في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها المنطقة بدى أن اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في دورته العادية 158، والتى عُقدت الثلاثاء، ربما سيمثل حالة من الاتفاق على رفض ما يجري من أوضاع صعبة على اتساع الخريطة العربية، لاسيما أن الاجتماع يأتي قبل شهرين من القمة العربية المقررة في الجزائر والتي يبدو أنها ستكون أزمة في انعقادها أيضا.
المشهد بدأ في افتتاح الاجتماع والذي شهد مغادرة الوفد المصري برئاسة وزير الخارجية سامح شكري الاجتماع والذي رأسته نجلاء المنقوش الممثلة لحكومة منتهية ولايتها، ما بدى أنه اعتراض واضح من مصر على أن ترأس الاجتماع ممثلة لحكومة باتت من الماضي في ليبيا.
وحول أسباب انسحاب وفد مصر من الاجتماع قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، إن سبب مغادرة سامح شكري وزير الخارجية والوفد المرافق له، في الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء الخارجية العرب، هو تولي نجلاء المنقوش الممثلة لحكومة منتهية ولايتها، رئاسة أعمال مجلس وزراء الخارجية العرب.
وأوضح أبو زيد أن هذا الموضوع كان محل نقاش في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب قبل بدء الجلسة الرسمية.
وكان شكري قد غادر الاجتماع المنعقد بمقر جامعة الدول العربية، عقب رئاسة، نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الليبية بحكومة عبد الحميد الدبيبة المنتهية ولايتها، الاجتماع.
وبرئاسة المنقوش تكون بذلك أول وزيرة خارجية امرأة تتولى مثل هذا الاجتماع في تاريخ اجتماعات مجلس الجامعة العربية منذ نشأتها في أربعينيات القرن الماضي.
وتسلمت المنقوش رئاسة المجلس الدورية من وزير خارجية لبنان عبد الله بوحبيب، والذي كان قد قدم الشكر للأمين العام للجامعة العربية، لما قدمه من تعاون خلال فترة تولي لبنان رئاسة الجامعة، مؤكدا أن تلك الفترة شهدت العديد من التحركات العربية لإنجاح القمة العربية المرتقبة في الجزائر.
نجلاء المنقوش، بدورها عقبت على موقف وزير الخارجية المصري مؤكدة: نحترم موقف السيد سامح شكري في اجتماع وزراء الخارجية العرب ولكن نختلف معه.
وأفادت المنقوش وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، المنتهية ولايتها،: إن اجتماع وزراء الخارجية العرب ناقش سبل تطوير العمل العربي المشترك، وتوحيد الموقف العربي في مواجهة التحديات المشتركة.
وازضحت مؤتمر صحفي مشترك مع أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في ختام الاجتماع الوزاري العربي: "نأمل في انتهاج سبل الحوار، ونؤمن أن المصير المشترك يحتم علينا التعاون في مواجهة كافة التحديات.
وردا على سؤال حول أسباب عدم اعتذار ليبيا عن رئاسة مجلس الجامعة العربية، تحنباً لحدوث أزمة، ردت: "ما حدث ليس أزمة بل هو اختلاف في وجهات نظر، كان هناك وجهة نظر سياسية معينة ووجهة نظر أخرى، واستمرت الدورة برئاسة ليبيا.
وتابعت: "نحترم موقف السيد سامح شكري وزير الخارجية المصري، بمغادرة الاجتماع ولكن لا نتفق معه"، قائلة إن تمثليها للوفد الليبي في الاجتماع يتفق مع المواثيق الدولية وميثاق الجامعة العربية، والاتفاقات السياسية اللليبية التي أبرمت برعاية الأمم المتحدة، على حد قولها.
وأضافت "نتمنى أن نصل لحوار واتفاق حول هذه المسألة".
أما أحمد أبو الغيط في تعقيبه على الأمر فقد قال: إن الاجتماع الوزاري التشاوري ثم الرسمي طلب تكليف الأمانة العامة بإعداد ورقة قانونية، بالصلاحيات (المتعلقة بهذه المسألة)، وسوف نعد لطرحها على المندوبين الدائمين للدول الأعضاء بكل الرؤى المختلفة.
وبشأن أسباب استمرار الأزمة في ليبيا، قالت نجلاء المنقوش: إن ليبيا تمر بمرحلة انتقالية، والوضع السياسي في ليبيا فيه الكثير من التهويل من قبل الإعلام، كما ادعت أن حكومة الوحدة الوطنية هي حكومة شرعية وحاولت أن تكون توافقية، مشيرة إلى أن هذه الحكومة كانت تريد إجراء الانتخابات، ولكن لم يتم ذلك لأسباب، أمنية، موضحة أن الانتخابات سيتم إجرائها بعد استكمال القاعدة الدستورية.