ليبيا: دعم غربي وعربي لوقف القتال في طرابلس.. والسراج يشكل غرفة عمليات لصد أي هجوم

بعد أن اعلنت البعثة الأممية لدى ليبيا التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، رحب الرباعي الغربي والجامعة العربية بالاتفاق وأكدوا على دعمه، في وقت لا تزال في اشتباكات محدودة تدور في العاصمة الليبية.

على الرغم من تبادل الاتهامات بين فرنسا وإيطاليا حول التسبب في تفشي الفوضى والعنف في ليبيا، جددت حكومات فرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، في بيان مشترك أصدرته مساء أمس، دعمها رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج وحكومة الوفاق الوطني، من أجل العمل بالشراكة مع الأمم المتحدة لتشجيع المصالحة ودعم العملية السياسية بقيادة الليبيين.

وأكد الرباعي الغربي دعمه الجهود القائمة لإحراز تقدم في العملية السياسية بموجب خطة عمل الأمم المتحدة.

وأعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبي، تشكيل غرفة عمليات مشتركة لحماية العاصمة، مهمتها متابعة الاحداث والمعارك التي تشهدها مدينة طرابلس وضواحيها، واقتراح التدابير الكفيلة لصد أي هجوم على مدينة طرابلس، وحصر الشهداء والجرحى والمفقودين، كما اعلنت الحكومة المعترف بها دوليا تشكيل لجنة طوارئ وأزمة.

وخلال الاشتباكات تخوفت طرابلس من هجوم وشيك لقوات المشير خليفة حفتر القائد الليبي الأقوى في شرق ليبيا، وذلك بعد أن أعلن آمر القوات الخاصة "للجيش الوطني الليبي" العميد ونيس بوخمادة جاهزية قواته للتدخل في العاصمة الليبية، بينما امتنعت قوات الجيش الليبي ذات النفوذ الأول في شرق ليبيا عن التدخل في هذه الأزمة.

وشهدت العملية السياسية في ليبيا جموداً مستمراً، ساعد على تفجر الأوضاع في العاصمة الليبية التي تشهد نفوذاً للميليشيات الإسلامية المتطرفة، حيث شهدت المدينة وعلى مدار نحو أسبوع كامل اشتباكات وتفجيرات وأعمال سلب ونهب وتدهور حاد في الخدمات.

ونص "اتفاق الزاوية" الذي تم التوصل إليه الليلة الماضية على وقف جميع الأعمال العدائية، وعدم القيام بأية تحركات عدائية من شأنها عرقلة تطبيق وقف إطلاق النار، وعدم التعرض للمدنيين واحترام حقوق الإنسان على النحو المنصوص عليه في القوانين الوطنية والدولية، وعدم المساس بكل الممتلكات الخاصة والعامة، وضمان إعادة فتح مطار معيتيقة وكافة الطرق في العاصمة والمؤدية إليها، وكذلك الامتناع عن اتخاذ أي إجراء قد يفضي إلى مواجهات مسلحة، بما في ذلك جميع تحركات القوات أو إعادة تزويدها بالذخائر، أو أية أعمال أخرى قد يُنظر إليها على أنها مثيرة للتوتر.

ومن جانبه، أبدى أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ترحيبه بالجهود التي قام بها المبعوث الأممي إلي ليبيا غسان سلامة والتي أفضت إلي التوصل مساء أمس الثلاثاء إلي اتفاق لوقف إطلاق النار بين الميلشيات والجماعات المسلحة المتناحرة في العاصمة الليبية طرابلس وضواحيها.

 وصرح السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم أمين عام الجامعة، في بيان اليوم، بأن أبو الغيط أثنى على الدور الذي قام به المبعوث الأممي في رعاية هذا الاتفاق، وشدد على ضرورة الامتثال الكامل للترتيبات التي تم التوافق عليها لوقف جميع الأعمال العدائية، وإعادة فتح مطار معيتيقة، والامتناع عن أية إجراءات أو تحركات من شأنها أن تسفر عن تجدد الاشتباكات المسلحة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن أبو الغيط أكد على أن هذه الترتيبات يجب أن تمهد للتوصل إلي حل دائم وشامل لمشكلة الميليشيات والتشكيلات المسلحة التي تهدد استكمال المسار السياسي وإتمام الاستحقاقات الدستورية والانتخابية اللازمة لإنجاح عملية الانتقال الديمقراطي في البلاد وفق الإطار العام للاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات وخطة العمل الأممية التي يرعاها المبعوث الأممي غسان سلامة وتدعمها الجامعة العربية.

ويشهد الأسبوع المقبل انعقاد اجتماعا وزاريا لمجلس جامعة الدول العربية، من المقرر أن يبحث الموضوع الليبي، وخاصة مع مجيء الاجتماع قبيل انعقاد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي سياق متصل، إلتقى وزير الخارجية المفوض في حكومة الوفاق، محمد سيالة، أمس الثلاثاء في بكين، رؤساء التشاد والنيجر والسودان، وهم من دول الجوار اليبي، وذلك لمتابعة تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة بين الدول الأربع للتعاون القضائي المتعلق بتأمين الحدود.