تركيا تبدأ حلقة جديدة من التوتر مع أوروبا بدخولها إلى "مدينة الأشباح" القبرصية 

في خطوة تزيد من حدة التوتر بين تركيا مع قبرص واليونان بشأن الحقوق الإقليمية في شرق البحر المتوسط، أعلن في أنقرة إعادة افتتاح ساحل "فاروشا" القبرصي المهجور. 

وبناء على القرار تفتح ما تسمى بـ"جمهورية شمال قبرص التركية" المنطقة الساحلية لمدينة فاروشا جزئيا والتي تعرف باسم "لؤلؤة" قبرص والتي ظلت مقفرّة منذ احتلال الجيش التركي القسم الشمالي في الجزيرة المتوسطية عام 1974 حينما غزت القوات التركية جزيرة قبرص القريبة من السواحل التركية بالمتوسط والعضو الحالي في الاتحاد الأوروبي، حيث باتت تسمى مدينة الأشباح بعدما هجرها أهلها نتيجة الغزو العدواني التركي. 

وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية كيرياكوس كوشوس اليوم الأربعاء أن رئيس الجمهورية نيكوس أناستاسياديس سيثير قضية فاماغوستا خلال الاجتماع المقبل للمجلس الأوروبي الذي سيعقد في 14 و15 تشرين الأول أكتوبر، مشيراً إلى أنه تم بالفعل اللجوء إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وأن الحكومة تقوم بعرض ذلك أمام مؤسسات الاتحاد الأوروبي وأنها كذلك على اتصال مع الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وأكد كوشوس في معرض رده على أسئلة الصحفيين حول تصريحات الجانب التركي بشأن الشريط الساحلي المسيج من فاماغوستا، أن الحكومة تركز على عملية التسوية للمشكلة القبرصية، ولكن ليس في ظل التهديدات وفرض سياسة الأمر الواقع، مضيفاً أن القرارات ستؤخذ من قبل رئيس الجمهورية والمجلس الوطني، حسبما ذكرت وكالة الأنباء القبرصية.

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت نيقوسيا ستسعى لفرض عقوبات على تركيا في المجلس الأوروبي، قال كوشوس "لم يتم اتخاذ قرار بشأن هذا الأمر ولست في وضع يسمح لي ببوح ما نسعى إليه خلال المجلس الأوروبي المقبل. وأضاف أن التطورات ستطرح بالتأكيد ولا سيما موضوع المنطقة المسيجة من مدينة فاماغوستا.

وأشار إلى أنه تم بالفعل اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي على أساس المادة 35 من ميثاق الأمم المتحدة وأن الممثل الدائم لقبرص أندرياس مافرويانيس قد اتصل برئيس مجلس الأمن.

وأضاف أنه في الوقت نفسه يتم توضيح ذلك لمؤسسات الاتحاد الأوروبي. وقال إنه سيتم بالتأكيد مناقشة هذه القضية في المجلس الأوروبي القادم وسيطلع رئيس الجمهورية رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي بالتطورات المتعلقة بفاماغوستا.

بدوره، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو الصحفيين اليوم في بروكسل، أن قادة الاتحاد الأوروبي سيقيمون تصرفات تركيا المتعلقة بفاروشا وسوف يحددون المزيد من الإجراءات في إطار النهج الثنائي المقرر في المجلس الأوروبي يوم الخميس الماضي، رابطاً التطورات بالقرارات حول العقوبات أو ما يسمى بجول الأعمال الإيجابي.

وصرح ستانو "إننا نراقب الحقائق ونسجل ما يجري حالياً. لقد كان موقف الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والدول الأعضاء واضحاً جداً، سواء في البيان الذي صدر الليلة الماضية أو في استنتاجات المجلس في الأسبوع الماضي. إن توقعات وموقف الاتحاد الأوروبي تجاه كل هذه القضايا التي نناقشها واضح للغاية وما ينتظره الاتحاد الأوروبي الآن هو علامات من شأنها أن تسمح للقادة عند عودتهم إلى مسألة العلاقة مع تركيا في كانون الأول / ديسمبر التقييم والقول هل كان هناك تقدم أو نهج بناء أم كان هناك شيء عكس الروح البناءة والحوار. وبناء على هذا الاستعراض سيقرر القادة ما ستكون عليه الخطوات التالية".

يقغ منتجع فاروشا في مدينة فاماغوستا في جمهورية قبرص على البحر الأبيض المتوسط و التي تعرف الآن ب “مدينة أشباح”، ويسمى منتجع “فاروسيا” باللغة اليونانية أو “ماراس” باللغة التركية.

لُقّب منتجع فاروشا السياحي في جنوب شرق الجزيرة في الماضي “لؤلؤة” قبرص بفضل مياه البحر الصافية التي يطل عليها و بلغ المنتجع أوج مجده في الفترة من 1970- 1974، حيث كانت فاماغوستا هي الوجهة السياحية الأولى في دولة قبرص، بل إحدى الوجهات المميزة عالمياً يقصده مشاهير العالم لقضاء عطلاتهم. ولتلبية الاحتياجات المتزايدة، ومواكبة تنامي أعداد السائحين، تم تشييد العديد من المباني الشاهقة والفنادق الفارهة في المدينة فكانت تضم نحو 50 فندقًا توفر 10 آلاف سرير.

والعام الماضي، أعلنت تركيا انها تنوي إعادة فتح منتجع فاروشا السياحي الشهير في قبرص الشمالية، بعد إغلاقه لمدة خمسة وأربعين عاماً، حين قامت بغزو الشطر الشمالي من الجزيرة واحتلاله سنة 1974.