جولة مفاوضات جديدة بين الروس والأوكران على وقع استمرار المعارك

في ظل استمرار المعارك في عدد من المدن الأوكرانية والتداعيات الدولية لتخفيض التصعيد، تنطلق اليوم الاثنين الجولة الرابعة من المحادثات بين الجانبين الأوكراني والروسي عبر الفيديو.

أعلن أنطون جيراتشينكو مستشار وزير الداخلية الأوكراني اليوم الاثنين أن جولة مفاوضات جديدة انطلقت بين الجانبين الأوكراني والروسي، تزامناً مع استمرار المعارك ومواصلة الدول الأوروبية تداعياتها لتخفيض التصعيد.

في حين أكد ميخائيليو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، وأحد المفاوضين الأوكران أن المحادثات مع الروس ستكون صعبة، مشددا على أن موقف بلاده لم يتغير.

كما أوضح أن المفاوضين سيناقشون اليوم وقف إطلاق النار الشامل، وانسحاب القوات الروسية، فضلا عن الضمانات الأمنية..

وكان دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أوضح مساء أمس أيضا أن المفاوضات بين موسكو وكييف ستستأنف اليوم.

بدوره، أكد بودولياك أن الجولة الجديدة ستجري اليوم عبر الفيديو. وكتب على حسابه على تويتر "تعقد جولة محادثات الاثنين لعرض خلاصة النتائج الأولية".

تأتي تلك الجولة وسط أجواء من التفاؤل الروسي الحذر، لاسيما بعد أن أكد مندوب روسيا إلى المحادثات، ليونيد سلوتسكي، في تصريحات أمس أن هناك تقدما جوهرياً، معتبرا أنه بات "من الممكن الوصول إلى موقف مشترك بين الوفدين قريباً".

فيما يعول الجانب الأوكراني "الحذر" على تغيير ما في الموقف الروسي من العملية العسكرية وأهدافها على أراضي الجارة الغربية.

كما يطالب الرئيس الأوكراني فولدومير زيلنسكي بترتيب المفاوضين لقاء مباشرا بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وهو ما لم يرفضه الكرملين بشكل قاطع، بل طلب بتحديد الأطر والأهداف لمثل هكذا اجتماع إن حصل.

وكان بوتين تحدث قبل 3 أيام عن "تقدم ما" حصل خلال تلك المحادثات التي أطلقت بجولتها الأولى أواخر الشهر الماضي (فبراير 2022)، دون أن يحدد ماهية أو حدود هذا التقدم.

يذكر أن ثلاث جلسات من المحادثات كانت عقدت سابقا على مستوى الوفود، الأولى على الحدود الأوكرانية البيلاروسية والجلستين التاليتين على الحدود البولندية البيلاروسية.

وأفضت تلك الجولات حتى الساعة إلى وقف إطلاق مؤقت للنار في عدة مدن كبرى من ضمنها كييف، بغية إجلاء المدنيين العالقين، إلا أن تلك الهدنة المتقطعة شهدت انتهاكات عدة، فيما تقاذف الطرفان تحميل المسؤوليات.

لكن كييف ودول الغرب الداعمة لها تعول على أن تفضي جولات الحوار هذا إلى هدنة دائمة، توصل لاحقا إلى حل يرسي السلام بين الطرفين.

علما أن الكرملين شدد أكثر من مرة أنه لن يتراجع عن تحقيق أهداف العملية العسكرية التي أطلقها في 24 فبراير، والمتمثلة بتجريد كييف من سلاحها النوعي، الذي تعتبره موسكو مهددا لأمنها، ووقف توسع حلف الناتو في الشرق الأوروبي، فضلا عن وقف المساعي الأوكرانية للانضمام إليه أيضا، ما يدفع بالعديد من المراقبين إلى عدم التأمل بالتوصل سريعا إلى توافق بين البلدين.!