تحقيق للغارديان من قطر يكشف استغلال العاملين في تجهيزات كأس العالم يضعهم على حافة الانتحار 

اكدت صحيفة الغارديان البريطانية، في تحقيق خاص أجرته في قطر، إن العمال الوافدين من أفقر دول العالم يحصلون على أجر زهيد ليحققون حلم كرة القدم لقطر في استضافة كأس العالم. 

قالت صحيفة الغارديان البريطانية في تحقيق لها اليوم أن عمال المنشآت الرياضية في قطر يتعرضون للاستغلال والعمل في ظروف صعبة، وهو ما يؤكد التقارير عن العبودية في قطر، وأكد العمال انه ليس أمامهم سوى قبول الظلم والعمل المهين أو الانتحار. 

وتمكن مراسل الصحيفة البريطانية من توثيق شهادات من العمال المشاركين في بناء ستاد الريان لكرة القدم، وهو أحد منشآت قطر التي ستستضيف كأس العالم، و يتسع الملعب لـ40 ألف مشجع، وأكد عدد من العمال القادمين من دولة غانا إنهم سمعوا إعلانات عن وظائف لعمال البناء في قطر تم بثها عبر الراديو، وحوالي 300 منهم اغتنموا الفرصة. 

وروى احد العمال كيفية الاحتيال عليه قائلا: "قال لي وكيل السفر إن قطر هي أغنى بلد في العالم، وستحصل على راتب كبير، ولكن عندما وصل إلى قطر، وجدنا عكس ما قيل"، بحسب تحقيق الجارديان اليوم.

وروى أحد العمال لمراسل الجارديان:" كان من المفترض أن نكسب أموالا كثيرة لكن لا نحصل إلا على القليل الذي لا يكفي الأسرة، انا اتقاضي راتبا قليلا جدا،  اعمل ثماني ساعات في اليوم، ستة أيام في الأسبوع، وكل ما احصل عليه هو 140 جنيه استرليني شهريا". 

وأكد التقرير أن جميع المهاجرين العاملين في قطر، يرسلون أموالا قليلة  إلى ذويهم، رغم أن ذلك يعد الدخل الأساسي لعائلاتهم، وأكد العمال كذب ما ادعيه قطر حول إجراء إصلاحات لضمان حقوق العمال، وقال أحدهم:" الظلم موجود ولن يرفع، ولن يتغير أي شيء  ولن يساعدنا احد من أي مكان، علينا أن نشجع أنفسنا كل يوم، وإلا سوف ننتحر".

وذكر احد العمال الذين التقاهم المراسل خارج احد المعسكرات العمالية بالدوحة إن لديه طفلة 10 سنوات، وهو يعاني بسبب عدم مقدرته إرسال أموال إلى عائلته  بينما لم يملك حتى قيمة الرسوم اللازمة للإبقاء على ابنته في المدرسة، موضحا أن سائقي "التوك التوك" يكسبون مالا أفضل لإعالة أسرهم.


يحصل مئات الآلاف من العاملين القادمين من أفقر دول يعيشون كابوسا حقيقيا، لكي تحقق الإمارة الغنية قطر حلمها، ووصف التقرير العاملين بقطر، بأنهم يعانون من الاستغلال، حيث لا تتعدى رواتبهم 200 دولار في الشهر، فيما تتراوح التكلفة الإجمالية لأعمال الإنشاءات تلك ما بين 8 مليارات و10 مليارات دولار، بحسب تقديرات رسمية، من أجل ابهار العام عام 2022.

وذكر التقرير أن مئات الآلاف من العمال القادمين من الدول الآسيوية وإفريقيا للعمل في المشروعات القطرية، لا يستطيعون رؤية عائلاتهم لفترة طويلة، فيما تعاني عائلاتهم من ضعف الرواتب المرسلة لهم. وفي هذا الصدد قال أحد العمال:" ليس لدي ما يكفي لإطعام أسرتي.. المال هنا ليس كما كنا نتوقعه.. نحن نفكر في ذلك طوال الوقت".

وأكد العمال للصحيفة البريطانية أن رفع شكوى لن يغير من وضعهم، وبرر المسؤولون القطريون ما يلقاه العمال بأنهم هربوا من صعوبات أكثر في بلادهم، وأضاف مسؤول قطري : "في بلادهم، يعيش العديد من هؤلاء الناس في ظروف معيشية فقيرة بشكل لا يصدق.. فلا توجد وظائف ولا بنية أساسية ولا طرق أو مياه صالحة للشرب في بعض المناطق".

وأكد العمال أن الوعود بالمرتبات التي تحولت إلى سراب بسبب احتيال وكلاء السفر الذين يعملون من الباطن لصالح الجهات القائمة على مشروعات كأس العالم، وذكر العمال ان بعضهم خدموا في أعمال جزئية في مشاريع البناء عبر متعاقدين من الباطن، لم يدفعوا لهم أجورهم.