أكدت السلطات في مدينة ماريوبول الأوكرانية أن خطة إخراج المدنيين التي كان من المقرر تنفيذها اليوم السبت، تأجلت بعد انتهاك القوات الروسية التي تحاصر المدينة، وقف إطلاق نار متفق عليه.
وقال مجلس المدينة في بيان له إنه طلب من المواطنين العودة إلى الملاجئ وانتظار المزيد من المعلومات بخصوص الإجلاء.
وفي السياق ذاته، اتهم أولكسي أرستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني روسيا بأنها لا تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه في مناطق معينة، مما يفشل خطة مشتركة تسمح بإجلاء المدنيين من المدن الواقعة على جبهات القتال مثل ماريوبول.
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن هناك معلومات بأن السلطات الأوكرانية في ماريوبول لا تسمح بإجلاء المدنيين. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه لم يستخدم أي أوكراني الممرات الآمنة التي أنشئت قرب مدينتي ماريوبول وفولنوفاخا اليوم السبت، واتهمت "قوميين" أوكرانيين بمنع المدنيين من المغادرة.
وكانت القوات الروسية قد أعلنت في وقت سابق اليوم عن وقف لإطلاق النار في ماريوبول لإجلاء المدنيين من هذا المرفأ الاستراتيجي الواقع في شرق أوكرانيا، في اليوم العاشر من الغزو وغداة الصدمة التي أحدثها قصف أكبر محطة الطاقة نووية في أوروبا تقع في زابوريجيا.
وكان رئيس بلدية ماريوبول أعلن السبت أن القوات الروسية تحاصر المدينة وتشن "هجمات بلا رحمة" عليها. وكتب فاديم بويتشينكو على تطبيق تليغرام: "منذ خمسة أيام تتعرض مدينتنا وأسرتنا التي تتألف من نصف مليون شخص لهجمات بلا رحمة"، داعياً إلى "مواصلة المقاومة". وأضاف: "نبحث عن حلول للمشاكل الإنسانية وجميع السبل الممكنة لإخراج ماريوبول من الحصار"، مؤكداً أن "أولويتنا هي وقف إطلاق النار حتى نتمكن من إعادة البنية التحتية الحيوية وإقامة ممر إنساني لجلب الغذاء والدواء إلى المدينة".
ويشار إلى أن وفد روسي وأوكراني كان اتفق أول أمس الخميس خلال مفاوضات في بيلاروسيا على إقامة ممرات إنسانية في المناطق التي تشهد معارك شديدة في أوكرانيا. ورغم ذلك، تبادل الطرفان الاتهامات أمس الجمعة بعرقلة ممرات هروب المدنيين.
وستشكل سيطرة موسكو على مدينة ماريوبول التي يبلغ عدد سكانها 450 ألف نسمة والواقعة على بحر آزوف، نقطة تحول مهمة في الحرب، حيث أنها ستسمح بربط القوات الروسية القادمة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، بعد استيلائها على مرفأين رئيسيين في بيرديانسك وخيرسون، من جهة والقوات الانفصالية والروسية في دونباس من جهة أخرى.
مصدر الصورة: موقع الأمم المتحدة