اجرت وكالة فرات للأنباء ANF لقاءً مع الكاتب والباحث المصري المتخصص بالشؤون الكردية التركية محسن عوض الله حيث استهل حديثه: "تسعى دولة الاحتلال التركي والتي تتماشى مع السياسة التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي اتجاه المقاومة الفلسطينية سواء كانت ماركسية او علمانية فجمعيهم بالنسبة لإسرائيل حلقات إرهابية بمجرد الوقوف بوجه الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني. ونفس الامر الذي تعتمد عليه سياسة حزب العدالة والتنمية اتجاه حزب العمال الكردستاني الذي يدافع عن الحقوق الكردية بوجه الظلم والاضطهاد والأنظمة الحاكمة، بالتالي ان المقاومة والدفاع المشروع الذين يقوم بهما حزب العمال الكردستاني، يعتبران حسب منظور الدولة التركية، اعتداء وارهاب. حزب العمال الكردستاني حلقة شعبية مقاومة ولا يمكن وصفه بحركة ارهابية. فهو يقف بوجه الأعداء ويدافع عن الحق الكردي بشتى الوسائل"
وأشار محسن في حديثه الى الحرب التي تسيرها تركيا ضد حزب العمال الكردستاني على مدار السنوات الماضية وقال: "هذه الصراعات لم تتوقف بين الاحتلال التركي والمقاومة الكردية. بالتالي لا بد ان ينتصر الحق الذي يمثل جميع حقوق الشعوب المضطهدة. الدولة التركية ومن خلال تنفيذ عمليات عسكرية واغتيالات تستهدف القادة العسكريين لوقف هذه المقاومة. ولكن يجب على الدولة التركية ان تدرك انها لن تستطيع القضاء على حركة حزب العمال الكردستاني الذي ينطلق من واقع ومنطق حق وفكر ايديولوجي يمثل كافة الشعوب. وهذا اجمل ما في حزب العمال الكردستاني حيث انه فكر أيديولوجي قبل ان يكون سلاحاً. وننظر الى السيد عبد الله اوجلان المعتقل منذ اكثر من 22 عاماً وحتى الان، ان فكره ما يزال قائماً. وفيما يظن حزب العدالة والتنمية بأنه قادر على انهاء المقاومة الكردية ولا يدرك أن الكرد سيبقون وتنتهي تركيا ويبقى الحق الكردي ولا يمكن كسره او اقصاءه"
وأشار محسن في حديثه الى تصريحات وزير الداخلية التركي سليمان صويلو التي أتت في القرن الواحد العشرين قائلاً: "بأنها تنطلق من الميثاق الملّي الذي يعتبر مناطق كثيرة من سوريا والعراق جزء من الدولة التركية، وبالتالي لا جديد، فتركيا تخطط والجميع يعلم أنها تسعى لضم الموصل التي يعتبرها جزء من الميثاق الملّي. العرب يدركون المخططات التركية وهذا ما تدركانه سوريا والعراق ايضاً بأن حزب العدالة والتنمية تسعى الى اغتصاب ارضهم"
وتابع محسن حديثه حول الهجمات التي تشنها الدولة التركية على شمال وشرق سوريا بالتزامن مع هجماتها على جنوب كردستان مضيفاً: "يعد هذا جزء من الجهد الذي تبذله تركيا لإسقاط منظومة المقاومة الكردية التي تمثلها الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وبالإضافة الى حزب العمال الكردستاني. فالمنهجية التي يتبعها الطرفان هي فلسفة القائد عبد الله اوجلان وفكر اخوة الشعوب والامة الديمقراطية. فالنظام التركي لا يسعى الى الديمقراطية ولا يؤمن بفكر الامة الديمقراطية ولا يؤمن بأن هناك شعوب سوى الشعب التركي، وبالتالي هو يتحرك من منظور عنصري قاتل مقيت. ويعتمد في منظوره على الزعماء الكرد الخونة"
وفي ختام حديثه اكد الكاتب والباحث المختص بالشؤون الكردية التركية محسن عوض الله ان: "العمليات العسكرية ترتبط بالانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه الدولة التركية. فالرئيس التركي اردوغان يهرب من الازمات الداخلية بتصدير فكر الحرب وهذه هي السياسة التي تنتهجها الأنظمة المستبدة حيث تخلق اعداء لتلهي الشعب وتبعده عن جوهر الحقيقة. لا اعتقد أن النظام التركي قادر على النجاح في أي عملية فاشية ضد مقاومة حزب العمال الكردستاني. وهنا يجب دعم منجز الإدارة الذاتية في وجه المحاولات التركي للإطاحة بها. وعلى الكرد ان يعوا بأن الاتراك لن يدعوهم وشأنهم ولو صعدوا الى المريخ لصعد التركي ورائهم. يجب على الشعوب ان تتكاتف حول هذه الادارة الديمقراطية للوقوف في وجه هجمات الاحتلال التركي"