, حرس الحدود الإسرائيلي ينفذ هجوماً هو الأعنف للمسجد الأقصى,
قال مسؤولون في فلسطين إن التصعيد الإسرائيلي تجاه القدس واقتحام الأقصى والتشجيع والحماية الذي تقدمه للمستوطنين هي “رسالة حرب وتحد آخر يضاف إلى سجل تحدياتها كدولة فوق قانون المجتمع الدولي”.
قال مسؤولون في فلسطين إن التصعيد الإسرائيلي تجاه القدس واقتحام الأقصى والتشجيع والحماية الذي تقدمه للمستوطنين هي “رسالة حرب وتحد آخر يضاف إلى سجل تحدياتها كدولة فوق قانون المجتمع الدولي”.
قال مسؤولون في فلسطين إن التصعيد الإسرائيلي تجاه القدس واقتحام الأقصى والتشجيع والحماية الذي تقدمه للمستوطنين هي “رسالة حرب وتحد آخر يضاف إلى سجل تحدياتها كدولة فوق قانون المجتمع الدولي”.
وتستمر الاقتحامات منذ يومين من قبل قوات من حرس الحدود الإسرائيلي والشرطة لباحات المسجد الأقصى، وأغلقت أبواب المسجد، ومنعت المصلين من الوصول إلى الحرم القدسي، فيما حاصرت المرابطين وقامت بإطلاق الرصاص الحي في حرم الأقصى، وأطلقت الغاز المسيل للدموع بغية إخراج المرابطين منه، وأصيب نتيجة الاقتحام العديد من المرابطين والمصلين الذين كانوا يتواجدون في المسجد أثناء عملية الاقتحام.
وتأتي الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى بمناسبة “رأس السنة العبرية”، علماً بأنه حصلت مواجهات عنيفة أمس امتدت لثلاث ساعات متواصلة أدت إلى إصابة العشرات من الشبان والنساء.
وأفاد الناطق باسم حركة فتح بالضفة الغربية أحمد عبد الرحمن لوكالة ألانباء أن قوات كبيرة من الوحدات الخاصة التابعة للقوات الإسرائيلية اقتحمت المسجد الأقصى بصورة مفاجئة وقامت مباشرة باقتحام المصلى القبلي – أحد مساجد الأقصى- ونفذوا اعتقالات بين صفوف الشبان المتواجدين وأصيب مسن بعينه، ووصفت حالته بالخطيرة، وتم نقله مباشرة إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وأفاد المواطن وليم دراغمة من سكان القدس لوكالة ألانباء أن قوات كبيرة من الشرطة اقتحمت الأقصى، لإخلائه من المعتكفين فيه وتأمين اقتحامات المستوطنين، بمناسبة ما يسمى “رأس السنة العبرية”، ما أدى لاندلاع مواجهات داخل باحات المسجد، وصلت حتى المصلى القبلي الذي أمطرته قوات الاحتلال بالغاز والرصاص المطاطي.
وأضاف أن شابين أصيبا جراء استخدام قوات الاحتلال للرصاص المطاطي وغاز الفلفل، في حين اعتدى عناصر الشرطة بالضرب على مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني. وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية أبعدت كافة حراس الأقصى إلى باب السلسلة، ومنعت الرجال والنساء من دخول المسجد، مبيناً أن مواجهات اندلعت في باب حطة تزامناً مع المواجهات داخل الأقصى.
وبدوره دعا الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في حديث لوكالات أنباء “العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي إلى ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف محاولاتها المستمرة لتهويد المسجد الأقصى”.
وقال أبو ردينة “يجب أن يكون معروفاً لدى إسرائيل والولايات المتحدة التي تدعمها بشكل غير معقول، إن الحرم القدسي والمقدسات خطوط حمراء عربية وإسلامية ومسيحية لا يمكن التساهل بشأنها”.
وحمل أبوردينة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذه الاقتحامات والإجراءات التصعيدية الخطيرة، موضحاً أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أجرى اتصالات خلال الأسبوع الماضي مع الجانب الأردني والمغربي ومنظمة التعاون الإسلامية لمواجهة هجمة التهويد التي يتعرض لها المسجد الأقصى.
وأضاف الناطق أن انعكاسات هذه التصرفات الخطيرة لن تكون على الساحة الفلسطينية فحسب بل في العربية والإسلامية والدولية، مؤكداً أن الرئاسة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الحملة الإسرائيلية.
