من مضيق هرمز لباب المندب.. ماذا تريد إيران من تهديد طرق الملاحة العالمية
لم تتوقف التهديدات الإيرانية للملاحة الدولية، سواء في مضيق باب المندب أو مضيق هرمز، مما يفتح باب التساؤلات حول تداعيات تلك العمليات على الملاحة الدولية.
لم تتوقف التهديدات الإيرانية للملاحة الدولية، سواء في مضيق باب المندب أو مضيق هرمز، مما يفتح باب التساؤلات حول تداعيات تلك العمليات على الملاحة الدولية.
يستمر التوتر الذي حدث في المنطقة بعد أن شنت إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة، خاصة مع ما يعرف باسم محور المقاومة التي تتزعمه إيران، وكانت الضحية الأكبر لتلك التحركات هي خطوط الملاحة العالمية وذلك بعد عمليات قصف السفن، واختطافها، سواء في مضيق باب المندب، أو مضيق هرمز، مما يجعل الملاحة الدولية تحت نيران طهران.
كشف ميثاق عبد الله، رئيس حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز، أن حوادث التحرش الإيرانية ومحورها الموالي لها كجماعة الحوثي الإرهابية بالسفن الأمريكية ومثيلاتها مجرد استفزازات ودعاية حرب عسكرية لتظليل الرأي العام، كما مثيلاتها من استهدافات للسفارة الأمريكية وقاعدة عين الأسد في العراق، وللكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة بصواريخ وطائرات انتحارية لم تضر ولا تنفع.
وأكد عبد الله في تصريح خاص لوكالة فرات، أن استقرار الأسطول الإيراني قرب مضيق "باب المندب" يحمل رسالة دعم للتحالف الأميركي والكيان الصهيوني في ظل تصريحات مغايرة بين طيات التقييمات العسكرية في منطقة الخليج العربي، وخير دليل على ذلك، مساندة إيران لأميركا في صراعها مع الاتحاد السوفييتي، وعدم تعاون إيران مع العراق في حرب الخليج الثانية حين أخفت الطائرات العراقية واعتقلت طياريها التي وعدت نظام العراق السابق بانطلاق طائراته الحربية من أراضيها في أم المعارك، وأيضا فترة الحرب الأمريكية على طالبان في أفغانستان حين صرحت رسمياً وفتحت أجوائها لعبور الطائرات الأمريكية لقصف الإمارة الإسلامية في أفغانستان للإطاحة في نظام طالبان.
وبيّن عبد الله، أن مضيق باب المندب حرفياً كان ولا يزال مخنوق بين هجمات الحوثيين وقراصنة الصومال، فحرب السفن في مضيق باب المندب ليس جديدة، حيث تحمل بين طياتها سنوات دمار اليمن وانهياره إستراتيجيا منذ أن تولت جماعة الحوثي الحرب بالوكالة نيابة عن إيران ضد المملكة العربية السعودية والدول المطلة على الخليج العربي، حيث استهدفت الجماعة الإرهابية عدة سفن منها السفينة المدنية (سويفت) التابعة لشركة الجرافات البحرية الإماراتية المخصصة لنقل المساعدات والجرحى، بهدف تعميق معاناة الشعب اليمني واستخدامه كورقة تتلاعب بها لتحقيق مكاسب وهمية حتى ولو على حساب أبناء اليمن، وكانت لها انعكاسات خطيرة على حرية الملاحة نراها اليوم وهذه إستراتيجية ذات أبعاد ودلالات لها ما بعدها وستكون أدهى وأمر على الأقطار العربية التي ذاقت الأمرين من السياسات الأمريكية وهراواتها في المنطقة العربية المتمثلة بـ إسرائيل وإيران على مدى أكثر من نصف قرن.
