بوادر أزمة بين مصر وروسيا بسبب "مثلث حلايب"

أثار استطلاع رأي  عن "مثلث حلايب" الحدودي بين مصر والسودان أزمة بين مصر وقناة روسيا اليوم، الأمر الذي يلمح إلى بوادر أزمة مكتومة.

أثار استطلاع للرأي أجراه الموقع الإلكتروني لفضائية " روسيا اليوم" التابعة للحكومة الروسية، بشأن تبعية "مثلث حلايب" الحدودي بين مصر والسودان، أمس الجمعة، رفض الهيئة العامة للاستعلامات، التابعة للرئاسة المصرية، حسبما أعلنت في بيان لها.

الاستطلاع مسيء 

وقالت الهيئة الرسمية المعنية بشؤون الإعلام الأجنبي بمصر، إنها :"تعرب عن أسفها وإدانتها الشديدين لقيام موقع روسيا اليوم بنشر استطلاع للرأي لمتصفحيه (الجمعة) حول تبعية مثلث حلايب، لمصر أو للسودان"، واصفة الاستطلاع بأنه :"مسيء ومستفز للحقائق الثابتة والعلاقات الثنائية بين الدول الصديقة".

استدعاء مسئولي مكتب روسيا اليوم 

وأضافت هيئة الاستعلامات المصرية أن :" الهيئة قررت استدعاء المسئولين المعتمدين لديها عن مكتب روسيا اليوم في مصر صباح السبت".

وأوضحت أنه سيتم إبلاغ مسئولي "روسيا اليوم " بـ"رفض مصر التام وإدانتها الكاملة لطرح ما يخص سيادتها ووحدة أراضيها بتلك الطريقة، والتعرف منهم على ملابسات نشره تمهيدًا لاتخاذ الخطوات والإجراءات المشار إليها سابقًا".

دعوات لمقاطعة روسيا اليوم

من جانبه، استنكر عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين المصريين، نشر "روسيا اليوم" استطلاع حول تبعية مثلث حلايب لمصر أم السودان، واصفاً إياه بـ"المُسيء والمستفز للشعب المصري".

وشدد سلامة، في تصريحات صحفية، اليوم السبت، على أن هذا الاستطلاع بمثابة تدخل سافر وغير مقبول في الشأن المصري، قائلًا: "تبعية حلايب لمصر أمر ثابت وتاريخي ولا مجال فيه لمثل هذه الاستطلاعات التي تحتمل التأويل".

وتساءل نقيب الصحفيين: "هل تقبل روسيا أن ننشر في الأهرام أو أي مؤسسة أخرى استطلاعا بشأن احتلالها للشيشان أو تبعية شبه جزيرة القرم لها أو لأوكرانيا بعد استفتاء القرم؟!"، مشددًا على أن الحدود الجغرافية للدول ثوابت لا مجال للنقاش فيها.

وأوضح أن نقابة الصحفيين ستصدر بياناً اليوم السبت لرفض هذا الاستفتاء شكلاً ومضموناً، وستطالب وسائل الإعلام المصرية والشعب المصري بمقاطعة "روسيا اليوم" وعدم التعامل معها.

الاستطلاع غير مؤثر

بدوره، أكد الإعلامي المصري أسامة كمال، أن موقع "روسيا اليوم" لن يخرج بأي تأثير على صناع القرار في روسيا، لأن الموضوع سيُحل بين مصر والسودان، أو طرف ثالث كمؤسسة دولية تحكم في الأمر بين مصر والسودان دولتين شقيقين.

وهاجم كمال، موقع روسيا اليوم قائلًا:" إن الغرض من إجراء الاستطلاع هو تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة، الأمر الذي يجرد من الموقع صفة الاحترام".

معلومات عن مثلث حلايب

ويقع مثلث حلايب وشلاتين على الحدود الرسمية بين مصر والسودان، على الطرف الأفريقي للبحر الأحمر، بمساحة إجمالية تُقدر بنحو 20.580 كيلومترا مربعا، وتوجد به ثلاث بلدات كبرى هي حلايب وأبو رماد وشلاتين.

وظلت حلايب وشلاتين منطقة مفتوحة أمام حركة التجارة والأفراد دون قيود بين البلدين، رغم تنازع السيادة بينهما، وظل الوضع على هذا الحال حتى عام 1995، حين أرسلت مصر قوات عسكرية لفرض سيطرتها عليها عقب اتهام القاهرة للخرطوم بالضلوع في مخطط لاغتيال الرئيس المصري السابق، محمد حسني مبارك، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أثناء حضوره اجتماعات القمة الأفريقية.

ورفضت مصر أكثر من مرة دخول مسؤولين وبرلمانيين سودانيين إلى المنطقة المتنازع عليها، كما ضمتها إلى دوائر الانتخابات المصرية التي جرت في مايو/أيار 2014، وهي الخطوة التي أثارت غضب حكومة الخرطوم.

وتقول الخرطوم إن مثلث حلايب وشلاتين ترابٌ سوداني، وإن السودان أودع لدى مجلس الأمن الدولي منذ عام 1958 مذكرة يؤكد فيها حقه السيادي، وإنه ظل يجددها منذ تاريخه.

من جانبها، نفت السلطات المصرية تبعية المنطقة للسودان، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية إن "حلايب وشلاتين أراضٍ مصريةٍ وتخضع للسيادة المصرية."