سواحل شرق أفريقيا هدف إستراتيجي تركي قطري

تشهد سواحل الشرق الأفريقي ملامح مؤكدة على مؤامرة تقودها قطر وتركيا من أكل السيطرة وتأكيد وجودها عبر نقاط نفوذ متعددة، فبعد جزيرة سواكن السودانية، يأتي الحديث عن دور قطري مشبوه في الصومال هدفه الأساسي السيطرة على الساحل الصومالي.

نشر موقع «ذا كريستال آيز» المعني بمكافحة التطرف والإرهاب تقريراً ، أمس الأربعاء، حول محاولات تركيا وحليفتها قطر الرامية بنشر الفوضى والعمليات التخريبية بالصومال عبر دعم التنظيمات الإرهابية في البلد الذي يعج بالمشاكل الاقتصادية والفقر، من أجل إضعاف مؤسسات الدولة الصومالية، التي تعاني أزمات كبرى بالأساس، ومن ثم تحقيق واحد من أهم أهداف المشروع الاستعماري الجديد في القارة السمراء، بالسيطرة على سواحل الصومال، تزامناً مع محاولات السيطرة جزيرة سواكن في السودان.

المؤامرة التركية القطرية

ويشير موقع «ذا كريستال أيز» إلى أن طموحات الدوحة في السيطرة على سواحل الصومال يشكل تأكيداً على الأخبار التي تفيد بوجود مؤامرة تدبرها تركيا وقطر من أجل إنشاء منظمة إرهابية في الصومال، من المرجح أن تتبع هذه المنظمة الإرهابية على خطى جماعة الإخوان يكون الهدف الرئيسي لهذه المنظمة الإرهابية القيام بعمليات تخريبية داخل الصومال.

ميناء مقدشيو

ويقول الموقع المعني بمكافحة التطرف والإرهاب في تقريره أن تركيا وحليفتها قطر يسعيان من خلال دعم الجماعات الإرهابية في الصومال للسيطرة على ميناء مدينة مقديشو، واستخدامه كمرفأ للدوحة بالإضافة إلى تحويله لقاعدة عسكرية لكن تحت غطاء عمليات التطوير والاستثمار في ذلك الميناء، بحسب الموقع.

خدعة الاستثمار

وزار الرئيس الصومالي «محمد عبدالله فرماجو» قطر مؤخراً، في زيارة رسمية تم خلالها توقيع اتفاقات حاولت قطر أن تسوّقها على أنّها مفيدة للنمو الاقتصادي في الصومال، حسبما ذكر مراقبون، لافتين إلي وجود أسباب أعمق تقف خلف هذه الاتفاقات، تتمثل في المحاولة القطرية للسيطرة على ميناء مقدشيو.

حركة الشباب الصومالية

وكشفت «المجموعة الدولية للأزمات»، في تقرير لها في أغسطس العام الماضي، أن قطر مولت إرهابيين في الصومال في إطار تدخلها التخريبي في منطقة القرن الإفريقي. كما ذكر موقع «جاروي أون لاين» الإخباري الصومالي، أن قطر تستغل الأوضاع الأمنية المزرية التي يخلفها الإرهاب في الصومال، وعمل بعض الشباب في صفوف الميليشيات لكي تجندهم للعمل كمرتزقة لديها.

واعتبر المحلل السياسي الموريتاني «سيدنا عالي ولد محمد»، أن التطورات الحاصلة أخيراً في الصومال، تقدم دليلاً إضافياً على أن تعطش قطر للفوضى ولزعزعة استقرار الدول لا حدود له، وأنها مصرّة بشكل خاص على منع الصومال من إعادة بناء أركانها واستعادة عافيتها، إرضاءً لشهوة التسلط ولطموحات حلفائها في توطيد مكانتهم داخل منطقة القرن الإفريقي.

وإضافة إلى الدعم المستمر الذي تقدمه لحركة الشباب من أجل مواصلة نشاطاتها الإرهابية، وإلى مساعيها لتأسيس تنظيم مسلح جديد في مقديشو بهدف توسيع دائرة العنف، مؤكداً أن الأجندة القطرية تدفع في الصومال كما في أي مكان آخر من العالم  باتجاه مزيد من الفوضى ومزيد من العنف والدماء والدمار.

وتأسست حركة الشباب في عام 2004، وكانت الذراع العسكري لاتحاد المحاكم الإسلامية التي هزمتها القوات التابعة للحكومة الصومالية المؤقتة غير أنها انشقت عن المحاكم بعد انضمامها إلى ما يعرف بـ «تحالف المعارضة الصومالية».

ويقدر العدد الأولي لعناصر الحركة بين 3000 إلى 7000 عضو تقريبا، وقامت عناصر تابعة للحركة بعمليات وتفجيرات انتحارية.

السيطرة على جنوب الصومال

و سيطرت حركة الشباب الصومالية في شهر فبراير الماضي على أجزاء كبيرة من مدينة بلعد جنوبي البلاد، بعد أن كانت تخضع لسيطرة القوات الحكومية، في أعقاب مواجهات عنيفة مع القوات الحكومية المدعومة من القوات الإفريقية في الصومال (أميصوم)، وأعلنت الحركة بعدها السيطرة على المدينة، حسب ما ذكرت إذاعة «الأندلس» المحسوبة عليها.

ويبدو في الأخير أن هناك ثمة اتفاق ثلاثي قطري تركي وكذلك إيراني من أجل السيطرة على ساحل البحر الأحمر من الجانب الإفريقي، يبدأ من إيران التي تسيطر على جزر في إريتريا، والتي تدرب فيها عناصر تابعها لها، وسواحل الصومال التي تحاول قطر السيطرة عليها بطرق مختلفة، مروراً بالسودان وجزيرة سواكن التي سيطرت عليها تركيا مؤخراً.