انتخابات النمسا.. توقعات بتراجع اليمين المتشدد وعودة سيباستيان كورتز للسلطة

تجري، اليوم الأحد، في النمسا انتخابات تشريعية قد تفرز عودة السياسي الشاب المناهض للهجرة سيباستيان كورتز للسلطة.

يتوجه نحو 6.6 مليوناً من الناخبين النمساويين، صباح اليوم الأحد، نحو صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم الـ183 في برلمانهم الوطني، وذلك في انتخابات مبكرة، أعقبت سلسلة من الفضائح التي ضربت الائتلاف الحاكم سابقا بين حزبي "الشعب" المحافظ و"الحرية" اليميني المتشدد.

وتجري الانتخابات بعد نحو 4 أشهر من استقالة الزعيم السابق لحزب "الحرية"، هاينز كريستيان شتراخى، بعد وقوعه في أبريل/نيسان الماضي، في فخ "حسناء روسية" في جزيرة ابيزا الإسبانية وهي تتفاوض معه على تسهيلات لعطاءات ومشاريع تجارية وإعمارية لمصلحة رجال أعمال روس أثرياء مقربين من الكرملين، مقابل تدعيم موقفه السياسي والإعلامي عبر أموال تحت الطاولة قبيل الانتخابات البرلمانية السابقة في 2017.

واضطر شتراخى في مايو/أيار الماضي، وبعد نشر شريط الفضيحة، في وسائل إعلام ألمانية، ومنها "دير شبيغل"، إلى الاستقالة من منصبه كنائب للمستشار النمساوي، سبستيان كورتز، حيث قرر الأخير أيضا إنهاء تحالف حزبه "الشعب" مع "الحرية" في الحكومة والتوجه بالاتفاق مع الرئيس النمساوي، ألكسندر فان دير بيلين، إلى انتخابات مبكرة.

وانتخب "الحرية" قبل أسبوعين زعيماً آخراً للحزب، نوربرت هوفر (48 عاما) في محاولة للملمة أوضاع الحزب اليميني المتشدد.
ورغم مشاركة ما يصل إلى 16 حزباً سياسياً في الانتخابات العامة اليوم إلا أن الأعين مسلطة على معسكري يمين الوسط واليمين المتشدد من جهة، ومعسكر يسار ويسار الوسط، لتخطي نسبة الحسم بـ5 في المائة.

وحسب مراقبين فمن المرجح أن يستعيد السياسي النمساوي الشاب سيباستيان كورتز السلطة في البلاد، عبر بوابة الانتخابات التشريعية التي تجرى الأحد، لكن الاتجاه الذي ستسلكه حكومته ليس واضحاً بشأن تحالف مع اليمين القومي.

وكان الائتلاف الذي شكله كورتز زعيم المحافظين في النمسا مع القوميين في حزب الحرية النمساوي قد انهار في مايو/أيار، بعد "فضيحة إيبيزا" أو "ايبيزا غيت".

ورغم عزله من البرلمان بعد تلك الفضيحة، نجح كورتز (33 عاما) في الحفاظ على شعبيته. وكانت تلك المرة الأولى التي يسحب فيه برلمان الثقة من مستشار بتاريخ النمسا.

وبحسب نوايا التصويت، فإن نسبة التأييد له تراوح بين 33 و35 بالمئة، وهي أعلى بنقطتين ونصف من انتخابات 2017، مقابل 23 بالمئة فقط للاشتراكيين الديمقراطيين من الحزب الديمقراطي الاشتراكي النمساوي.

وفي هذا الإطار، أكد المحلل يوهانس هوبر "إنها المرة الأولى في النمسا التي يبدو فيها مرشح واحد فقط قادراً على أن يصبح المستشار".
من جهته، أكد كورتز الأربعاء لمناصريه، محاولاً حتى إثارة الشكوك حول نتيجة الانتخابات، أن "الأمر سيكون أكثر عدلا مما نعتقد".

ويثير الموقف الذي يتخذه كورتز تساؤلات حول هل سيجدد حزبه (الحزب الشعبي النمساوي) تحالفه مع حزب الحرية الذي حل ثالثاً في استطلاعات الرأي؟ أم أنه سيختار العودة إلى تحالفه مع الاشتراكيين الديمقراطيين؟ وهل سينعطف نحو الليبراليين ودعاة حماية البيئة حيث هيمنت مسألة البيئة على حملته؟

ووفقا للاستطلاعات التي سبقت الانتخابات، ومنها المحلية التي نشرتها هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني "أو آر إف" فإن تقدماً واضحاً سيحصل عليه حزب "الخضر" ليحصد ما بين 11 -15 في المائة من الأصوات، مقابل 3 في المائة في 2017.
وعلى ما يبدو فإن فضائح اليمين المتشدد في حزب "الحرية" ستمثل بتراجعه بنحو 6 في المائة، في ظل توقع حصوله فقط على 20 في المائة.