توترات دبلوماسية متصاعدة بين القوى الكبرى عشية الاحتفال بالذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى

يزور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باريس في أجواء مشحونة وخلافات مع نظيره الفرنسي، للمشاركة في إحياء الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى بحضور مسؤولين من دول العالم.

تصاعدت حدة التوترات الدبلوماسية بين القوى الكبرى، عشية "منتدى باريس للسلام" المقرر غدا الأحد بمشاركة القوى الكبرى على هامش الاحتفالات بذكرى الحرب العالمية الأولى، حيث سيتضمن كلمات لقادة الدول المدافعون عن النظام الدولي المتعدد الأقطاب، فيما سيبتعد الرئيس الأمريكي عن هذا الاجتماع الذي قد تتعرض خلاله مواقفه المبنية على القوة والضغوط الأحادية، لانتقادات شديدة.

وتحيي الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى، غدا الأحد، ذكرى 100 عاما على توقيع هدنة إنهاء الحرب في 11 نوفمبر من عام 1918، في الوقت الذي اشتعلت فيه الاجواء بتطورات درامية بعد الكشف عن مخطط إرهابي لاغتيال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طعنا بالسكين خلال الاحتفال،  حيث أعادت الواقعة للأذهان حادث اغتيال ولي عهد الإمبراطورية النمساوية في صربيا، الذي أشعل فتيل الحرب العالمية الأولى عام 1914.

وعقد الرئيسان الفرنسي والأمريكي اجتماعا عاصفا، اليوم السبت، بعد أن استبق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارته إلى العاصمة الفرنسية بتوجيه انتقادات حادة لنظيره الفرنسي، بعد دعوته إلى تشكيل جيش أوروبي في مواجهة الولايات المتحدة وروسيا والصين.

أكد الرئيس الفرنسي، خلال لقاء مع نظيره الأمريكي اليوم في باريس، على ضرورة تعزيز أمن القارة الأوروبية، منتقدا القول بأن الضامن الوحيد لأمنها هو الولايات المتحدة فقط.

وقال الرئيس الفرنسي: "ليس من العدل أن يكون أمن أوروبا اليوم مضمونا فقط من قبل الولايات المتحدة.. ولهذا السبب أعتقد أننا بحاجة إلى المزيد من الإمكانيات الأوروبية، وللمزيد من الدفاع الأوروبي، بهدف تقاسم هذه المهمة"، حسبما نقلت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية.

واستبق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر اليوم السبت، وصوله إلى العاصمة الفرنسية بالتنديد بتصريحات ماكرون حول إنشاء جيش أوروبي، واصفا اقتراحه بـ"المهين جدا". واضاف ترامب على "تويتر": "لقد اقترح الرئيس ماكرون إنشاء جيش أوروبي بوجه الولايات المتحدة والصين وروسيا.. يجب على أوروبا أن تسدد أولا مساهمتها في حلف شمال الأطلسي الذي تموله الولايات المتحدة إلى حد كبير!".

أعلن البيت الأبيض، إلغاء زيارة الرئيس الأمريكي لمقبرة لضحايا الحرب العالمية الأولى تقع شمال شرق فرنسا، وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية، فيما حاول مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نزع فتيل أزمة أثارتها تصريحات أدلى بها عن انشاء جيش أوروبي وأثارت حفيظة نظيره الأمريكي، مشيرا إلى أن تصريحاته تم تفسيرها بشكل خاطئ.

ومن جانبه، وجه رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك اليوم السبت انتقادات حادة للرئيس الأميركي، متهما ترامب بأنه يقف ضد "اوروبا موحدة وقوية"، وذلك في خطاب القاه في لودز ببولندا، معتبرا أنه "للمرة الاولى في التاريخ، لدينا ادارة اميركية تفتقد الحماسة، وهذا اقل ما يمكن قوله، حيال اوروبا موحدة وقوية".

وفشلت أمس مباحثات دبلوماسية عسكرية عقدت في واشنطن بين الولايات المتحدة والصين لاحتواء التوتر بين البلدين، حيث انتقدت الولايات المتحدة سياسة الصين في اقليم شينجيانج وتايون، أكدت الصين أنها ستدافع عن وحدتها إزاء السياسة الأمريكية بأي ثمن.

وسعت روسيا اليوم إلى احتواء فتيل أزمة دبلوماسية مع النمسا على خلفية قضية التجسس الأخيرة، حيث بحث وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف مع نظيرته النمساوية كارين كنايسل، احتواء الأزمة، خلال اتصال هاتفي اليوم.

وذكر مسئولون فرنسيون، إن إدارة ترامب وافقت على التشاور مع أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو"، حول خطة واشنطن للانسحاب من معاهدة الحد من الأسلحة النووية متوسطة المدى مع روسيا.