من جهتها دعت حركة فتح في القدس، يوم الأحد جماهير الشعب في أراضي 48، وفي الضفة الغربية، إلى “النّفير العام إلى القدس والمسجد الأقصى المبارك، من أجل الدفاع عن مسرى نبينا في وجه الاحتلال الإسرائيلي الذي يستبيحه ويعتدي على المصلين والمرابطين والمرابطات منذ الصباح”.
وأكد الناطق باسم الحركة في مدينة القدس رأفت عليان لوكالة ألانباء، إلى ضرورة مضاعفة الجهدين العربي والإسلامي للدفاع عن المسجد الأقصى من عمليات التهويد، لأن المرحلة التي يمر بها المسجد الأقصى خطيرة جداً، وإن مخططات الاحتلال الإسرائيلي وكيده أصبحت واضحة المعالم وإن الاعتداءات المتكررة عليه باتت تفرض علينا واجب النفير العام إليه والدفاع عنه أمام هذه الغطرسة الإسرائيلية الباطلة.
وحذر عليان من أن هذه الانتهاكات في غاية الخطورة، وتثير مشاعر المسلمين في العالم كله، داعياً الأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع، إلى التدخل الفوري والسريع واتخاذ كافة السبل من أجل حماية المسجد الأقصى والمقدسات الفلسطينية.
وأكد ضرورة أن تبقى قضية القدس هي الأبرز والأكثر مركزية في مشهد النضال الفلسطيني والصراع مع “الاحتلال”، وقال “ليس هناك قضية يمكن أن تتقدم على هذه القضية، فالقدس هي الأساس ليس فقط على صعيد الشعارات وإنما على مستوى العمل على الأرض. وإن هذه الجرائم الإسرائيلية، بحق الأقصى والقدس، لن تمر على أبناء شعبنا، الذي سيتصدى لهذه الجرائم مهما كلف ذلك من ثمن.
ومن جهتها دعت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني لجنة القدس ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى عقد جلسة خاصة وتحمل مسؤولياتها تجاه الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى وخطة حكومة “الاحتلال” للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.
وقال الأمين العام للجبهة الشعبية في فلسطين عبد الرحيم ملوح لوكالة أنباء هاوار إن حكومة نتنياهو تصعد من إجراءاتها العدوانية وتضرب بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية والإنسانية، وتعطي الضوء الأخضر “لعصابات الإرهاب” وبحماية من جيش الاحتلال بعمليات الاقتحام اليومي والمستمر للمسجد الأقصى، في ظل صمت عربي ودولي.
واعتبر عملية اقتحام وزير الزراعة الإسرائيلي “أوري ارئيل” للمسجد الأقصى تأكيداً إسرائيلياً على تطبيق سياسة الأمر الواقع وتهويد المدينة التي تقوم بها حكومة الاحتلال.
وتابع ملوح “إن حكومة الاحتلال تمرر مخططاتها بتهويد ممنهج يهدد مستقبل المدينة والأقصى المبارك لبسط سيطرتها عليه بالتقسيم الزماني والمكاني”.
وأضاف إن ما تقوم به حكومة “الاحتلال” من تصعيد وحشي تجاه مدينة القدس، والتشجيع والمساندة والدعم والحماية التي تقدمها للمستوطنين “المتطرفين”، هي رسالة حرب وتحد آخر يضاف إلى سجل تحدياتها كدولة فوق القانون للمجتمع الدولي، لتؤكد الطابع “العنصري والفاشي لدولة الاحتلال”، ضمن رسالة مفتوحة للعالم أجمع على “إرهاب الدولة المنظم” الذي يمارس على مرأى ومسمع العالم تجاه المدنيين.
وأكد بشدة أن القدس هي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية وهي جزء لا يتجزأ من الأراضي المحتلة عام 67 وأن كل إجراءات “الاحتلال” فيها باطلة وغير قانونية ولن تضفي أي شرعية على محاولات “تهويدها”.
وطالب المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان ومنظمة اليونسكو بالتحرك الفوري لوقف هذه الاعتداءات المتكررة بحق الأماكن المقدسة ودور العبادة، ونقل صورة “الأوضاع وجرائم حكومة الاحتلال للعالم أجمع”.