انهيارالهدنة الهشة في ليبيا.. وأوروبا تتفاوض مع مصر لوقف الهجرة

شهدت هدنة وقف إطلاق النار في العاصمة الليبية طرابلس خروقات جسيمة اليوم تهدد بانهيارها.. في الوقت الذي تعددت فيه مبادرات القوى الدولية لدفع جهود الحل السياسي للأزمة السياسية المستمرة منذ سنوات.

أغلق عدد من حراس المنشآت النفطية، مطار حقل الوفاء جنوب غربي طرابلس، وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية أن حرس المنشآت النفطية أغلقوا مطار حقل الوفاء جنوب غربي مدينة طرابلس، بهدف ابتزاز شركة مليتة المشغلة للحقل، للحصول على "عقد تموين فاسد".

وتجددت الاشتباكات في طرابلس بين الميليشيات، حيث خرقت مليشيا "ثوار طرابلس"، مساء الأربعاء، اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه بعثة الأمم المتحدة في ليبيا مؤخرا، حيث شنت الميليشيا هجوما على قوات اللواء السابع في منطقة خلة الفرجان بالعاصمة الليبية، واستخدمت الميليشيات المسلحة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في الاشتباكات، التي اجبرت بعض الاهالي على النزوح.

وعولت البعثة الأممية أخيرا على بدء تنفيذ حزمة من الإصلاحات الاقتصادية في ليبيا التي أقرها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي فائز السراج، وشجبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تجدد أعمال العنف في طرابلس، وطالبت جميع الفرقاء بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.

وفي ظل احتدام الصراع الفرنسي الإيطالي حول رؤى حل الأزمة الليبية، وتحديدا فيما يتعلق بإجراء الانتخابات التي اقترحها اجتماع باريس للفرقاء الليبيين مؤخرا، وتتضمن الخطة الأمريكية "عقد مؤتمر وطني يطالب بسحب الاعتراف من كل الأجسام السياسية في ليبيا، وعرقلة إجراء انتخابات رئاسية في ظل الظروف الراهنة، وإجراء انتخابات برلمانية خلال ستة أشهر، والتعاون مع مخابرات إحدى الدول العربية لاستيعاب قادة الميليشيات المسلحة الأربعة المسيطرين على طرابلس، وتحجيم دور مجلس النواب في طبرق، وعرقلة أي تحرك لإصدار تشريع يمكن أن يؤثر في هذه الخطة"، حسبما ذكرت الخليج الإماراتية اليوم.

أوروبا منشغلة بوقف الهجرة من شمال أفريقيا.. ومفاوضات جديدة مع مصر

أعلن المستشار النمساوي سيباستيان كورتز اتفاق قادة الاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، على بدء مفاوضات مع مصر ودول أخرى في شمال افريقيا باعتبارها "خطوة إضافية مهمة" لوقف الهجرة الى أوروبا، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال كورتز إن القادة المجتمعين في مدينة سالزبورغ النمساوية ساندوا الخطة بعدما لفتوا الى أن مصر "مستعدة لتكثيف المحادثات مع الاتحاد الاوروبي" بعدما تحركت لوقف انطلاق المهاجرين في السنتين الماضيتين.

وقال "كورتز" الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، أن المؤشرات من مصر مشجعة، وتابع:"مصر هي أول دولة في شمال افريقيا مستعدة لتكثيف المحادثات مع الاتحاد الاوروبي" مضيفا "لقد أثبتت مصر ان في امكانها أن تكون فعالة"، مشيرا الى انها منعت سفنا من مغادرة شواطئها او أرغمت البعض على العودة بعد مغادرتها.

وقال كورتز الذي زار مصر في الآونة الأخيرة مع توسك إن الاتحاد الاوروبي يجب أن "يستفيد" من واقع ان مصر تبدو مهتمة بتعميق التعاون.
وخلال السنوات الأخيرة، توصل الاتحاد الاوروبي الى اتفاقات تعاون مع تركيا وليبيا أدت الى وقف كبير للهجرة الى أوروبا منذ ان وصلت الاعداد الى ذروتها في 2015.

مصر: القمة العربية - الأوروبية القادمة ليست قاصرة على موضوعات الهجرة 

ورداً على التصريحات على لسان المفوضة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية "فيديريكا موجريني" و"دونالد توسك" رئيس المجلس الأوروبي، بشأن عقد قمة أوروبية-عربية في مصر حول موضوعات الهجرة، أوضح السفير احمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن انعقاد قمة عربية أوروبية في مصر هو أمر مقرر سلفاً وفقاً لقراري مجلس جامعة الدول العربية رقمي 147 و 148، وقرار  القمة العربية رقم 691 الصادر عن قمة البحر الميت في الأردن خلال شهر آذار/مارس 2017، مشيراً أن القمة المقترحة تتناول كافة قضايا التعاون العربيالأوروبي وليست قاصرة على موضوعات الهجرة مثلما تردد.

وخلال لقاءه مع روبرتو فيكو رئيس مجلس النواب الإيطالي، الأثنين الماضي، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أن مصر أثبتت أنها شريك رائد ذي مصداقية في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، واتخذت تدابير فعالة على المستويات التشريعية والاقتصادية وتأمين الحدود وضبط السواحل أدت إلى وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية منذ 2016.

ومطلع هذا الأسبوع، بحث "السيسي" مع المستشار النمساوي عقد القمة المقترحة بين العرب والأوروبيين والأزمتين الليبية والسورية، واتفقا على العمل على التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات المختلفة التي تشهدها المنطقة والتي تساهم بشكل أساسي في تفشى ظاهرة الهجرة غير الشرعية، حيث شدد الرئيس المصري على أن بلاده توفر سبل المعيشة الكريمة لملايين اللاجئين من الدول الأخرى، العربية والأفريقية، دون عزلهم في معسكرات أو ملاجئ إيواء، ويتمتعون بمعاملة متساوية مع المواطنين المصريين في مختلف الخدمات.