بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رسالةً شفوية إلى أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، نقلها مستشار الملك سلمان بالديوان الملكي السعودي.

وحول حضور أمير قطر للقمة، ذكرت الصحف الكويتية أن أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف بن راشد الزياني، سيوجه الدعوة لأمير قطر تميم بن حمد لحضور القمة التي ستعقد في الدمام، فيما ذكرت مصادر دبلوماسية أخرى أن أمير قطر تميم بن حمد سيأتي إلى الكويت ثم يذهب برفقة أمير الكويت لحضور القمة، وحول هذه التسريبات، قال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله: "الحقيقة نحن الآن في مرحلة توزيع الدعوات وبالتالي ليس هناك شيء محدد أو شيء واضح بشأن ما يثار وفيما يتعلق بآلية الحضور. الدعوات سيُستكمل توزيعها ونتمنى بعد أن يُستكمل توزيع الدعوات أن يتحقق الحضور على مستوى عال بمشاركة الجميع في قمة السعودية".

وأعلنت وزارة الخارجية العمانية، اليوم، أنه في إطار دعمها وتعزيزها لمسيرة مجلس التعاون الخليجي.، استقبل يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث جرى خلال المقابلة بحث ترتيبات القمة الخليجية في السعودية والجهود المبذولة لتعزيز مسيرة مجلس التعاون بما يحقق الأهداف والطموحات المشتركة التي يسعى إليها قادة دول المجلس بما يعود على شعوب دول المجلس من استقرار ورخاء.