أكدت دولة الإمارات، اليوم الخميس، إن قمة مجلس التعاون الخليجي التي ستقام في الرياض الأحد المقبل، تعكس استمرار قوة المجلس برغم الأزمة السياسية مع قطر، في الوقت الذي أكدت فيه مملكة البحرين أن حضور قطر للقمة المقبلة من عدمه سيان، حيث أكد وزير الخارجية البحريني أن قطر أقل دولة التزمت باتفاقيات مجلس التعاون الخليجي، في الوقت الذي اعتبرت فيه مصر، أمس، أن سياسات قطر تجاه دول الرباعي العربي (السعودية والامارات والبحرين ومصر)، اتجهت من سيء إلى أسوأ.
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه الرسمي على "تويتر"، اليوم، "نجاح المجلس الأساسي في جوانبه الاقتصادية وخلق سوق خليجي مشترك". وتابع: "الأزمة السياسية ستنتهي حين ينتهي سببها ألا وهو دعم قطر للتطرف والتدخل في قضايا استقرار المنطقة".
وفي الوقت الذي روجت فيه وسائل الاعلام القطرية بوجود مطالب "شعبية" بالانسحاب من مجلس التعاون الخليجي، بعد انسحاب الدوحة من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، لا يزال الحديث مستمر حول مستقبل مجلس التعاون، وتماسك البيت الخليجي في ظل بقاء الأزمة مع قطر، وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، أن الخلاف اصبح عميق جداً، ووصل إلى نقطة لم يسبق أن وصلها خلاف آخر بين الدول الأعضاء في المجلس، معتبرا إن قطر في هذا الخلاف أحرقت جميع سفن العودة إلى المجلس، وإن "الخلاف لن يحل بـ(حب الخشوم)، فلا بد من اتفاق جديد ونظام جديد، ووضع الدوحة تحت المجهر".
وأعتبر وزير الخارجية البحريني أن وجود قطر في القمة المقبلة أو مجلس التعاون الخليجي بشكل عام اصبح مثل عدمه، مضيفا: "التمثيل القطري في القمة لا يهمنا، وجوده من عدمه سيان، لا أحد ينظر لموقفنا من قطر، ما قمنا به هو ردة فعل تجاه ما قامت به قطر وما تنتهجه، لكن هل قطر تنتمي لمجلس التعاون؟ هي عضو في المجلس، لكنها تستعين بقوات أجنبية، عوضاً عن استعانتها بقوات تنتمي لها مثل قوات درع الجزيرة، القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي القطرية أكبر تهديد وضعته الدوحة لتهديد دول المجلس. والسياسة العدائية التي انتهجتها قطر ضد دول المجلس واضحة، وأقرب مثال ما تمارسه من عداء سافر ضد السعودية في الفترة الأخيرة، وبالأخص انتهاجهم لسياسة الإساءة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعد كل هذا هل قطر تنتمي حقيقة لمجلس التعاون؟ قطر تعتبر أقل دولة التزمت باتفاقيات المجلس، لذا لن نضيع وقتنا بالأماني والأحلام، وعلى قطر أن تصلح حالها بنفسها، هناك واقع يقول إن قطر لن تغير من نهجها، ولدينا أمنيات نرجو أن تتحقق".
وأعتبر وزير الخارجية البحريني أن دخول تركيا في الخلاف الخليجي إلى جانب قطر، كان موقفا صادما بالنسبة لدول مجلس التعاون، و"لذلك على تركيا أن تراجع مصالحها هل معنا، أم مع النظام القطري المتآمر علينا، إن أرادت ذلك فليس لها مصلحة معنا وليس لنا مصلحة معها".
وفيما يتعلق بالعلاقة بإيران، قال آل خليفة: "بالنسبة لإيران الكرة في ملعبها فهي الدولة المسيئة وهي التي تحاول أن تهيمن، وهي التي تسيء وتخرب في المنطقة، وقال ان دور بلاده مستمر في كشف مخططات إيران، حيث أشاد المبعوث الأميركي الخاص بإيران برايان هوك بالدور البحريني في كشف نشاطات إيران الخبيثة في المنطقة، خلال مؤتمره الصحفي الخميس الماضي، وقال الوزير البحريني أن هذا الدور مستمر "لأن البحرين أحد الأهداف التي تستهدفها إيران في المنطقة، لذلك لم نخف شيئا عن شعبنا، ولا عن حلفائنا، ولا عن العالم"، مضيفا: "دورنا كبير في الجانب السياسي ألا نترك فرصة لندافع فيها عن أنفسنا ونفضح سياسات إيران، ولا نتردد في دعم كل من يواجه هذه السياسة التخريبية في المنطقة من قبل النظام الإيراني".
يأتي ذلك في أثار انسحاب قطر من منظمة أوبك قبل اجتماعها المقبل لخفض الانتاج ومناقشة اسعار النفط المتدهورة، أثار الحديث حول إمكانية انسحابها من مجلس التعاون الخليجي، وقال الكاتب بوبي غوش في تحليل على "بلومبرغ" الأربعاء، إن المبررات التي قدمتها قطر لانسحابها من منظمة أوبك بعد عضوية دامت 57 سنة، يمكن بسهولة أن تستخدم لتبرير الخروج من مجلس التعاون الخليجي.