أدانت الأحزاب اليسارية المصرية، المجزرة الإسرائيلية بحق متظاهري "مسيرة العودة" الفلسطينية، على حدود قطاع غزة، أمس، والتي أسفرت عن مقتل 55 فلسطينيًا وإصابة أكثر من ألفين أخرين، برصاص الجيش الإسرائيلي.
الشيوعي المصري
ودعا الحزب الشيوعي المصري، في بيان له، إلي توحيد القوى لإسقاط المشروع الأمريكي الإسرائيلي الرجعي العربي، معلناً عن إدانته للمجزرة الوحشية التي ارتكبت في ظل صمت وغياب عربي مشين. وقال الحزب الشيوعي المصري في بيانه: "قامت إسرائيل بارتكاب مجزرة سقط فيها حتى الآن 55 شهيداً، و أكثر من 2400 جريح من الأطفال والنساء وشباب وشيوخ الشعب الفلسطيني، الذين خرجوا احتجاجا على نقل السفارة الأمريكية للقدس، وإحياء لذكرى النكبة ، ومرور 70 عاما على اغتصاب الأرض الفلسطينية، وقيام دولة إسرائيل عليها".
واستنكر الحزب عدم اتخاذ أيّ مواقف عملية من قبل جامعة الدول العربية والأنظمة الحاكمة فيها، تجاه البلطجة الأمريكية والجرائم الوحشية الإسرائيلية، لافتاً إلي أن إلي قيام دولة جنوب افريقيا بسحب سفيرها من إسرائيل ، لتعرى وتكشف مدى هوان وضعف هذه الأنظمة، والتى لم تستحي بعض أنظمتها الرجعية من تحالفها مع أمريكا وإسرائيل فيما يسمى بصفقة القرن المشبوهة.
الهجمة لا تستهدف فلسطين وحدها
وأكد الحزب الشيوعي المصري أن الهجمة الأمريكية الإسرائيلية لا تستهدف الشعب الفلسطيني وحده بل تطال مصالح المنطقة بأكملها، مما يقع على عاتق الشعوب العربية وقواه السياسية الوطنية، حشد القوى، وتوحيد الجهود، واستنهاض عناصر الصمود في معركة "التصدي للحلف الأمريكي الإسرائيلي الرجعى العربي"، وبناء أوسع جبهة عربية لمواجهته.
ودعا الحزب إلي مقاومة كل أشكال التطبيع المعلن وغير المعلن مع إسرائيل، والضغط على الدول العربية لسحب سفرائها من إسرائيل، وإغلاق البعثات الإسرائيلية لديها حيث توجد، والضغط على الحكومات لمقاطعة الدول التي تنقل سفاراتها إلى القدس، أو تعترف بها عاصمة لإسرائيل.
كما دعا إلي القيام بأوسع حملة دولية للضغط على مجلس الأمن لإدانة المجزرة، وتقديم مرتكبيها إلى المحكمة الجنائية الدولية بصفتهم مجرمي حرب، وضرورة النضال ضد أى "إجراءات وممارسات قمعية استبدادية، تحرم الشعب المصري والشعوب العربية من حقها فى التظاهر، والاحتجاج السلمي للتعبير عن غضبها، واستنكارها لهذه المجزرة الوحشية ضد الشعب الفلسطيني"، ورفضها لنقل السفارة الأمريكية للقدس، وللتعبير عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني فى نضاله من أجل إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس وحقه في العودة الى أراضيه وفقا للقرارات والمواثيق الدولية.
القدس عاصمة فلسطين
في السياق نفسه، أصدر حزب التجمّع الوطني التقدمي الوحدوي المصري بياناً صحفياً، اليوم الثلاثاء أكد خلاله، أن إسرائيل ارتكبت مؤخراً "جريمة جديدة" بحق الشعب الفلسطيني باستخدامها "آلياتها العسكرية الإجرامية والاعتداء السافر عليهم" والذي أدى إلى مقتل العشرات وجرح المئات من أبناء غزة في مجزرة إسرائيلية جديدة أثناء قيامهم بمسيرات سلمية فلسطينية على حدود غزة.
ودعا "التجمّع" الشعب العربي لتجديد تضامنه مع فلسطين وشعبها في كفاحه البطولي من أجل حقوقه المشروعة على أرض وطنه و"حقّه في إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، عاصمة أبدية لفلسطين".
وطالب التجمّع الجامعة العربية والدول العربية كافة باتخاذ موقف جاد والتحرك على المستويات كافة من أجل وقف هذه المجازر الإسرائيلية ومنع تكرارها، وبتدخل دولي فوري وعاجل لوقف "المذبحة الرهيبة والانتهاكات المستمرة التي تقترفها قوات الجيش الإسرائيلي بحق أبناء شعب فلسطين البطل".
تقاعس الأمم المتحدة
وأكّد حزب التجمع على أن تنفيذ قرار نقل السفارة الأمريكية يعتبر "تحدّياً صارخاً لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية"، مستنكراً تقاعس الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي عن القيام بواجباته، القانونية والأخلاقية والإنسانية لوقف تلك "الجرائم الوحشية التي ترتكبها إسرائيل وحليفتها أمريكا".
الحزب الاشتراكي المصري
من جانبه، دعا الحزب الاشتراكي المصري، الدول العربية إلي التكاتف لمواجهة "مخاطر المشروع الأمريكي الإسرائيلي الاستعماري الاستيطاني".
وقال الحزب في بيان له : "للأسف الشديد فإن الدول العربية، بدلاً من التكاتف لمواجهة مخاطر هذا المشروع الاستعماري الاستيطاني على أمنها ومستقبلها، نراها تتسابق، في مشهدٍ كارثى، من أجل نيل رضاه، والفوز بالحظوة لديه، ونرى الأخبار من كل حدبٍ، عامرةُ بأنباء زيارات الزعماء النفطيين (العرب) البائسة، إلى الكيان المغتصب، والهرولة لإبرام اتفاقيات تعاون وتحالف خطيرة معه، تسعى إلى تجييش أوضاع المنطقة لخدمة المشروع الأمريكى ـ الإسرائيلي!".