هاجمت مجلّة "لو بوان" الفرنسية في آخر عددٍ صادر لها سياسات الدولة التركية على الصعيد الداخلي والخارجي, وخصّت بالذكر ممارسات الرئيس رجب طيّب أردوغان, الذي وصفته ب"الدكتاتور", كما تناول العدد في مقالٍ بعنوان "عفرين, القرية الشهيدة" العدوان التركي على المدينة وانتهاكات الفصائل المسلّحة التي تدعمها الدولة التركية بحقّ المدنيين هناك.
وفتح التحقيق الذي نشرته المجلّة المعنون ب"أردوغان, هل هو هتلر جديد؟" ملفّات سياسية للرئيس التركي وارتباطاته الإسلامية داخل فرنسا, والجرائم التي يرتكبها, موضحاً أنّ قرار أردوغان بإجراء انتخابات مبكّرة جاء سعياً منه للتهرّب من الأزمة الاقتصادية في تركيا.
وأشار التحقيق إلى أنّ أردوغان يعمل مع حزبه "العدالة والتنمية" على بناء نظامٍ دكتاتوري استبدادي يهدف إلى ترهيب أوروبا كلّها, مستعرضاً نقاط التشابه بينه وبين "هتلر", حيث ركّز على العداء الذي يبديه الرئيس التركي للكرد في سوريا ووصفهم ب"الإرهابيين", مضيفاً أنّ أردوغان يعامل الكرد في تركيا على أنّهم "أقلّ من درجة إنسان", وفق سياسة عنصرية تميزية كتلك التي كان بتعامل بها "هتلر" مع غير الألمان.
وفي مقالٍ تحت عنوان "عفرين, القرية الشهيدة", شنّ كاتبه هجوماً لاذعاً على العملية العسكرية التي شنّها الجيش التركي بالتعاون مع الفصائل المسلّحة التابعة له, على مدينة عفرين السورية, مشيراً إلى أنّ عناصر تلك الفصائل ليسوا تابعين "للجيش السوري الحر" بل هم متشدّدون ينتمون لتنظيماتٍ إسلامية متطرّفة "مختلفة التوجّهات والمصالح".
وتابع المقال بالقول: "ننصح بتدريس العدد الأخير من المجلّة للطلبة بغية تعليمهم على كيفية اختفاء الديمقراطية وانتشار أساليب النظام الدكتاتوري", في الوقت الذي عبّر فيه العديد من قرّاء مجلّة "لو بوان" عن رفضهم لاستئناف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي, في ظلّ استمرار أردوغان في الحكم, حيث قالوا بأنّ تركيا تمرّ بمرحلةٍ انعدمت فيها الديمقراطية وتلاشت مفاهيم حقوق الإنسان لديها.
يّذكر أنّ المجلّة قد أعلنت أنّها وبعد أيام على صدور آخر عددٍ لها, انتقدت فيه سياسة أردوغان, قد تعرّضت لمضايقات, منوّهةً إلى أنّ الرئيس التركي يمارس "سياسة الترهيب والقمع تجاه ’لو بوان’ الفرنسية", كما واجه بائعو المجلة في العديد من المدن الفرنسية ضغوط من أنصار أردوغان أضطر بعضهم لإزالة إعلان خاص بالعدد عليه صورة الرئيس التركي, يوصفه بالدكتاتور.