السودان يطلق سراح جميع المعتقلين مؤخرا.. ونظام البشير يبحث عن الدعم الدولي

أصدر مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني، اليوم الثلاثاء، قراراً بإطلاق سراح جميع المعتقلين خلال التظاهرات المناهضة للحكومة، التي تهز البلاد منذ أكثر من شهر، فيما تواصلت المظاهرات في بعض المدن.

أصدر المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات السوداني، صلاح قوش، اليوم الثلاثاء، أمرا بإطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية موجة الاحتجاجات الأخيرة في البلاد، فيما تواصلت المظاهرات المناهضة للرئيس عمر البشير في العاصمة الخرطوم وأم درمان، بعد أن هدأت الاحتجاجات نسبيا نهار الاثنين.

وقالت وزارة الإعلام السودانية في بيان: "أصدر مدير جهاز الأمن والمخابرات قراراً بإطلاق سراح جميع المعتقلين في الأحداث الأخيرة". وأسفرت الاشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن، حسب الإحصائية الرسمية، عن مقتل نحو 30 متظاهرا خلال الاحتجاجات، بينما قالت المنظمات الحقوقية الدولية إن هذا العدد تجاوز 40 قتيلا، بالإضافة إلى إصابة المئات واعتقال العشرات.

ولا تزال الاشتباكات والمظاهرات مستمرة في بعض المدن السودانية، حيث أطلقت الشرطة السودانية اليوم، الثلاثاء قنابل، الغاز المسيل للدموع على متظاهرين معارضين للرئيس عمر البشير في العاصمة الخرطوم ومدينة أم درمان، وذلك استكمالا للاحتجاجات التي انطلقت في السودان بصورة شبه يومية منذ 19 كانون الأول/ديسمبر، عندما نزلت حشود غاضبة إلى الشارع للاحتجاج على زيادة الحكومة سعر الخبر ثلاثة أضعاف.

وأصدرت المنظمة السودانية للحريات الصحفية بيانا تناولت فيه الإجراءات التي طالت بعض الصحف والصحافيين، وطالبت بتمكين الصحفيين من ممارسة كامل الحقوق التي تضمنها الدستور وكفلها القانون.

وأبدت المنظمة قلقها من أن تؤثر الإجراءات في مشهد الحريات الصحفية بالبلاد، معربة عن حرصها على أن تستمر الصحافة السودانية في أداء دورها القيادي والريادي في معالجة قضايا الأمة بالمهنية والموضوعية والحياد، مصطحبة حقيقة أن الصحافة ليست مجرد سلطة رابعة هامشية وإنما سلطة أساسية في بناء المجتمعات والنهوض بالدول وحماية حقوق المواطنين.

ويواصل الرئيس السوداني جولاته في ولايات البلاد وجولاته الخارجية التي اختتمها بزيارة مصر قبل يومين، وأكد عمر البشير، خلال مخاطبته لقاء قادة الأحزاب السياسية والفعاليات السياسية و الاجتماعية والأهلية بجنوب كردفان، بأن أولوية الدولة تحقيق السلام بالبلاد، و أشاد بصمود وصبر مواطني كادقلي في وجه الحرب، وأكد الرئيس السوداني أن الحرب بالولاية استهدفت ضرب النسيج الاجتماعي الذي ظل مترابطا ومتعايشا، معتبرا إن مجتمع جنوب كردفان نموذج في التعايش السلمي بين مكوناتها الاجتماعية، ووجه رئيس الجمهورية القوات المسلحة وحكومة الولاية والأجهزة الأمنية بضرورة توفير الاحتياجات والتعامل الحسن مع العائدين من مناطق التمرد .

البحث عن الدعم الخارجي لنظام البشير

وكشفت جولات الرئيس السوداني الراهنة وزياراته الخارجية عن اتجاهه لحشد الدعم الدولي استغلالا للهدوء النسبي التي تعيشه السودان حاليا مقارنة بالاسابيع الماضية، والتقى الدكتور فيصل حسن إبراهيم مساعد رئيس السودان، المبعوث الخاص للرئيس عمر البشير لجمهورية الصين الشعبية بوانغ يي مستشار الدولة وزير خارجية الصين، وسلمه رسالة خطية من البشير الى الرئيس الصيني شي جين بينغ تتضمن شكر وتقدير السودان للدعم الذي قدمته له الصين خلال التطورات السياسية الأخيرة بالسودان، كما نقل تحية البشير الى الرئيس شي، حسبما افادت وكالة الأنباء السودانية .

 وقدم إبراهيم خلال لقاءه بالمسؤول الصيني تنويرا عن الأوضاع السياسية والاقتصادية بالبلاد، مؤكدا على استقرار الأحوال الأمنية بعد الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها بعض مدن البلاد التي جاءت نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها السودان، وقدم شرحا عن التدابير التي قامت بها الحكومة لتجاوز التحديات الحالية، وشكر الدكتور فيصل الصين حكومة وشعبا على وقفتهم ومساندتهم للسودان لتجاوز الأوضاع الحالية والدعم الذي ظل يتبادله البلدان خلال عمر العلاقات التي تمتد لأكثر من ستة عقود. وفي ذات السياق؛ التقى الدكتور فيصل، برئيس الشركة الصينية الوطنية للبترول  (سي ان بي سي)، وبحث معه سبل تعزيز التعاون بين الجانبين لزيادة إنتاج النفط، وأكد خلال اللقاء على استعداد السودان لتقديم كافة التسهيلات الكفيلة بذلك.

وبدوره، أعلن مجلس الوزراء السعودي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، خلال الجلسة التى عقدها اليوم الثلاثاء، تضامن المملكة مع السودان في مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية "واس".

وقال المجلس إن هذا التضامن يجسد مواقف المملكة الثابتة بقيادة خادم الحرمين الشريفين مع الدول الصديقة والحرص على أمنها واستقرارها.. مقدراً في هذا الشأن تأكيد الملك سلمان على أن أمن السودان هو أمن للمملكة، واستقرارها هو استقرار لها.

واعلن مأمون محمد علي حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم عن وصول قوافل علاجية جراحية مصرية عبر الأمانة العامة للوكالة المصرية للشراكة والتنمية و"يأتي ذلك في  إطار التعاون المصري السوداني في مجال تبادل الخبرات وسد الثغرات"، واشار حميدة  لـ"سونا" إلى أن القوافل المصرية تأتي لتقديم  خدماتها في ولاية الخرطوم والولايات الأخرى ويجري التجهيز الآن للحالات المرضية، وشهدت القاهرة يومي 28 – 29 يناير الجاري اجتماعات الدورة الحادية عشر للجنة المنافذ البرية السودانية المصرية.

وكان البشير قد قام بزيارة سريعة إلى القاهرة مطلع الاسبوع الجاري، حيث عقد قمة مع نظيره المصري الذي أكد في ذات السياق حرص مصر على الحفاظ على الصلات الراسخة بين شعبي وادي النيل، وموقفنا الداعم لأمن واستقرار السودان، والذي يُعد امتداداً للأمن القومي المصري.

وفي سياق ذي صلة، يبدأ نائب رئيس الجمهورية الدكتور عثمان محمد يوسف كبر غداً زيارة الى دولة تشاد حاملاً رسالة خطية من رئيس الجمهورية المشير عمر البشير الى نظيره التشادي ادريس ديبي، وكانت تشاد قد أعلنت مؤخرا تطبيع علاقاتها مع اسرائيل، وسط انباء عن تحركات تشادية لإقناع الخرطوم بفتح مجالها الجوي أمام الطيران الاسرائيلي.