انطلاق التحضيرات النهائية لعقد أول قمة مشتركة بين القادة العرب والأوروبيين

انطلقت اليوم في العاصمة المصرية القاهرة فعاليات الاجتماع العربي الأوروبي التحضيري للقمة العربية الأوروبية الأولى المقررة في مصر الشهر المقبل.

بدأت اليوم الأربعاء بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال الاجتماع السابع للمندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية وسفراء اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي.

وقال السفير عبد المحمود عبد الحليم سفير السودان لدى مصر ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية، رئيس مجلس الجامعة، في كلمته الافتتاحية إن هذا الاجتماع يأتي في إطار السعي المشترك لتحقيق مصالحنا وتبادل وجهات النظر حول القضايا السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك والتشاور بشأن التحديات الراهنة التي تواجه المنطقتين وهو أمر يحدده الجوار الجغرافي والتأثيرات المتبادلة لهذه القضايا وتأثيراتها العابرة للحدود بما يوجب التنسيق وإيجاد المقاربات الضرورية وتضافر الجهود بشأن القضايا والتحديات المطروحة والاهتمامات المشتركة بين الجانبين العربي والأوروبي.

وأوضح أن الاجتماع السابع للمندوبين الدائمين بالدول الأعضاء لجامعة الدول العربية واللجنة السياسية والأمنية بالإتحاد الأوروبي يأتي قبل أيام من انعقاد الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية العرب والأوروبيين في بروكسل 4 فبراير المقبل وذلك قبيل انعقاد القمة العربية الأوروبية الأولى التي ستعقد يومي 24 و25 من ذات الشهر بمصر مما يعكس تدعيم المؤسسية للشراكة بين الطرفين منذ انطلاق هذه المبادرة عام 2012.

وشدّدَ على ضرورة توفر إرادة سياسية بين دول المنطقتين لتحقيق مجالات السلام والأمن وتعزيز الشراكة بين الجامعة العربية والمفوضية الأوروبية فيما يتعلق بإدارة الأزمات بالتعاون بين الجانبين ومنع انتشار الأسلحة والحد منها والجريمة المنظمة عبر الوطنية والقضايا المتعلقة بالهجرة.

ومن جانبها ، أكدت السفيرة رئيسة اللجنة السياسية والأمنية بمجلس الإتحاد الأوروبي صوفي فروم ايميسبيرجر، أهمية التعاون والشراكة العربية الأوروبية من أجل التصدي للتحديات التي تواجه الجانبين على المستوى الإقليمي ومنها التحديات الاقتصادية وأخرى تتعلق بالبطالة والتصدي لها وكذلك التغيرات المناخية والمشكلات الاجتماعية .

واعتبرت "ايميسبيرجر" أن هذه التحديات معقدة لا أحد يستطيع مواجهتها بمفرده مما يؤكد أهمية مواصلة التعاون لتوثيق الشراكة العربية الأوروبية والتأكيد على احترامنا على قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان باعتبارها أعمدة رئيسية في إطار التعاون المشترك بالإضافة إلى ضرورة العمل على تحقيق الاستقرار في المنطقة.

وقالت "ايميسبيرجر" إن هناك تعاونا استراتيجيا يجري لبلورة حلول مشتركة للقضايا ذات الاهتمام المشترك منها مواجهة الإرهاب ومكافحة الجريمة المنظمة .

وأعربت عن تطلعها لتحقيق المزيد من العمل المشترك لمواجهة تلك التحديات، منوهة بأهمية الاجتماع الوزاري بين الجانبين العربي والأوروبي في بروكسل الذي سيعقد يوم 4 فبراير المقبل لبلورة أطر التعاون المشترك والتحضير للقمة العربية الأوروبية الأولى التي ستعقد في مصر، معتبرة أن هذه القمة تشكل علامة فارقة في تاريخ التعاون العربي الأوروبي ،والتي ستتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك وكذلك تحقيق التنمية المستدامة .

في سياق ذي صلة، استقبل وزير الخارجية سامح شكري، اليوم الأربعاء، نظيره الليتواني ليناس لينكوفيتشيوس وعقد معه جلسة مباحثات، تناولت سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات، فضلاً عن العديد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

من جانبه، قال ليناس لنكيفيشيوس وزير خارجية ليتوانيا، إن ليتوانيا كعضو نشط في الاتحاد الأوروبي والناتو تتطلع للتعاون مع مصر، كما نشعر بالفخر لأنه يوجد في تقاليدنا الاحتفال بأيام عربية في ليتوانيا ونسعى لتكثيف التعاون في المجال الثقافي على مستوى المسرح ونتطلع للصداقة مع مصر ونسعى لبناء الجسور معها.

وصرح المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان، بأن الوزير شكري استعرض جهود مصر نحو مكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية، وهو الأمر الذي يحظى بإشادة من كافة الأطراف الدولية ومن ضمنها دول الاتحاد الأوروبي، مؤكداً على ضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام للتعامل مع جذور المشكلة من خلال تعزيز التنمية وخلق فرص العمل. هذا، وتطرق شكري أيضاً إلى ما تبذله مصر من جهد في مواجهة الإرهاب، مشدداً على أهمية التعامل مع تلك الظاهرة من منظور شامل بما في ذلك التصدي لمصادر التمويل والداعمين له.

كما استعرض الوزيران التحديات المشتركة التي تواجه الدول الأفريقية والأوروبية، وذلك على ضوء الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي لعام 2019، حيث أبرز شكري أولويات مصر خلال فترة رئاستها، خاصة المتعلقة بتعزيز السلم والأمن وتسوية النزاعات ودفع عجلة التنمية في القارة الأفريقية، وزيادة الاستثمارات المشتركة والتجارة البينية والدفع قدماً بأجندة التنمية لأفريقيا ٢٠٦٣؛ وما يتصل بذلك من أهمية التنسيق مع الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه بغية العمل سويًا في مواجهة التحديات المشتركة، بما يحقق التطلعات نحو الازدهار والتنمية. وهو ما رحب به الوزير الليتواني، مستعرضاً في هذا الشأن تجربة بلاده في التعاون مع القارة الأفريقية.