وقال فيدينو، أن أوروبا بحاجة إلى خطة واضحة لمواجهة تحركات الجماعة الإرهابية في البلدان الأوروبية، كما أوضح الباحث المشارك في مراجعة السلطات النمساوية والبريطانية لملف الإخوان في 2017 و2014، إن "قطر وتركيا تقفان وراء شبكة التنظيم الواسعة في القارة العجوز".
وأضاف في تصريحات نقلها مركز مينا واتش البحثي النمساوي المعني بقضايا منطقة الشرق الأوسط، أن "العديد من الحكومات الغربية تساعد الإخوان على ترسيخ أقدامها دون قصد عبر معاملتها كممثل للمجتمعات المسلمة والدخول في شراكات عديدة معها في مجالات مثل حصص الدين الإسلامي في المدارس".
وتابع: "كل اجتماع رسمي مع الإخوان في الدول الأوروبية، وكل شراكة، وكل نشاط مشترك، مهما بدا صغيراً، هو حلقة صغيرة في سلسلة التمكين التي تحاول الجماعة صياغتها".
وأشار إلى أنه "لمواجهة خطر الجماعة وكسر سلسلة التمكين، لابد ألا توفر الدول الأوروبية منبرا للإخوان، ولا تدخل معها في شراكات وأن توقف كل التعاملات الرسمية وغير الرسمية معها".
ومضى قائلا: "كما يجب زيادة الوعي السياسي والمجتمعي في الدول الأوروبية بخطورة الإخوان وأهدافهم"، كما أن "أوروبا مطالبة أيضا بوقف التمويلات الخارجية للإخوان".
وأوضح أن "قطر وتركيا يقفان وراء شبكة الجماعة الحالية في أوروبا"، مضيفا: "الدوحة تدعم الإخوان بسخاء كبير".
وتابع: "في العقد الماضي، زادت تركيا من دعمها المالي والسياسي للإخوان، بل إن تنظيمي ميلي جوروش التركي وجماعة الإخوان هما في الواقع منظمات شقيقة".
وأوضح أن "أيديولوجية ميلي جوروش تتطابق بشكل أساسي مع أيديولوجية جماعة الإخوان، وتعمل كلتا المنظمتين دائمًا معًا في الغرب لتحقيق الأهداف التركية".
وحول نفوذ الإخوان في الغرب، قال فيدينو: "لا شك أن جماعة الإخوان وجدت تربة خصبة في بعض البلدان، خاصة تلك التي تتبنى تفسيرات متطرفة للتعددية الثقافية".
وتابع: "أفضل مثال على ذلك هو السويد، حيث تتمتع الإخوان بمستوى عالٍ من الدعم من معظم القوى السياسية. وشغل العديد من قيادات الجماعة مناصب سياسية مهمة هناك على المستوى الوطني".
وأوضح أن الجماعة تتلقى دعما سخيا من مختلف الجهات الحكومية في السويد، وفق فيدينو الذي تابع: "كل هذه عناصر تسمح للإخوان بزيادة نفوذهم داخل المجتمع المسلم في السويد".
واشار الباحث الايطالي-الأمريكي إلى أن الإخوان نفوذها في دولتين كانت قوية للغاية فيهما، وهما النمسا وبريطانيا، حسب فيدينو.
وأوضح الخبير الأوروبي أن "صانعي السياسة في كلا البلدين، بدأوا يدركون تدريجياً التأثير السلبي للإخوان على التماسك الاجتماعي، مما دفع الحكومات إلى اتخاذ تدابير مختلفة للحد من سلطة الجماعة".
وقال إنه رغم ما يتمتع به الاخوان من انشطة مدعومة في أوروبا، إلا أن هياكلهم ومنظماتهم التي تعكس أهدافهم الحقيقية تظل طي الكتمان، "أول أعضاء جماعة الإخوان المسلمين جاء إلى أوروبا وأمريكا الشمالية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، حيث أعادوا إنشاء بعض الهياكل الموجودة في العالم العربي. لا تزال هذه المنظمات موجودة اليوم وتعمل بشكل أساسي مثل تلك الموجودة في الشرق الأوسط، فقط على مستوى أدنى. ومع ذلك، يتم الاحتفاظ بها في طي الكتمان ويتم إنكار وجودها بشدة. في الغرب، يفضل الإخوان المسلمون الظهور في شكل منظمات عامة لا تشير أسماؤها بأي حال من الأحوال إلى جماعة الإخوان المسلمين. بدلاً من ذلك، يحاول المرء أن يعطي انطباعًا بأنه يمثل المجتمع المسلم بأكمله."
واضاف: "فروع جماعة الإخوان في الغرب لها صلات تاريخية وتنظيمية وشخصية ومالية بالجماعات الأكبر في العالم العربي التي ينحدرون منها. ولا شك في أنهم ينظرون إليهم ويشكلون إطارهم المرجعي."
وذكر الباحث أن ألمانيا تضم أكبر خلية اخوانية في اوروبا، مشيرا أيضا إلى دعم تركيا للجماعة ماليا وسياسيا بصورة متزايدة على مدار العقد الماضي، واضاف "مركز مهم جدا. تاريخيًا، كانت ألمانيا - وخاصة ميونيخ - هي المكان الذي ظهرت فيه إحدى أولى شبكات الإخوان المسلمين في الغرب. الفرع الألماني للإخوان المسلمين هو بلا شك فرع كبير ومهم للغاية، إلى جانب الفرنسيين والبريطانيين. ومما لا يثير الدهشة، أن بعض النشطاء الرئيسيين في جماعة الإخوان المسلمين الألمانية يلعبون أدوارًا رئيسية في بعض منظمات الإخوان المسلمين في عموم أوروبا. إنه تطور تعرفه أجهزة الأمن الألمانية جيدًا"، مؤكدا أن تركيا تعتمد خلال العشرين سنة الماضية على المنظمات الاخوانية والمنظمات ذات الطابع القومي التركي المتطرف، وتحافظ على صلات مستمرة معهم للتأثير في الساحة الألمانية.