كشف إيفان أوس، مستشار السياسة الخارجية في المعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، أن السبب الرئيسي في مهاجمة مصنع الطائرات المسيرة هو أن الطائرات البحرية المسيرة التي تستخدمها أوكرانيا تحمل مخاطر كبيرة لجميع السفن الروسية في البحر الأسود، وأصبحت هذه المخاطر حجة قوية للرئيس التركي أردوغان لإجبار روسيا على العودة إلى مبادرة حبوب البحر الأسود.
وأكد أوس في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه في الاجتماع بين أردوغان وبوتين، والمتوقع نهاية هذا الشهر، أن أردوغان خطط لوعد بوتين، مقابل عودة روسيا إلى مبادرة حبوب البحر الأسود، بأن أوكرانيا لن تهاجم السفن الروسية بالقرب من مينائها الرئيسي على البحر الأسود - نوفوروسيسك، مبيناً أن موسكو ليست قادرة على تدمير مصنع الطائرات المسيرة البحرية والمستودع حيث تم تخزين هذه الطائرات، فإن أوكرانيا ستستخدم هذه الطائرات في المستقبل القريب (قبل الاجتماع بين أردوغان وبوتين)، مما يساهم في إجبار بوتين لقبول اقتراح أردوغان إلى تنفيذ مبادرة حبوب البحر الأسود.
بينما كشف محمد أبو سبحة، الباحث في الشؤون التركية، انه بعد تزايد الهجمات الأوكرانية على الأراضي الروسية عبر الطائرات المسيرة الانتحارية ووصولها إلى موسكو مؤخراً، كان لا بد أن تنهي روسيا أو تقلص من حجم الخطر الذي تسببه الطائرات المسيرة الأوكرانية، والهجوم الروسي جاء أيضا بعد تهديد موسكو بالانتقام لتعرض الناقلة التجارية الروسية في البحر الأسود للاستهداف، لذلك زادت روسيا أولا من حجم الدفاعات حول العاصمة والمدن الحدودية مع أوكرانيا، ثم نفذت هجومها على مصنع "موتور سيتش" الذي يمد الطائرات المسيرة التركية بأهم مكوناتها وهو محرك الطائرة.
وأكد أبو سبحة في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه لا يستبعد أن الهجوم يحمل رسالة كذلك إلى تركيا التي سمحت بعودة قادة كتيبة آزوف الذين كان من المفترض بقائهم في تركيا لحين انتهاء الحرب.
وأضاف الباحث في الشؤون التركية، أن الطائرات المسيرة التركية تحدث فارقاً كبيراً في الحرب الروسية الأوكرانية لصالح كييف، كما سبق وفعلت لصالح أذربيجان في حربها مع أرمينيا، وكان من الضروري لموسكو القضاء على هذا التهديد، قبل أن تتزايد الخسائر.
وأشار أبو سبحة إلى أن مصنع الطائرات بيرقدار المسيرة في تركيا يعتبر مصنعاً خاصاً مملوكاً لصهر الرئيس رجب طيب أردوغان، وليس ملكاً للحكومة التركية، بالتالي موسكو تحركت بنوع من الأريحية لتقطع الطريق على وصول قطع غيار هامة من أوكرانيا لهذا المصنع، دون أن تخشى لوم الحكومة التركية لها.