مصر وجهة المفوضة الأوروبية لبحث سبل مواجهة الأزمة الغذائية وسط تحذير أممي من أزمة طاحنة

تزور المفوضة الأوروبية أورسولا فون دير لاين مصر الأسبوع القادم لبحث سبل مواجهة الأزمة الغذائية التي تعصف بالعالم، وبحث سبل الدعم الغذائي في المنطقة.

في الوقت الذي تلوح فيه أزمة غذاء عالمية أدت بالامم المتحدة إلى دق ناقوس الخطر، وسط تحركات دولية مختلفة لمواجهة الأزمة المحققة والتي جاءت في شق منها تأثرًا بالحرب الأوكرانية، أعلنت المفوضة الأوروبية أوسولا فون دير لاين عن زيارة مرتقبة لها إلى مصر الأسبوع القادم للقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وبحث ملف الغذاء معه في ضوء الأزمة التي تلوح في الأفق وتهدد الإقليم والقارة الإفريقية.

وأوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية خلال مشاركتها بجلسة عامة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، أمس الأربعاء، أن الزيارة إلى مصر في إطار الجهود الأوروبية لتجنب أزمة غذاء في المنطقة تلوح في الأفق، وأنها ستناقش مع الرئيس عبد الفتاح السيسي كيف يمكن الدعم بشأن الأمن الغذائي في المنطقة.

وأضافت، "على عكس ما كان عليه الأمر قبل خمسين عاما تعتمد إفريقيا اليوم بشدة على واردات الغذاء، وهذا يجعلها عرضة للخطر".

وأكدت أهمية المساعدات الإنسانية للقارة السمراء في الوقت الراهن، لافتة في الوقت نفسه إلى أنه يجب ألا نجلب الغذاء إلى البلدان الإفريقية على المدى المتوسط، بل التكنولوجيا اللازمة لإنتاجه محليًا.

يأتي هذا فيما دق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ناقوس الخطر مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية لتقترب من مستويات قياسية، وارتفاع أسعار الأسمدة بأكثر من الضعف، وقال إن تأثير الحرب الأوكرانية على الأمن الغذائي والطاقة والتمويل ممنهج وخطير ويتسارع.

وقال جوتيريش في لقاء مع الصحفيين في: "على أرض الواقع، هناك طريقة واحدة فقط لوقف سُحب العاصفة التي تتكدس في الأفق: يجب إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا. يجب وقف الموت والدمار".

وأوضح: "تدور أزمة الغذاء هذا العام حول عدم القدرة على الوصول. قد تدور في العام المقبل (أزمة) حول نقص في الطعام".

وأضاف أنه بدون الأسمدة، سيمس النقص جميع المحاصيل الأساسية بما فيها الذرة والقمح والأرز، ما سيؤثر بشكل مدمر على مليارات الأشخاص في آسيا وأميركا الجنوبية أيضا.

غالبا ما تكون النساء والفتيات آخر من يأكل، وأول من يفوت وجبات الطعام مع انتشار نقص الغذاء. كما حذر من أن ارتفاع أسعار الطاقة القياسية يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود في جميع أنحاء العالم، وخاصة في أفريقيا.

يأتي هذا الإنذار مع إطلاق الموجز الثاني من مجموعة الاستجابة للأزمة العالمية بشأن الغذاء والطاقة والتمويل. حيث تحث المجموعة على الاستقرار في أسواق الغذاء والطاقة العالمية من أجل كسر الحلقة المفرغة لارتفاع الأسعار في جميع أنحاء العالم.

ويقدّر برنامج الأغذية العالمي أن الآثار المتتالية للحرب يمكن أن تزيد عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد بمقدار 47 مليون شخص في عام 2022.

وقال غوتيريش إنه بعد ثلاثة أشهر على الغزو الروسي لأوكرانيا، "نواجه واقعا جديدا" مشيرا إلى أن الحرب تضخم عواقب العديد من الأزمات الأخرى التي يواجهها العالم: المناخ، فيروس كوفيد-19، التفاوتات العالمية الشديدة في الموارد المتاحة للتعافي من الجائحة.

ويرى جوتيريش ألا طريقة أخرى لوقف تلك العاصفة سوى إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا، داعيا إلى إيجاد حل سياسي يتماشى مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وقال: "لقد طلبت من ريبيكا غرينسبان (الأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية) ووكيلي للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيثس، التنسيق بين مجموعتيْ عمل للمساعدة في إيجاد صفقة شاملة تسمح بتصدير آمن ومضمون للأغذية المنتجة في أوكرانيا عبر البحر الأسود، والوصول دون عوائق إلى الأسواق العالمية للغذاء والسماد الروسي."

وشدد على أن هذه الصفقة ضرورية لمئات الملايين من الناس في البلدان النامية، بما في ذلك في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

 يأتي ذلك أيضا في وقت تسعى مصر إلى إنشاء عدة مشروعات للتنمية الزراعية أبرزها المشروع العملاق للإنتاج الزراعي "الدلتا الجديدة"، والذى يهدف إلى زيادة الرقعة الزراعية فى مصر على امتداد محور الضبعة، والذي المشروع فى نطاقه عدة مشروعات محورية للتنمية الزراعية من ضمنها مشروع "مستقبل مصر".