للمرة الاولى في تاريخها.. مصر تعيّن إمرأة قبطية في منصب المحافظ

بعد اختيارها لمنصب محافظ دمياط (شمال شرقي مصر)، أصبحت منال عوض ميخائيل أول سيدة قبطية تصل إلى منصب المحافظ.

شهدت مصر تغيرات في مناصب المحافظين هي الأولى من نوعها خلال الفترة الرئاسية الثانية للرئيس المصري، حيث أدى 27 محافظا، و18 نائبا، اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الخميس، فى أكبر حركة محافظين، شملت للمرة الأولى سيدة مسيحية، وعدد من الشباب كنواب للمحافظين.

انتصار للمرأة وليس لطائفة

واعتبرت النائبة الشابة الدكتورة دينا عبدالعزيز عضو مجلس النواب المصري، في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباء ANF أن قرار تعيين محافظ دمياط إيجابي بلا شك، ويدل على تمكين المرأة واحتفاظها في تشكيل المحافظين الجديد بهذا المنصب الذي سبق أن شغلته محافظ البحيرة للمرة الأولى في تاريخ مصر.

وأكدت دينا عبدالعزيز أن الأهم من كونها قبطية، أنها سيدة، سواء كانت مسيحية أو مسلمة، لأن الدستور المصري قائم على المساواة، وأن حتى المجتمع المصري نفسه به مساواة شاملة بين كافة الطوائف، ولا يعبر تعيين ميخائيل عن انتصار معين على هذا المستوى، ولكنه في النهاية تمكين للمرأة وليس لطائفة.

وقالت الدكتورة إيمان زهران، عضو لجنة العلوم السياسية بالمجلس الأعلى للثقافة، في تصريح لوكالة فرات للأنباء ANF إن الحديث عن تعيين أول أمرأة قبطية كمحافظ لمحافظة حيوية كدمياط، لابد من قراءته وفقا لثلاث ملاحظات؛ الأولى ما يتعلق بتعيين "المرأة"، حيث جاء ترسيخاً لثوابت المشاركة والإستيعاب التى لطالما أكد عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الكثير من خطاباته، بالإضافة لتدشينه بجانب العديد من المبادرات والفاعليات النسوية عاماً كاملا لقضايا المرأة واستحقاقتها السياسية والاقتصادية والإجتماعية أطلق عليه "عام المرأة المصرية 2017" ، ليقع على عاتقها مسؤولية "جدية المشاركة" و"الدعم الكامل" فى عملية صنع القرار.

وأوضحت "زهران" أن الملاحظة الثانية، هي أن إعلان تعيين الدكتورة منال ميخائيل محافظاً لدمياط، التى تضم عددا كبيرا من  قوى التيار السلفى، جاء كخطوة تحمل فى طياتها رسائل مجتمعية أهمها تغيير الصورة النمطية التى رسخها التيار السلفى بممارساته السابقة حول تدخله فى إمكانية قبول قيادة ما إستناداً لتوجه عقائدى أو فكرى أو إيدولوجى معين، ومن ثم جاء تعيين الدكتورة منال ليمحوا بذلك المشهد العنصرى السئ  لرفض الإسلاميين وقوى التيار السلفي المتشدد تعيين محافظ قبطي لقنا، وإعلانهم استمرار حالة العصيان حتى يتم تعيين محافظ مدني مسلم فى إبريل 2011. 

وأضافت "وأما الملاحظة الثالثة فهى ملاحظة عامة تتلخص فى أن الإحتفاء الذى تم التركيز عليه فى كافة وسائل التواصل الإجتماعى حول تعيين قبطيين بمنصب "المحافظ"، من المهم الأ يتم تصنيفه كإنتصار "طائفي"، ولكن يُصنف مضمونه كإنتصار مجتمعي متمثل فى النجاح فى تطبيق المساواة المجتمعية وقيم المواطنة، فالمكسب هنا مكسباً مجتمعياً وليس طائفياً.
صحف عالمية تهتم بالقرار غير المسبوق.

واهتمت الصحف العالمية بهذا القرار غير المسبوق، وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن القرار غير المسبوق بتعيين أول محافظة مسيحية، بما يمثل قرار غير مسبوق في تاريخ مصر الحديث، وأوضحت أن الحكومة الحالية في مصر تضم ثماني وزيرات ، وهي أعلى نسبة في تاريخ البلاد الحديث.

وقال موقع "أفريكا نيوز" أنه بعد 18 شهر من تعيين المرأة المصرية المسلمة نادية احمد عبده صالح كأول امرأة تشغل منصب محافظ في تاريخ مصر، عندما عينها الرئيس المصري محافظا للبحيرة، جاءت امرأة أخرى في منصب مماثل ولكنها أول مسيحية قبطية تعين في هذا المنصب.

أما قناة الحرة الأمريكية فقد استعرضت تاريخ الدكتورة منال عوض ميخائيل قبل اختيارها محافظا لدمياط، وقالت أنها تمكنت من الحصول على منح وتمويلات من منظمات دولية لتطوير المناطق العشوائية خلال مسؤوليتها في محافظة الجيزة.

وقال الموقع الإلكتروني لقناة قناة "سي جي تي إن" الصينية إن الدكتورة منال تمكنت من شغل منصب محافظ دمياط الذي كان سابقاً حكراً على الذكور، كما اشادت بأعمالها وأبحاثها في المجال الطبي، وخاصة بعد حصولها على العديد من الجوائز على المستوى الوطني والدولي، منها جائزة من اليونسكو العام الماضي.  
 
 وحصلت "ميخائيل" على بكالوريوس العلوم البيطرية من جامعة بنها عام 1989 وماجستير من جامعة الإسكندرية عام 1995، ودكتوراة في العلوم الطبية من جامعة الإسكندرية عام 1999، ووصلت إلى منصب وكيل معهد الأمصال واللقاحات البيطرية للأبحاث والدراسات بوزارة الزراعة.

والسيسي هو أول رئيس مصري يشارك في قداس عيد الميلاد بشكل سنوي منذ توليه الرئاسة في 2014، وذلك بعد فترة عصيبة تعرضت فيها عشرات الكنائس المصرية لهجمات ارهابية، بعد الاطاحة بحكم تنظيم الاخوان.