زعم فاتح دونماز وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، في كلمة خلال الاجتماع التشاوري التاسع لقطاع التنقيب والإنتاج بالعاصمة أنقرة، إن بلاده لن تسمح بتنفيذ أي مشروع من شأنه تهميش حقوقها وحقوق ما يسمى "شمال قبرص التركية"، في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقال الوزير التركي أن بلاده لن توافق على إحلال أي نظام في جزيرة قبرص، لا تحصل فيه الأطراف على حصة متساوية وعادلة. وكرر الوزير تصريحات سابقة حول أن سفينة "الفاتح" ستقوم خلال الأشهر القليلة القادمة بأعمال البحث والتنقيب في البحر الأبيض المتوسط". وأردف قائلا: "قلنا دائما إننا سنواصل البحث عن النفط إن وُجد، لذا أقدمنا على خطوات هامة في هذا الخصوص، وكثفنا أعمال البحث والتنقيب خلال الفترة الأخيرة". وتعاني تركيا في الفترة الاخيرة من ارتفاع شديد في تكلفة الطاقة، نتيجة أزمة الليرة، مما اجبر الحكومة على رفع اسعار الغاز والكهرباء، بحسب رويترز.
أما جمهورية قبرص التركية غير المعترف بها من قبل أي دولة في العالم سوى تركيا نفسها، فأصدرت بيانا تقليديا، رفضت فيه اتفاق نقل الغاز الذي وقعته مصر وقبرص أمس الأربعاء، واعتبرت ذلك خطوة غير مشروعة.
وجاءت تصريحات الوزير التركي بعد يوم من إعلان الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، الأربعاء، توقيع اتفاق مع الحكومة المصرية، لإنشاء خط أنابيب بتكلفة نحو مليار دولار يربط حقل غاز أفروديت بمحطات تسييل الغاز في مصر، حيث وصف الاتفاق بأنه الأول من نوعه في المنطقة، وهو ما أعتبره وزير البترول المصري المهندس طارق الملا، ليس فقط للتعاون مع قبرص، بل سيسهم بشكل إيجابي في تأمين إمدادات الغاز للاتحاد الأوربي.
وشكلت مصر وقبرص واليونان تحالفا ثلاثيا في شرق المتوسط للحفاظ على مصالحهم المشتركة، وخاصة ثروات الغاز المكتشفة حديثا في شرق البحر المتوسط، واستطاعت مصر ان تجذب الشركات العالمية في مجال الغاز بعد اكتشافات حقلي ظهر ونور في المياه الاقليمية شمال البلاد، حيث ينتظر ان تحقق مصر الاكتفاء الذاتي من الغاز نهاية هذا العام 2018، لتبدأ مرحلة التصدير إلى القارة الأوروبية، فضلا عن أهمية ذلك في تشغيل محطات الإسالة في مصر بكامل طاقتها بدلا من توقفها.
واستطاعت مصر ان تبرم اكثر من اتفاق مع اسرائيل وقبرص واليونان لتتمكن من التحول الى مركز اقليمي للطاقة، وابرمت شركات خاصة مصرية واسرائيلية اتفاقا لاستيراد الغاز الاسرائيلي بهدف اعادة تصديره سائلا.. ومن المقرر ان تعقد كل من مصر واليونان وقبرص القمة السادسة للبلدان الثلاث، في جزيرة كريت اليونانية، بعد تدشين صيغة التحالف الاستراتيجي الثلاثي في العام 2014.
واليوم الخميس، أعلن وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا عن تكثيف العمل بالبحر الأحمر لطرح أول مزايدة عالمية للبحث عن البترول والغاز، موضحا إن الفترة القادمة ستشهد نشاطاً مكثفاً بمنطقة البحر الأحمر البكر وذلك بعد ترسيم الحدود مع السعودية؛ تمهيداً لطرح أول مزايدة عالمية للبحث والاستكشاف عن البترول والغاز بهذه المنطقة في إطار استراتيجية الوزارة لتكثيف البحث في مختلف مناطق مصر.
ردّة فعل قبرص
استنكر رئيس مجلس النواب القبرصي ديميتريس سيلوريس خلال جلسة استضافها برلمان ليختنشتاين في إطار مؤتمر رؤساء برلمانات دول أوروبا الصغيرة في فادوز، خرق تركيا المستمر لسيادة قبرص. ووفقاً لبيان صحفي صادر عن البرلمان القبرصي، أدان سيلوريس أيضاً الانتهاكات الأخيرة في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.
وشدد أشار "سيلوريس" إلى الغزو التركي لقبرص عام 1974، وإعلان الاستقلال الأحادي الغير شرعي الذي أعلنه نظام الاحتلال في عام 1983، مستنكراً انتهاكات تركيا للقانون الدولي، خاصة قرارات مجلس الأمن بشأن قبرص .
وأكد خاريس موريتسيس، سفير قبرص بالقاهرة، أن التعاون العسكري بين بلاده ومصر واليونان ليس موجهاً لأى طرف بل لدعم القدرات الذاتية للدول الثلاث، مشددا على أن هدفه حماية المصالح المشتركة بين البلدن الثلاث وتأمين منطقة شرق المتوسط والمصالح الاقتصادية هناك. وشدد السفير القبرصي في حوار مع جريدة "الوطن" القاهرية، على دعم بلاده طموح مصر في أن تصبح مركزاً إقليمياً للطاقة، وشدد السفير على شرعية الاتفاق المطبق بين الحكومتين، بقوله: "الآن نحن قمنا بتوقيع على اتفاقية حكومية دولية لإنشاء خط أنابيب من أجل تصدير الغاز الطبيعي من قبرص إلى مصر".
كما شدد السفير "موريتسيس" على أنه: "لا يوجد شىء اسمه "شمال قبرص".. بل فقط "قبرص" المعترف بها دولياً.. و"أردوغان" يصر على استمرار احتلال الجيش التركي لقطاع من جزيرتنا لترسيخ وجوده غير الشرعي إلى الأبد".