أرتفاع أسعار المواشي في غزة يمنع المواطنين من شراءها
مع اقتراب عيد الأضحى تكتظ أسواق قطاع غزة بالأضاحي ولكن ارتفاع أسعارها يعيق المواطنين من شراءها، حيث لم يبع التجار سوى 55 % فقط من الأضاحي الموجودة في القطاع، والتجار أعادوا السبب لارتفاع الضرائب المفروضة.
غزة
anf
الثلاثاء, ٢٢ سبتمبر ٢٠١٥, ٠٩:٠٧
مع اقتراب عيد الأضحى تكتظ أسواق قطاع غزة بالأضاحي ولكن ارتفاع أسعارها يعيق المواطنين من شراءها، حيث لم يبع التجار سوى 55 % فقط من الأضاحي الموجودة في القطاع، والتجار أعادوا السبب لارتفاع الضرائب المفروضة.
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك والذي يصادف يوم الخميس المقبل، بدأت الأسواق في البلدان الإسلامية تكتظ بالعجول والمواشي والتي يشتريها المواطنون من أجل ذبحها “الأضاحي”، وفي قطاع غزة أيضاً اكتظت الأسواق بالأضاحي ولكن أسعارها المرتفعة يحول دون قدرة المواطنين على شراءها خصوصاً إن القطاع يعاني من عدم انتظام صرف رواتب الموظفين وقلة الإنتاج الصناعي والزراعي.
وفي العادة يكون عيد الأضحى الموسم المنتظر لجميع تجار المواشي في قطاع غزة الذين يستوردون الماشية من مناطق مختلفة بعضها في المناطق الواقعة تحت سيطرة الإسرائيليين، وبعض التجار يستوردونها من دول أوروبية، كون هذا العيد هو موسم بيع المواشي، لأن المواطنين يشترون المواشي ويضحون بها في العيد كما أن الجمعيات الخيرية تشتريها وتوزعها على الفقراء.
وحتى اللحظة وبحسب إحصائيات وزارة الزراعة قسمي دائرة المعابر والتسويق ودائرة الحجر والإنتاج الحيواني في قطاع غزة فإنه تم بيع ما نسبته 55 % فقط من مجموع الأضاحي المتواجدة بالسوق.
المواطن سعد مطر أشار أن أسعار الأضاحي مرتفعة هذا العام بالمقارنة مع الأعوام الماضية وقال “اعتدت أن أضحي كل عام رغم الظروف الاقتصادية الصعبة في القطاع ولكن هذه المرة أسعار الأضاحي مرتفعة لذلك لم أستطع شراءها
ونوّه أن غلاء الأسعار عالمي وتابع قائلاً “لكن لما تفرضه الحكومة في غزة من ضرائب لا نعرف من أين يأتون بها ويقرونها على المواطنين، ارتفعت الأسعار أكثر”.
تاجر المواشي أبو أيمن أبو كميل البالغ من العمر 62 عاماً أشار أنه يتاجر بالمواشي منذ أعوام وقال “إن هذا العام هو العام الأسوأ بين الأعوام السابقة .. حقاً إنه العام الأسوأ من بين الأعوام الـ 9 الماضية”،
وأشار أبو كميل إلى أنه لم يكن أحد يتوقع أن ترتفع أسعار الأضاحي بهذا الشكل مما دفع الكثير من المواطنين لعدم شراءها في هذا العيد، تاركين خلفهم فجوة كبيرة بتواجد الأضاحي بالأسواق بأعداد كبيرة وتابع قائلاً “هذا سيخلق خللاً كبيراً بعد انتهاء أيام العيد وذلك بتواجد أعداد كبيرة من الخراف ثقيلة الوزن لدى التجار دون أن يكون هناك آلية للتصريف”.
محمد الهنا هو من بين أكبر تجار المواشي في قطاع غزة، قال إن هذا الموسم هو سيئ جداً لكوننا اعتدنا كل عام بيع قرابة 3000 رأس عجول و5000 رأس أغنام في فترة عيد الأضحى ولكن هذا العام مخالف تمام للأعوام السابقة، وذلك لغلاء الأسعار وزيادة نسبة الضرائب المفروضة علينا.
وتفرض الضرائب على الماشية التي تستورد وتدخل إلى قطاع غزة، حيث كانت الضريبة تفرض سابقاً على الشاحنات، أما الآن فهي تفرض على عدد رؤوس الماشية التي تحملها كل شاحنة، إلى جانب فرض الضرائب على الأعلاف والأدوية ومستلزمات تربية المواشي الأمر الذي يزيد من تكاليف إنتاج اللحم وبالتالي ارتفاع أسعار الماشية.
وأشار الهنا أن أكثر من نصف العجول الموجودة لديه لم تباع حتى الآن على الرغم من أنه خفض أسعارها عن باقي التجار كونه مورّد الماشية إلى القطاع وقال “قمت بتخفيض سعر كيلو العجل من 25 شيقلا إلى 23 شيقلا وسعر كيلو الخراف من 35 شيقلا إلى 33 شيقلا، ولو لم تقم الحكومة بفرض الضرائب لكان سعر بيع كيلو العجل 21 شيقلا والخراف 28 شيقلا”.
وأكد الهنا أن الجمعيات التي اعتاد أن يبيعها في مثل هذه الأوقات قرابة 2000 رأس عجل لم تشتري حتى الآن سوى 500 رأس من العجول وقال “بقي لدي 1500 رأس من العجول ولا أستطيع التصرف بها، والمشكلة ستأتي بعد انقضاء العيد وعدم بيع تلك الكمية المتواجدة لدي”.
مدير دائرة المعابر والتسويق في وزارة الزراعة بغزة الدكتور تحسين السقا قال “إن هذا العام يشهد ارتفاعاً ملحوظاً بأسعار الأضاحي مما خلق فجوة كبيرة وسيخلف العيد من بعده آلاف الأعداد من الأضاحي ما سيخلق عبئاً على التجار لكونهم لن يستطيعوا التصرف بها.”
وأوضح السقا أن قطاع غزة يستهلك سنوياً 36 ألف رأس عجل منها 13 ألف لموسم عيد الأضحى وإن القطاع يستهلك شهرياً 2000 رأس، وذلك خلاف الخراف التي يحتاج المواطنين إلى 40 ألف للأضاحي في فترة العيد.
وأضاف السقا إن العديد من التجار أصبحوا يبيعون الأضاحي بسعر التكلفة عليهم كي لا يتعرضوا للخسارة.
وأشار أن الحكومة قامت بفرض العديد من الضرائب في الآونة الأخيرة حتى وصلوا لمرحلة لا يعرفون الضرائب المفروضة.
ومن جهة أخرى نفت وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني بغزة فرضها أي ضرائب على المواشي.