أمير قطر يعوّل على الغاز للهروب من الصعوبات الاقتصادية.. وخبراء: مكانة الدوحة في الغاز تتراجع

تعهد الأمير القطري تميم بن حمد بالحفاظ على مكانة بلاده كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، فيما كشف خبراء لوكالة فرات للأنباء ANFK، عن تراجع مكانة قطر في الغاز عالميا.

قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إن بلاده ستحافظ على موقعها كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، معولا على ذلك في التغلب على الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها بلاده نتيجة مقاطعة مصر والسعودية والإمارات والبحرين لقطر، وأعتبر إن المقاطعة السياسية والاقتصادية للدوحة أضعفت مجلس التعاون الخليجي، وأعرب عن أمله في أن تمر الأزمة.

وأكد تميم بن حمد أن بلاده ستواصل تطوير قطاعات النفط والغاز، وذلك خلال افتتاحه اليوم دور الانعقاد العادي السابع والأربعين لمجلس الشورى القطري.

قطر ليست أكبر منتج للغاز في العالم

وأكد خبراء في الطاقة والشؤون الأمنية انه لا يمكن لقطر أن تعتمد على عائدات الغاز واستمرار مكانتها في تصديره، بعد ظهور منتجين جدد مثل دول شرق المتوسط ومن بينهم مصر، واتجاه المنتجين الحاليين مثل روسيا وأستراليا إلى زيادة إنتاجها وتصديرها للغاز الطبيعي المسال.

ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية مجدي صبحي أن مكانة قطر لأكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم أصبحت مهددة من جانب استراليا وروسيا، المتوقع أن يتجاوزا قطر خلال فترة قصيرة، مشيرا إلى ان قطر ليست أكبر منتج للغاز في العالم، حيث ترتيب الإنتاج العالمي في الغاز يشمل الولايات المتحدة وروسيا وإيران وقطر واستراليا، إلا أن الدوحة تتقدم في إنتاج الغاز المسال فقط، لأن ليس لديها القدرة على نقل الغاز مباشرة عبر الأنابيب، حيث سيمر بدول كثيرة مثل السعودية والعراق وسوريا ثم إلى تركيا وأوروبا، وبعض هذه الدول إما تشهد اضطرابات أو لديها مشكلات سياسية مع الدوحة.

وقال الخبير الاقتصادي المصري أن إيران، رغم أن لديها احتياطيات ضخمة إلا أن إنتاجها ضعيف، وخاصة في ظل العقوبات، حيث كانت تعول على التعاون مع الشركات الأوروبية لإنشاء وحدات التسييل، لكن انسحبت شركة توتال الفرنسية، بعد إعادة فرض  العقوبات الأمريكية على طهران، حيث لازالت إيران لا تمتلك أية وحدات إسالة.

وتوقع الخبير الاقتصادي أن تتجه روسيا إلى زيادة الإنتاج وخاصة مع اكتمال مشروع السيل الشمالي ومشروع السيل الشمالي 2، ليتحول إنتاج روسيا إلى المركز الأول من الغاز المسال، مشيرا إلى أن استراليا أيضا يمكن أن تسبق قطر خلال فترة قصيرة، إلا أن هذا لم يتأكد بعد، ولكن استراليا في طريقها لتسبق قطر في إنتاج الغاز المسال على المدى القصير،  تابع: "وروسيا أيضا على الطريق".

ولفت نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية إلى أن هناك منتجين جدد في شرق المتوسط وأبرزهم مصر التي حققت مؤخرا الاكتفاء الذاتي، وتتجه للتصدير والتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، مما يعطي تنوع أمام أوروبا والمستهلكين للغاز القطري.

ومن ناحيته، قال أحمد أبو زيد الباحث في إدارة الأزمات والأمن الإقليمي إن قطر لن تستمر في حالة العناد والإنكار التي تنتهجها خلال أزمة المقاطعة الخليجية، حيث تأمل الدوحة في مرور وانتهاء أزمة المقاطعة حسبما أعلن أميرها اليوم، مشيرا إلى أن مختلف المؤشرات الاقتصادية تؤكد تأثر اقتصاد قطر سلبيا وبصورة جسيمة بالمقاطعة السياسية والاقتصادية من جانب مصر والإمارات والبحرين والسعودية لقطر، ومن ثم فإنها سوف تجد حوافز اقتصادية في إنهاء هذه المقاطعة، وخاصة في توقيت تفرض فيه التحديات المشتركة أن تتكتل الدول العربية في مواجهة تصاعد التهديدات التركية والإيرانية والإرهابية.

كما أكد أبو زيد أن مصر ستصبح خلال السنوات القليلة المقبلة مصدر هام لأوروبا في إمدادات الغاز الطبيعي المسال أيضا، وهو ما يخلق شكل من أشكال تنويع مصادر الطاقة أمام الاتحاد الأوروبي مما يحفز إقبالها على الغاز المصري الذي سيأتي من حقول مصرية، فضلا عن الغاز المستورد من قبرص وإسرائيل.