تحركات قطرية في الصومال بعد رفض تدخلاتها في شمال إفريقيا

استغلت قطر التوترات الأخيرة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والحكومة الفيدرالية الصومالية، حيث أوفدت مبعوثين لاستكشاف الفرص الاستثمارية في الموانئ الصومالية التي تحتل أهمية إستراتيجية في منطقة القرن الإفريقي.

استغلت قطر التوترات الأخيرة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والحكومة الفيدرالية الصومالية، حيث أوفدت مبعوثين لاستكشاف الفرص الاستثمارية في الموانئ الصومالية التي تحتل أهمية إستراتيجية في منطقة القرن الإفريقي، وتمثل بين موانئ أخرى في المنطقة رئة أمام إثيوبيا، الدولة الحبيسة، في شرق القارة.

وقالت وزيرة الموانئ والنقل البحري للحكومة الصومالية الفيدرالية مريم جامع أويس أنه سيتم إعادة بناء وترميم موانئ البلاد، وذلك من أجل جذب الاستثمار في المجالات المختلفة، حسبما نشرت الوكالة الصومالية الرسمية للأنباء "صونا" اليوم.

ووصلت وزيرة الموانئ والنقل البحري ومسؤولون من موانئ دولة قطر أمس الأربعاء إلى ميناء منطقة "هوبيو" التابعة لإقليم مدج وسط الصومال. وأوضحت الوزيرة أن الوفد القطري يهتم بالاستثمار في موانئ البلاد، ومن المتوقع أن يذهب أيضا إلى مدن أخرى في البلاد في خطوة للتقييم والاستطلاع.

وتهدف زيارة الوفد القطري الذي يضم مسؤولين في وزارة الموانئ القطرية استكشاف وتقييم بعض موانئ البلاد كجزء من الاتفاقيات بين الحكومة الفيدرالية ونظيرتها القطرية بعد زيارة رئيس الصومال محمد عبدالله فرماجو الأخيرة إلى العاصمة الدوحة، وكان في استقبال الوفد القطري فور وصولهم صباح الثلاثاء إلى مطار آدم عبدالله الدولي وزيرة الموانئ والنقل البحري، ومسؤولين في القصر الرئاسي.

ويبدو أن الزيارة القطرية المفاجأة نالت اهتمام ومتابعة دولة الإمارات، حيث أستقبل وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الفيدرالية أحمد عيسى عوض في مكتبه بالعاصمة مقديشو السفير الإماراتي لدى محمد أحمد عثمان الحمادي، في نفس يوم زيارة الوفد القطري، دون أن تفصح وزارة الخارجية الصومالية عن مزيد من التفاصيل بشأن اللقاء، باستثناء، التباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها بين البلدين في مختلف المجالات.

وجاءت التحركات القطرية بالتزامن مع صدام بين الدوحة وبعض المؤسسات السياسية والعسكرية الليبية بعد أن علقت وزارة الخارجية القطرية على أعمال العنف في منطقة الهلال النفطي الليبي والتي اضطرت الجيش الوطني الليبي للتدخل لاستعادة السيطرة على المنشآت النفطية التي سيطرت عليها مؤخرا ميليشيات إبراهيم الحضران.

وأعلن الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي العميد أحمد المسماري خلال مؤتمر صحفي مساء أمس الأربعاء بيانًا للقيادة العامة للجيش أكدت فيه على «تشكيل لجنة تقصي حقائق مشتركة محلية دولية بشأن مصادر تمويل الجماعات الإرهابية التي هاجمت الهلال النفطي وتوزيع الثروة بشكل عادل وصرف ميزانية القوات المسلحة التي لم يتم صرفها حتى اليوم».

واستنكرت لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب الليبي بطبرق شرقي البلاد، "تدخل دولة قطر في الشأن الليبي"، متهمة الدوحة بدعم العصابات الإرهابية.

وقالت اللجنة، في بيان الأربعاء: "لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي تستنكر التدخل السافر من قبل دولة قطر في الشأن الليبي، ودعمها اللامحدود لعصابات الإرهاب والتطرف". وأضافت في بيانها إن "تبرير قطر للهجوم على الحقول والموانئ النفطية والعبث بمقدرات الشعب الليبي هي محاولة سياسية رخيصة لإلصاق صفة المليشيات على القوات المسلحة العربية الليبية".