بوتفليقة يخيب آمال المتظاهرين بقرار إقالة مدير حملته الانتخابية.. والمعارضة تطالب الجيش بحماية المتظاهرين

طالبت المعارضة الجزائرية الجيش بحماية مطالب الشعب التي عبر عنها في مظاهرات ضد ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة. وفي أول رد للرئيس الجزائري الموجود في سويسرا، أقال بوتفليقة مدير حملته الانتخابية، فيما جرح العشرات خلال المظاهرات المتواصلة في البلاد.

وأقال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، اليوم السبت، مدير حملته الانتخابية في أول رد فعل على مظاهرات نظمت أمس الجمعة للمطالبة بعدوله عن الترشح لولاية رئاسية خامسة، في استجابة لم ترضي طموح المتظاهرين، واستبدل رئيس الوزراء الجزائري السابق عبد المالك سلال بوزير النقل الحالي عبد الغني زعلان، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.

ولم يتم بعد الاستجابة الى التظاهرات الحاشدة رفضا لترشح بوتفليقة لولاية خامسة.

أما عن موقف الإخوان، فقال عبد الرزاق مقري رئيس حزب حركة مجتمع السلم الاخواني ومرشحه للانتخابات الرئاسية في 18 نيسان/ابريل، أنه لا يستبعد التخلي عن الترشح، وقال إن ملف الترشح سيقدم للمجلس الدستوري الأحد "متى قررنا بالفعل تقديم ترشحنا".

وأعلن بوتفليقة في العاشر من شباط/فبراير نيته الترشح، مما أدى الى اندلاع مظاهرات هي الأوسع خلال 20 سنة من حكمه.

ومن المقرر، أن يعلن رئيس الوزراء الجزائري الأسبق ورئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس منافس بوتفليقة في انتخابات 2004 و2014 بعد أن كان رئيس وزرائه، الأحد أن كان سيترشح أم لا.

وأكد علي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات أنه لا مخرج لهذه الأزمة الخطيرة إلا ببناء شرعية، وأضاف عند التحاقه باجتماع المعارضة اليوم السبت، أن "الشرعية تبنى بانتخابات نقية نظيفة طاهرة نزيهة لم نصل بعد الى مثلها"، مؤكدا انه "فمن يظن أنه سيوصل الجزائر الى الهناء والسعادة بدون انتخابات حرة ونزيهة فهو مخطئ".

وأعلن وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي وفاة أحد المتظاهرين خلال المسيرات التي شهدتها العاصمة الجزائرية أمس الجمعة، رفضا لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لولاية خامسة. وقال الوزير الجزائري، في تغريدة اليوم السبت، إلى فتح تحقيق لكشف أسباب وظروف وفاة المتظاهر، وقال: "نترحم على روح الفقيد حسان بن خدة، ابن قامة الثورة التحريرية بن يوسف بن خدة، الذي توفي مساء الجمعة"

وتظاهر عشرات آلاف الأشخاص الجمعة، في عدة مناطق من الجزائر، للتعبير عن رفضهم لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة ورافعين شعارات مناهضة للنظام.

ودعا رئيس جبهة العدالة والتنمية، في ثاني اجتماع للمعارضة، إلى تجاوز الخلافات واتخاذ موقف موحد من المسيرات السلمية المليونيرة الرافضة للولاية الخامسة، وقال "لا للعهدة للخامسة يعني نعم لشرعية السلطة التي هي الأصل بعد ذلك لجميع الحقوق والحريات ومصالح الشعب".

وشدد "ضرورة تثمين كل طلائع الأمة من رؤساء أحزاب ومنظمات ونقابات ومن مؤرخين وإعلاميين وأكاديميين تثمين التغيير الذي وقع على المستوى الفكري والنفسي للشعب الجزائري لأنها واجبات مقدسة"، وأكد إن شعارات الشعب الجزائري صارت واضحة للمطالبة بالشرعية والحرية والعدل والمساواة والرفاه، مشيرًا إلى أن الحراك جاء من أجل تحقيق مطالب مشروعة بالنسبة لكل شعب في الدنيا كلها وليس عزيزا على الشعب الذي ضحى بالكثير وقدم ما لم تقدمه شعوبا آخري ثمنًا لحريته واستقلاله أن يطالب بهذه الشعارات ويريد أن تتحقق له على أرض الواقع، اعتبر المسؤول الحزبي أن هذا الأمر يرتب مسؤولية كبرى على طلائع الأمة في تأكيد هذه المطالب والدفاع عنها وتبينها والعمل من أجل تحقيقها بالتعاون الفعال والمفيد والنافع الذي يساهم في تهيئة الأجواء وتوفير الظروف المناسبة للنجاح في تحقيق الإصلاح والتغيير في أرض الشهداء والمجاهدين.

وأعلنت أحزاب معارضة، بينها جبهة القوى الاشتراكية، وطلائع الحريات، انضمامها إلى المسيرات الشعبية الجمعة، بعد أن خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين الجمعة الماضي، احتجاجا على ترشح بوتفليقة لولاية خامسة.

والجمعة، انضمت المناضلة التاريخية وأيقونة ثورة التحرر الوطني الجزائرية جميلة بوحريد إلى المتظاهرين المحتجون على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، فيما تصاعدت الاحتجاجات الجمعة بصورة غير مسبوقة.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية يوم السبت عن وزارة الصحة قولها إن العدد الإجمالي للمصابين خلال الاحتجاجات التي جرت في أنحاء البلاد يوم الجمعة بلغ 183 مصابا.