وأضاف رئيس حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز، أنه لولا احتلال الأحواز لما كان مضيق هرمز (شريان الحياة للعالم الصناعي) تحت سيطرة دولة ما تسمى إيران اليوم، حيث إيران باحتلالها للأحواز سيطرت على مضيق هرمز، أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها من حيث حركة للسفن، يقع في منطقة الخليج العربي فاصلاً ما بين مياه الخليج العربي من جهة ومياه خليج عُمان وبحر العرب والمحيط الهندي من جهة أخرى، فهو المنفذ البحري الوحيد لكل من العراق والكويت والبحرين وقطر، كما حوالي 40 في المائة من الإنتاج العالمي من النفط يمر عبر مضيق هرمز، فلذلك إيران أمسكت بزمام المبادرة بسيناريوهات الحرب والسلم، ولكن في حقيقة الأمر من يحتل الأحواز لا ينتصر لفلسطين.
وبيّن عبد الله، أن إيران كانت ومازالت تفرض نفسها كشرطي الخليج منذ زمن الملكية حتى الوصول إلى الدولة الخمينية، وهذا الزعم كان جزء من مقدمات الصراع وبداية مشوار إيران في المنطقة بعد أن بسطت نفوذها على إقليم الأحواز العربي المحتل من قبل إيران منذ عام ١٩٢٥ م، حتى الوصول إلى اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران، ونشوب حرب الثماني سنوات بينهما، وما تلتها من تعاون عسكرية وأمنية في فترة غزو العراق ووصولا إلى أن أضحت إيران رسمياً تسيطر إلى خمس عواصم عربية (الأحواز - بغداد - دمشق - بيروت - صنعاء) في وضح النهار أمام أنظر الأمريكيون والإسرائيليون، ففي ظل كل هذه الأحداث الجسام والمتغيرات الكبرى والعظام من يتربص بمن وعلى حساب من!
وأوضح رئيس حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز، أنه تحاول جماعة الحوثي بتوصية مباشرة من إيران التسويق لنفسها على أنها حققت أهدافها في مضيق باب المندب والبحر الأحمر نصرة لما يحدث في فلسطين ولكنها في الحقيقة أرادت بتلك الهجمات لفت أنظار العالم خارج ما يحدث في غزة من مجازر بواسطة آلة الحرب الصهيونية، فبعد تحقيق هدف لفت الأنظار الدولية إلى أليمن وإلحاق ضرر هائل بالدول العربية أكثر منّ إسرائيل نفسها في هذا المنعطف الحرج.
وأشار عبد الله، إلى أنه تراجعت جماعة الحوثي من هجماتها في البحر الأحمر بحجة مواجهة تحالف (حارس الازدهار) الذي تقوده الولايات المتحدة وتشارك فيه بريطانيا بشكل رئيسي، كما أن تأثيرات هجمات الحوثي على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، تتعدى التداعيات السياسية التي تحاول المليشيات بثها لصالح إيران، وباتت تمس الداخل اليمني بشكل مباشر ووصلت أضرارها إلى مصر والصين والهند وأوروبا من خلال تهديد سلاسل الإمداد، فجماعة الحوثي الإرهابية هم حائط صد عن إيران وجزء من الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة، التي حاولت تحت غطاء القضية الفلسطينية أن تقلب الطاولة على من يترصد لطهران وإعادة تموضعها بالمنطقة.
وأردف رئيس حركة رواد النهضة لتحرير الأحواز، أن حرب البحر الأحمر كانت فرصة آنية للحوثيين، للتغطية أيضا على الأزمات الشعبية في مناطق تسيطر عليه في اليمن، وتراجع شعبيتهم، بإعلاء التعاطف مع القضية الفلسطينية.
