العرب والأوروبيون يدعمون إعلان شرم الشيخ ومتابعة وزارية لتنفيذه

أكد القادة العرب والأوروبيون أن تعزيز التعاون الإقليمي يعد مفتاح التعاطي مع التحديات المشتركة التي تواجهها دول الاتحاد الأوروبي والدول العربية.

واعتبرت رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي ان القمة العربية الأوروبية مثلت فرصة تاريخية لتعاون أوثق بين القادة العرب والاوروبيين، مؤكدة انها أيضا لمست خلال لقاءاتها بالمسئولين الأوروبيين على هامش قمة شرم الشيخ ، وخلال الأيام الأخيرة العزم الحقيقي على إيجاد طريق من شأنه السماح لبريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبى باتفاق وبطريقة سلسة ومنظمة.

وقال وزير الخارجية الأردني ايمن الصفدي، على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر : "نشكر للأشقاء طيب الاستقبال وحسن التنظيم لهذا التجمع الهام الذي أكد أهمية تعزيز الشراكة العربية الأوروبية لخدمة المصالح المشتركة. وهنا العاهل الأردني الملك عبد الله هنأ هاتفيا الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على نجاح مصر في استضافة القمة العربية الأوروبية الأولى.

ومن جانبه، اعتبر المتحدث الرسمي باسم رئاسة مصر السفير بسام راضي أن البيان الختامي للقمة العربية الأوروبية، الذي تم اعتماده، عكس أبرز القضايا الاستراتيجية التي تهم الجانبين العربي والأوروبي، وأهمها تعزيز الشراكة العربية الأوروبية، وتطوير التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، وسُبل مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المشتركة، وكذلك عقد القمة القادمة في بروكسل عام 2022.

بدوره، اعتبر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أن نتائج القمة العربية - الأوروبية الأولى ستسهم في الارتقاء بالتعاون القائم بين الدول العربية والأوروبية، لمواجهة مختلف التحديات المشتركة، وبما يحقق التطلعات والدفع لمسار التنمية المستدامة التي ينشدها الجميع.

وفي برقية عقب انتهاء القمة، أشاد العاهل السعودي الملك سلمان بالنتائج الإيجابية للقمة العربية الأوروبية، وبالدور البارز للرئيس السيسي في إنجاحها.

وسائل إعلام أوروبية تعلق على القمة

وأكدت وسائل إعلام ألمانية نجاح القمة العربية الأوروبية الأولى، التي اختتمت أعمالها في شرم الشيخ أمس، منوهة بأنها ستطلق عهدا جديدا من التعاون والتنسيق بين الجانبين، حسبما ذكرت وكالة انباء الشرق الأوسط المصرية.

وقالت قناة (NTV) الألمانية إن الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية اتفقا على "تعاون أوثق"، لافتة إلى أن الشراكة الاستراتيجية العميقة بين الجانبين تُنذر بـ "حقبة جديدة من التعاون والتنسيق".

من جانبها، أوضحت صحيفة "دى فيلت" أن أوروبا مهتمة بالازدهار الاقتصادي في المنطقة العربية، لافتة إلى تصريح المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بأنه يجب إيجاد خيارات سياسية لحل العديد من الصراعات في المنطقة العربية ويجب على أوروبا أن تسهم في ذلك.

وقال موقع "شبيجل أون لاين" إن الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية اتفقا على "تعاون أوثق"، وبهذا يبدأ "عهد جديد من التعاون والتنسيق".

وأشارت "دويتش فيلا" إلى أن الدول العربية والأوروبية اتفقت على المزيد من التعاون لإرساء الأمن وتسوية النزاعات والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة.

حلول مشتركة للتحديات المشتركة

وبحسب بيان للاتحاد الأوروبي فقد تم خلال المناقشات تأكيد كل من الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية على أن تعزيز التعاون الإقليمي هو السبيل إلى إيجاد حلول مشتركة لمواجهة التحديات المشتركة. كما أكدوا على التزامهم بخلق فرص جديدة باتباع نهج تعاوني يضع الأشخاص، لاسيما المرأة والشباب، في جوهر العمل المشترك الجاري. كذلك أقرت القيادات المشاركة في القمة الدور المحوري الذي يلعبه المجتمع المدني في هذا الشأن. واتفق الطرفان أيضًا على دفع التعاون الاقتصادي والالتزام بوضع جدول أعمال محدد خاصًة في مجالات التجارة، والطاقة، والعلوم، والبحوث، والتكنولوجيا، والسياحة، والزراعة، وغيرها من المجالات الأخرى ذات المنفعة المتبادلة.

التحديات العالمية

أعرب القادة الأوروبيون والعرب عن التزامهم بالعمل متعدد الأطراف والنظام الدولي القائم على أساس القانون الدولي. ومن هذا المنطلق يعتبر القيام بالمزيد من التعاون بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أمرًا جوهريا لمواجهة التحديات العالمية. بالإضافة إلى ذلك أكد القادة المشاركون على التزامهم التام بخطة التنمية المستدامة لعام 2030. وبالإشارة إلى ذلك ينبغي على مثل هذه المبادئ سابقة الذكر أن توجه العمل الجاري لتناول التحديات المشتركة مثل تغير المناخ، واحترام القانون الدولي لحقوق الانسان، والهجرة غير النظامية، وتهريب الأشخاص والاتجار بالبشر، وحماية اللاجئين ودعمهم ومحاربة الكراهية وعدم التسامح.

كما تبادل القادة المخاوف المتعلقة بأشكال التهديد التي تواجه عوامل الأمن والسلام مثل الإرهاب والتطرف. وبالتالي تتطلب كل هذه التحديات العالمية تضافر الجهود بالتوافق مع القانون الدولي.

القضايا الإقليمية

وكما أشارت الممثلة العليا/نائبة رئيس المفوضية الأوروبية موجيريني، فقد ناقش القادة المشاركون بشكل بنّاء وجاد ومستفيض القضايا الإقليمية مثل عملية السلام في الشرق الوسط، وآخر مستجدات الوضع في سوريا وليبيا واليمن.

وأكدوا على التزامهم بالعمليات التي تقودها الأمم المتحدة ودعمهم الكامل للمبعوثين الخاصين/ممثلي الأمم المتحدة. كما أكدوا على مواقفهم المشتركة بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط وأعادوا تأكيدهم على الالتزام بالوصول إلى حل الدولتين باعتباره السبيل الواقعي الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم والشامل.

كذلك أكدوا مجددًا الحاجة إلى دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) ودعوا إلى إجراء تغيير جوهري نحو الأفضل في قطاع غزة. وفيما يتعلق بسوريا، أشار القادة إلى أن الحل الدائم الوحيد هو الانتقال السياسي الفعلي وفقًا لبيان جنيف لعام 2012 واتفقوا على أن سياستهم المعنية بسوريا سوف تسير بالتوازي مع تحقيق تقدم ملموس تجاه تسوية سياسية سلمية. وبالنسبة للوضع في ليبيا فقد عبروا عن دعمهم لجهود الأمم المتحدة وتنفيذ الاتفاق السياسي الليبي لعام 2015 ودعوا جميع الليبيين للمشاركة بنية خالصة في الجهود التي تقودها الأمم المتحدة. وفيما يخص اليمن رحبت القيادات باتفاق ستوكهولم وبشكل خاص وقف إطلاق النار في الحديدة وطالبوا بالتوصيل الآمن والسريع وغير المُقيد للمساعدات الإنسانية.