تصريحات ماكرون بإرسال قوات لأوكرانيا..هل يجر أوروبا لحرب شاملة مع روسيا
يترقب العالم بقلق شديد ما قد يسفر عنه تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أوكرانيا، وهل يمكن أن يقود أوروبا إلى حرب شاملة مع روسيا.
يترقب العالم بقلق شديد ما قد يسفر عنه تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أوكرانيا، وهل يمكن أن يقود أوروبا إلى حرب شاملة مع روسيا.
أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا الجدل في أنحاء العالم من تداعيات تلك الخطوة وأسبابها، وهل يمكن أن تجر أوروبا إلى حرب وصدام مباشر مع روسيا، وهل تتحول الحرب الأوكرانية إلى حرب عالمية شاملة.
كشف إيفان أوس، مستشار السياسة الخارجية في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، أنه بادئ ذي بدء، تجدر الإشارة إلى أن فرنسا، خلال الأشهر الأولى من الحرب الشاملة بين روسيا وأوكرانيا، كانت حذرة نسبياً في تصريحاتها، وعلاوة على ذلك، قال الرئيس الفرنسي ماكرون إنه لا داعي لإذلال روسيا، واستمرت دقة هذه التصريحات لفترة طويلة اتصل خلالها الرئيس الفرنسي ماكرون بالرئيس الروسي بوتين.
وأكد أوس في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه خلال الأشهر القليلة الماضية تغير الوضع بشكل جذري، وكان أساس هذا التغيير الجذري هو الوضع الذي حدث في منطقة الساحل، في المقام الأول في جمهورية النيجر، هناك، نتيجة للانقلاب العسكري، طرد الروس الفرنسيين من الأشياء المهمة بالنسبة لهم، وأدى هذا الإجراء إلى تغيير كبير في موقف فرنسا تجاه روسيا، مما يجعل موقف فرنسا أكثر صرامة.
وأضاف مستشار السياسة الخارجية في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، أنه في الجوهر، قررت فرنسا الانتقام من روسيا لأن روسيا قامت عبر شركة فاغنر العسكرية الخاصة بطردها من عدة دول في منطقة الساحل، وهذا بالضبط ما يفسر تصريح ماكرون بأن القوات الفرنسية، وكذلك قوات من دول قريبة من فرنسا، قد تكون موجودة في أوكرانيا.
وبيّن أوس، أن أحد أسباب بدء حرب روسيا الشاملة ضد أوكرانيا كان تصريح الرئيس الأمريكي بايدن بأنه لن يكون هناك جنود أمريكيون في أوكرانيا، وأدى هذا إلى إزالة عدم اليقين الاستراتيجي وفتح نافذة من الفرص لبوتين، ولكن أعاد ماكرون حالة عدم اليقين الاستراتيجي وبالتالي زاد الضغوط على روسيا وأجبرها على حساب خيارات التدخل المباشر من قبل فرنسا ودول الناتو الأخرى في حرب روسيا ضد أوكرانيا.
وأوضح مستشار السياسة الخارجية في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، أنه لا يزال من الصعب الحديث عن الكيفية التي يمكن أن تكون بها القوات الفرنسية في أوكرانيا بالضبط، ولكن تم بالفعل تحديد بعض الخيارات.
وأشار أوس، إلى أنه من الواضح أنهم لن يكونوا على خط الاتصال، ولكن من الممكن أن يغطيها حدود أوكرانيا مع بيلاروسيا وكذلك ترانسنيستريا، وبالتالي تحرير عدد معين من الجنود الأوكرانيين الذين يمكن إرسالهم إلى الخطوط الأمامية، الخيار الثاني هو أنهم سيفتحون معسكرات في المناطق الغربية من أوكرانيا بعيداً عن خط المواجهة، وسيبدؤون في تدريب الجنود الأوكرانيين هناك.
وأردف مستشار السياسة الخارجية في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، بالنظر إلى أنه منذ أكثر من عامين في حرب واسعة النطاق بين روسيا وأوكرانيا، لم تتمكن روسيا من احتلال أوكرانيا، فمن غير المرجح أن تتاح لها الفرصة لمحاربة فرنسا وحلفائها أيضاً.
ولفت أوس إلى، أنه إذا دخلت فرنسا ودول الناتو الأخرى في حرب فعلية مع روسيا في أوكرانيا، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى نصر سريع لأوكرانيا ونهاية الحرب، إذن يمكن القول الآن إن تصريح الرئيس ماكرون هو متغير جديد في حرب روسيا ضد أوكرانيا!
بينما كشف دينيس كوركودينوف، المحلل السياسي الروسي، رئيس المركز الدولي للتحليل السياسي والتنبؤ في موسكو، أنه أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تعليقه على تصريحات زميله الفرنسي إيمانويل ماكرون، على وجه التحديد إلى أن موسكو مستعدة للرد على أي أعمال غير ودية من جانب باريس أو أي دولة أخرى بالطريقة الأكثر تطرفا، وذلك باستخدام، من بين أمور أخرى، الأسلحة النووية التكتيكية، والتي تم عرضها خلال التدريبات العسكرية الروسية. وفي الوقت نفسه، لا شك أن كلام فلاديمير بوتين كان مفهوماً جيداً في العواصم الأوروبية، التي أخذ قادتها كلام الرئيس الروسي على محمل الجد.
وأكد كوركودينوف في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه بغض النظر عن الدول التي ستعمل منها القوات الفرنسية، فإن لموسكو الحق الموضوعي في تدميرها بشكل كامل، ومن الجدير بالذكر بشكل خاص أن روسيا لديها مثل هذه القدرات والقوات التي هي في حالة تأهب قصوى.
وتطرق رئيس المركز الدولي للتحليل السياسي والتنبؤ في موسكو، إلى احتمالات أن تؤدي الحرب إلى مواجهة شاملة بين روسيا وأوروبا، مبيناً أن أوروبا الحديثة تشبه البطة العرجاء، وهي بالتأكيد غير قادرة على منافسة موسكو، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي وراء ضعف أوروبا هو تفككها، ونتيجة لهذا فإن الزعماء الأوروبيين ليس لديهم رأي مشترك ليس فقط بشأن روسيا، بل وأيضاً بشأن أوكرانيا، وفي هذا الصدد، يصعب على رؤساء الدول الأوروبية التوصل إلى اتفاق فيما بينهم.
وبيّن كوركودينوف، أنه في الوقت نفسه، تم استنفاد الموارد العسكرية لأوروبا بشكل كارثي، وبالتالي لن تصمد لبضعة أيام في حرب محتملة مع روسيا.