وأوضح أبو الغيط في كلمته أمام أعمال الدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، :"إننا أمام ظاهرة عالمية طاغية تتمثل في اتساع الفجوة وتعاظم الهوة بين الأجيال المختلفة داخل البلد الواحد.. وهي ظاهرة تشترك فيها المجتمعات المتقدمة والنامية بدرجات متفاوتة".
وأشار إلي أن التسارع المُذهل في وسائل الاتصال عبر الوسائط الرقمية المختلفة أدى إلى بزوغ ما يُمكن تسميته باللغة العالمية المُشتركة بين جيل الشباب، خاصة ذلك الجيل الذي يُعرف بجيل الألفية، ويضم من تفتح وعيهم وتشكل وجدانهم مع بداية الألفية الثالثة.
وأوضح أبو الغيط أن هذه اللغة المشتركة جعلت الشباب في أحيان كثيرة أقرب إلى بعضهم البعض – في الآمال والطموحات- عبر بلدان العالم، منهم إلى الجيل الأكبر من أبناء البلد الواحد.
وتطرق إلي ظهور انقسامات في الثقافة كما في الاقتصاد والسياسة، إذ يشعر أبناء الجيل الجديد أنهم ظلموا بالمقارنة بجيل الآباء والأجداد الذي توفرت له فرص عمل أفضل، وشبكات ضمان اجتماعي أكثر استقراراً، في حين يُعاني أبناء جيل الألفية من البطالة وانعدام الاستقرار الوظيفي وانخفاض الأجور.
وأكد أبو الغيط:" أن الكثير من المجتمعات المتقدمة يشكو من ارتفاع معدلات الإعالة في ظل اتجاه هياكلها السكانية إلى الشيخوخة وضعف مستويات الإنجاب.. وهو ما يخلق أعباء أكبر على الشباب ويضعهم في ما يشبه المواجهة مع الجيل الأكبر من المسنين الذي يعيشون على الضمان الاجتماعي والمعاشات.. ولا شك أن هذه الأوضاع الاقتصادية سوف تفرز نوعاً من التناقض بين الأجيال، ربما ينعكس في صورة توترات اجتماعية وسياسية".
وتابع:"من حسن الطالع أن المنطقة العربية لا تُعاني من هذه المشكلة، ذلك أن هياكلها السكانية وأوضاعها الديموغرافية تعكس اتساع قاعدة الشباب بصورة واضحة".
وأضاف: "إن ثلثي سكان العالم العربي تقل أعمارهم عن ثلاثين عاماً، وهو ما يجعل مجتمعاتنا الأكثر شباباً على مستوى العالم... وهذا الهرم السكاني النابض بالشباب والحيوية يولد فرصاً بلا حدود، ويطرح أمام بلادنا إمكانيات كبيرة يتعين استغلالها وتوظيفها خلال السنوات الحالية، وقبل أن تُغلق هذه "النافذة الديموغرافية" النادرة".
ولفت إلى أن هناك "أكثر من 100 مليون شاب عربي تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً، وهو سن التعليم والعمل والإنتاج والإسهام في المجتمع، وأن هؤلاء هم رهاننا الحقيقي، وفرصتنا الكبرى للحاق بالمستقبل."