ترحيب عربي بمبادرة ملك المغرب لحلّ الخلافات وتطبيع العلاقات مع الجزائر

قال العاهل الملك محمد السادس، إن بلاده مستعدة لحوار مباشر وصريح مع جارته الجزائر لتجاوز الخلافات، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين، وذلك في دعوة جديدة لطي صفحة الخلافات المستمرة لعقود.

أطلق العاهل المغربي الملك محمد السادس، مبادرة لحل الخلافات الثنائية المزمنة بين بلاده والجزائر، مشددا على أنه "يمد يده للإخوة في الجزائر للعمل معا على تجاوز الخلافات الثنائية"، مظهرا لهجة إيجابية غير مسبوقة تجاه جارته اللدود، التي لم تعلّق بعد رسميا على تلك المبادرة، باستثناء ترحيب بعض الأوساط السياسية.

وقال الملك المغربي في خطاب بمناسبة الذكرى الـ43 لذكرى المسيرة الخضراء أنه يقترح آلية مشتركة للحوار المباشر بين البلدين، ومستعد لمقترحات الجزائريين لتجاوز الخلاف بين البلدين.

وتابع العاهل المغربي: "لقد اعتمدنا مقاربة ناجعة في التعامل مع القضايا الكبرى للبلاد، ترتكز على العمل الجاد وروح المسؤولية داخليا، وعلى الوضوح والطموح كمبادئ لسياستنا الخارجية"، مضيفا: "وقد كان عملنا وما يزال مبنيا على هذه المبادئ مع الجميع، وخاصة الإخوة والأصدقاء والجيران، في المواقف وفي ردود الأفعال".

وأكد العاهل المغربي على العلاقات التاريخية بين البلدين والتضامن في القضايا الكبرى بقوله: "ساهم موقف المملكة المساند للثورة الجزائرية في توطيد العلاقات بين العرش المغربي والمقاومة الجزائرية، وأسس للوعي والعمل السياسي المغاربي المشترك... فقد قاومنا الاستعمار معا لسنوات طويلة حتى الحصول على الاستقلال، ونعرف بعضنا جيدا، وكثيرة هي الأسر المغربية والجزائرية التي تربطها أواصر الدم والقرابة"، لافتا إلى أنه طالب منذ توليه العرش، "بصدق وحسن نية، بفتح الحدود بين البلدين، وبتطبيع العلاقات المغربية الجزائرية".

ويدور الخلاف الأساسي بين البلدين حول دعم الجزائر لجبهة البوليساريو التي تهدف منذ سبعينيات القرن الماضي، إلى إقامة دولة مستقلة فى إقليم الصحراء الغربية بالمملكة، والشهر الماضي، وافقت المملكة المغربية على دعوة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كولر، للمشاركة في "مفاوضات الصحراء"، يومي 5 و6 كانون الأوَّل/ ديسمبر في مدينة جنيف السويسرية، والتي ستشارك بها الجزائر وموريتانيا، بالإضافة إلى ممثلي البوليساريو.

ترحيب عربي.. وصمت جزائري

رحبت العديد من الدول العربية وخاصة دول الخليج، بمبادرة العاهل المغربي، ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجزائر بعد.

وبدوره، أعرب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن ترحيبه بما جاء في الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية، الثلاثاء الماضي، بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين للمسيرة الخضراء، من دعوة لاستحداث آلية سياسية مشتركة للحوار المباشر بين المغرب والجزائر، بهدف تجاوز أية خلافات بين البلدين العربيين الشقيقين، والنظر في القضايا الثنائية العالقة فيما بينهما.

واعتبر الأمين العام، في بيان اليوم الخميس، أن تلك الدعوة الهامة تمكن من فتح أفق جديد في العلاقات الثنائية بين البلدين وبما يفتح الباب أمام تحسين الأجواء على مستوى اتحاد المغرب العربي، ويسهم في تدعيم التعاون في كل من منطقة شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء وبالذات لمواجهة مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة.

ومن جانبه قال السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، أن أبو الغيط حرص في هذا الإطار على التأكيد على أهمية الدور الذي تلعبه كلا  الدولتين العربيتين في إطار منظومة العمل العربي المشترك في العديد من المجالات، الأمر الذي يحتم التعاطي بإيجابية مع الأطروحات الرامية لتقريب الرؤى بينهما تجاه الموضوعات الخلافية، خاصة في ظل تجاورهما الجغرافي ومواجهة كليهما لتحديات مشتركة عديدة هامة على رأسها خطر الإرهاب.