كما تطرق عبد الله، إلى أنه لا يمكن الاستغناء عن قناة السويس المصرية في ظل العقود الجمركية وغيرها الكثير دون افتعال مشاكل إقليمية لفسخها والتخلص منها، حيث لا يمكن الحديث عن أي مشروعاتِ طرقٍ برية أو ممراتٍ بحرية للربط التجاري بين دولِ وقاراتِ العالم بمنأى عن تأثيرها على قناة السويس المصرية التي تستحوذ على 12% من حركة التجارة العالمية، خاصة أنه يتألف المشروع الجديد من ممرين منفصلين وكان هذا الأمر متوقع على الحالتين، حيث تصريحات جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي الأميركي للصحفيين على هامش قمة العشرين كانت تؤكد إن الاتفاق يهدف إلى البحث في مشروع للنقل البحري والسكك الحديد سيسمح بتدفق التجارة والطاقة والبيانات من الهند عبر الشرق الأوسط وصولا إلى أوروبا، فجميع الأحداث، منها التصريحات السابقة للمسؤولين في الإدارة الأمريكية ورفع الحوثيين من قائمة الإرهاب الأمريكية وغيرها الكثير تدل على جميع الانعكاسات والتغيرات السياسية والاقتصادية الجديدة.
كما كشف عشق بن محمد بن سعيدان، الكاتب والمحلل السياسي السعودي، أنه بعد سقوط حكومة الشاة والذي كان هو شرطي إيران في المنطقة، وتعيين حكومة الخميني بديلاً عنها تغيرت الحكومة وطريقة الحكم ولكن مازال الغرب متمثلاً بالولايات المتحدة الأمريكية يعتبر أن حكومة إيران هي شرطي المنطقة.
وأكد سعيدان في تصريح خاص لوكالة فرات، أن مهاجمة إيران للملاحة الدولية ما كانت لتكون لو لم يكن هناك تماهي دولي تجاه هذه الحكومة المارقة على الأنظمة والقوانين الدولية.
وأضاف الكاتب والمحلل السياسي السعودي، أن هناك عدة أهداف الهدف الأول هي جعل من هذه التهديدات ورقة تفاوضية قد تعود بمكاسب سياسية لحكومة طهران، ومن أهمها مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني، وأهداف أخرى من ضمنها سيطرتها على المضايق والممرات لكي تقوم بتهريب الأسلحة لأدواتها التخريبية في الدول العربية بكل يسر وسهولة، ناهيك عن خطط وأجندات غير معلنة.
وبين سعيدان، أن دور الحوثي في مهاجمة السفن بالبحر الأحمر وباب المندب المراد منها كسب مشاعر وأصوات العرب مستغلين استغلال غير أخلاقي لقضية أخلاقية وهي القضية الفلسطينية، وما يحدث في البحر الأحمر من الهجمات الإرهابية والقرصنة لم يكن ليتم بدون دعم إيران للحوثيين فالجميع يعلم أن من يزود هذه المليشيا بالمعلومات هي سفينة التجسس الإيرانية بهشاد والتي تستقر في البحر الأحمر.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي السعودي، أن الهدف ليس الغرب وليس القضية الفلسطينية ولكن الهدف هو تلميع أذرع إيران وإيهام الشعوب العربية بان من يقوم بنصره فلسطين هي إيران واذرعها في المنطقة، وهو أمر غير حقيقي، وإنما هدفهم هو زعزعة امن الممرات الدولية والتي تمر من خلاله ثلث تجاره العالم، وأيضا ضرب الدخل القومي المصري من خلال قناة السويس والذي بالفعل قد تراجع الدخل بنسبة 50% بسبب عبث الحوثيين في البحر الأحمر.
وبين السعيدان، أن هذا هو السبب الرئيسي في زعزعه الدول العربية وضرب مصالحها مما قد يوثر على أمنها، سعياً لتنفيذ مشروعهم التوسعي في الخليج العربي والدول العربية بشكل عام، وهذه هي أكبر خطط تصدير الثورة الخمينية.
وأردف الكاتب والمحلل السياسي السعودي، أنه من خلال ما يقومون به في مضيق هرمز وتغلغلهم في العراق وسوريا ولبنان واليمن، يحاولون إكمال الطوق الشيعي بزعمهم الذي يحيط بالجزيرة العربية شمالا وجنوبا وكل ما قاموا به في الدول العربية من زرع مليشيات ومن تغلغل الحرس الثوري الإيراني، لم يكن ليتم لو لم يكن هناك تماهي وتغاضي وضوء اخضر غربي متمثلا في الولايات المتحدة الأمريكية.