وأكد بومبيو، في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره المصري في القاهرة، أنه لا يوجد تناقض في تصريحات الرئيس ترامب حول الانسحاب من سوريا، بل هي ضجة خلقتها وسائل الإعلام، موضحا أن حرب بلاده مستمرة ضد الإرهاب في سوريا وضد تنظيم داعش الإرهابي، وأضاف إن "قرار الرئيس ترامب بسحب قواتنا من سوريا اتُخذ وسنقوم بذلك"، من دون أن يحدد موعدا او جدولاً زمنياً لذلك.
ومن جانبه قال وزير الخارجية المصري سامح شكري أن مصر والولايات المتحدة شركاء ضمن التحالف الدولي لمحاربة داعش، مؤكدا أنه على الرغم من قدرات داعش نتيجة الضربات التي تلقتها، فإن إرهاب داعش لم ينته حيث لا يزال التهديد مستمر ويواجه العالم من العديد من المجموعات المتحالفة معها أو التي تعمل باسمها في سوريا وليبيا وغرب أفريقيا مثل جبهة النصرة وأحرار الشام والمجموعات التابعة القاعدة وبوكو حرام والاخوان وغيرهم، مؤكدا على رؤية مصر في المواجهة الشاملة مع الإرهاب بكافة أشكاله ومهما اختلفت المسميات.
دعم أمريكي لمصر اقتصاديا وأمنيا
وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن بلاده تدعم دور مصر التاريخي في استقرار المنطقة، ومحاربة الإرهاب وانتزاع جذور التطرف، وشدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن بلاده لن تترك مصر تحارب الإرهاب وحدها، موضحا أن بلاده تابعت باهتمام وقلق شديد الهجوم الإرهابي في الجيزة وأستشهاد ضابط شرطة مصري خلال مهمته في حماية كنيسة خلال أعياد الميلاد وغيرها.
وأشاد بومبيو بدور مصر في تحقيق الاستقرار في ليبيا وأوضح أن البلدان ناقشا مواجهة التدخلات الإيرانية والأنشطة الخبيثة.
واقتصاديا، اعتبر بومبيو أن مصر تحقق تقدم ملحوظ على المستوى الاقتصادي، مؤكدا على دعم الولايات المتحدة لتوجه الرئيس السيسي لتحقيق تقدم اقتصادي وازدهار في مجال الطاقة.
وشدد وزير الخارجية الأمريكي في ختام كلمته على أن مصر ستظل صديق عظيم ودائم الولايات المتحدة الأمريكية.
دعوة العرب للانخراط في الأوضاع بالمنطقة بعد الانسحاب الأمريكي
وأعلن بومبيو خلال خطاب بالجامعة الأمريكية بالقاهرة انقلابا كاملا على نهج الرئيس السابق باراك أوباما، وقال وزير الخارجية الأمريكي "هنا وقف أمريكي آخر قتل لكم ان الإرهاب المتطرف لم ينبع من أيديولوجية"، لقد اسأنا التقدير لسنوات لقوة وشراسة الإسلام المتطرف، ونتيجة لذلك وجدنا داعش، تتمدد إلى أطراف بغداد. ودعا الدول العربية إلى مزيد من الانخراط في الالتزامات الأمنية في المنطقة بعد الانسحاب الأمريكي.
وحدد بومبيو "أخطاء" إدارة أوباما في السياسة الخارجية للشرق الأوسط، قائلا: "لقد قللنا بشكل كبير من تماسك وخبث الحركة الإسلامية الراديكالية" و"لقد جعلنا ترددنا في ممارسة نفوذنا صامتين بينما نهض شعب إيران ضد الملالي في طهران في الثورة الخضراء"، داعيا الدول العربية لمواجهة الخطر الإيراني بدلا من إقامة العلاقات مع طهران.
لقاء السيسي ورئيس المخابرات المصرية
استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية المصري، والوزير اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة مصر بأن الرئيس أعرب عن ترحيبه بلقاء وزير الخارجية الأمريكي، ناقلاً سيادته تحياته إلى الرئيس "دونالد ترامب"، ومؤكداً حرص مصر على تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين وتعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بينهما لدورها المحوري في دعم الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، وكذا التطلع لتعظيم التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك.
من جانبه؛ نقل "بومبيو" بالمقابل تحيات الرئيس الأمريكي إلى الرئيس، موجها التهنئة إلى مصر بالافتتاح المتزامن لكلٍ من مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح، والذي يعكس الجهود المصرية لتدعيم المبادئ الراسخة من تآخي وتعايش، ومشيداً في ذات السياق بجهود الرئيس لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في مصر، الأمر الذي تجلى في الطفرة التنموية الملحوظة التي تشهدها البلاد.
كما أكد وزير الخارجية الأمريكي اهتمام بلاده بتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع مصر، وكذا تكثيف التنسيق والتشاور المشترك حول قضايا الشرق الأوسط، وذلك في ضوء الثقل السياسي والريادة التي تتمتع بها مصر في محيطها الإقليمي، بما يساهم في تحقيق الاستقرار المنشود لكافة شعوب المنطقة.
وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى ملف مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد الرئيس المصري في هذا السياق إصرار مصر حكومةً وشعباً على مواصلة جهودها الحثيثة لمواجهة ودحر تلك الآفة، وتقويض خطرها أمنياً وفكرياً، مشدداً في هذا الصدد على أهمية استمرار التنسيق والتعاون المشترك مع الولايات المتحدة على كافة الجوانب لتدعيم تلك الجهود.
وقد أشاد وزير الخارجية الأمريكي من جانبه بنجاح الجهود المصرية الحازمة والحاسمة في هذا الإطار خلال الفترة الماضية، معرباً عن دعم بلاده لتلك الجهود، ومؤكداً أن مصر تعد شريكاً مركزياً في التصدي لتحدي الإرهاب العابر للحدود.
وأضاف السفير بسام راضي أن اللقاء شهد كذلك التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، لا سيما تطورات الأوضاع في كلٍ من ليبيا وسوريا واليمن، وجهود التوصل إلى تسوية سياسية لتلك الأزمات بما يحافظ على وحدة أراضيها وسلامة مؤسساتها الوطنية ويقوض تفشي الفوضى بها ويقطع الطريق أمام تحولها إلى مناطق نفوذ لقوى خارجية، وكذلك يوفر الأساس الأمني لمكافحة التنظيمات الإرهابية ومحاصرة عناصرها للحيلولة دون انتقالهم إلى دول أخرى بالمنطقة.
كما استعرض الجانبان مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، حيث أكد الرئيس موقف مصر الثابت في هذا الخصوص بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية، معرباً عن حرص مصر على التعاون مع الولايات المتحدة لبحث سبل إحياء ودفع عملية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.