حي تل الزيتون في غزة تتميز أزقتها برونق مفعم بالحياة
في إحدى أحياء غزة التي تعرضت للدمار في حرب تموز 2014، حول الأهالي، الحي إلى لوحة فنية إبداعية تحمل معها الأمل وحب العمل الجماعي وحب الأرض، عبر تلوين جدران المنازل بألوان زاهية مفعمة بالحياة.
في إحدى أحياء غزة التي تعرضت للدمار في حرب تموز 2014، حول الأهالي، الحي إلى لوحة فنية إبداعية تحمل معها الأمل وحب العمل الجماعي وحب الأرض، عبر تلوين جدران المنازل بألوان زاهية مفعمة بالحياة.
في إحدى أحياء غزة التي تعرضت للدمار في حرب تموز 2014، حول الأهالي، الحي إلى لوحة فنية إبداعية تحمل معها الأمل وحب العمل الجماعي وحب الأرض، عبر تلوين جدران المنازل بألوان زاهية مفعمة بالحياة.
حي تل الزيتون في قطاع غزة الذي تتميز المنازل فيه ببساطتها وأسطحها المسقوفة بـ الزينقوا والاسبست –وهي صفائح حديدية- وأزقته الضيقة، تعرض لدمار هائل خلال الهجمات الإسرائيلية على القطاع في تموز 2014، وسقط الآلاف من أبناءه بين فقيد وجريح، ولكن أبناء الحي تحدوا الواقع المرير الذي عاشوه وحولوا الحزن كلياً إلى فرحة وأشكال تحمل بجوهرها التفاؤل، وإلى صورة إيجابية مليئة بالحب والإخلاص لتراب البلاد وكرسالة للإسرائيليين بأنهم ثابتون على أرضهم رغم الحصار والدمار الذي يشهده القطاع.
أبناء هذا الحي الذي يطلق عليه الآن اسم الحي الملون أو “باب الحارة”، فكروا بإعادة إعماره مع بداية عام 2015، فكان المواطن محمد الصعيدي الملقب بـ “أبو عبد الله” البالغ من العمر 58 سنة السباق في إعادة الإعمار، ولكن بطريقة جديدة تنسي أبناءه همومه وتجعل من الحي المدمر حيّاً مفعماً بالحياة.
وجمع الصعيدي الأخشاب التالفة والأوعية البلاستيكية، ونظفها ولونها بألوان مختلفة بيديه كونه يعمل في مهنة الدهان، واستخدمها في بناء منزله من الداخل والخارج، واستخرج منها ديكورات منزلية تلفت انتباه المار بالقرب من الدار والداخل إليه، وزرع نباتات الزينة في أصص صنعها بيديه أيضاً، حيث استغرق الصعيدي في عمله هذا مدة 3 أشهر.
وبعد ذلك تبنى 4 أشخاص من أبناء الحي، فكرة تزيين الحي، وبدأ بعد ذلك أهالي الحي بتقسيم العمل فيما بينهم، كل واحدٍ منهم بحسب خبرته ومجاله في العمل، وبدأوا بتزيين منازل الحي الواحد تلو الآخر وبعمل جماعي.
وحاول أهالي الحي الاستعجال في بناء الحي وتزيينه قبل حلول شهر رمضان في شهر حزيران/يونيو من العام الجاري، حتى يستقبلوا الشهر بلون ورونق جديد مختلف عن الأعوام السابقة وخصوصاً أنهم استقبلوا شهر رمضان في عام 2014 بلون الدم.
وعبر جهود شخصية قدم فيها كل فرد من أفراد الحي شيئاً لاستكمال إعادة الإعمار، أعادوا إعمار حيّهم من جديد وبطريقة جميلة.
وعن الفكرة التي بدأها، تحدث المواطن محمد الصعيدي لوكالة ألانباء وقال إن السبب في تزيينه منزله ومن ثم العمل لتزيين منازل بقية أبناء الحي هو بعث السرور في نفس الأطفال وخاصة إن أطفال الحي تعرضوا للقصف ودمرت منازلهم وفقدوا العديد من أهلهم وجيرانهم لحياتهم.
وأشار الصعيدي إلى أن أهالي الحي اتفقوا على أن يجعلوا من أحجار الدمار أحواضاً للزهور كي يعكسوا للعالم مدى تعلقهم بالطبيعة وتعلقهم بأرضهم.
ونوه الصعيدي في نهاية حديثه أنهم حاولوا عبر تلوين جدران المنازل وزراعة محيطها بنباتات الزينة، دفع أبناء الأحياء المجاورة في القطاع لتزيين أحيائهم، وقال “بالفعل طلب أبناء أحياء عديدة إن نلون لهم أحيائهم واستعدوا إن يعملوا سوياً”.