أبو الغيط: العالم يعيش حالة خطيرة ومتسارعة والمنطقة ليست بعيدة عما يجري
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن العالم يعيش أحداثا خطيرة ومتسارعة، وإن المنطقة العربية ليست بعيدة عن تلك الأحداث.
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن العالم يعيش أحداثا خطيرة ومتسارعة، وإن المنطقة العربية ليست بعيدة عن تلك الأحداث.
انطلقت في مقر جامعة الدول العربية أعمال الدورة الـ 158 لمجلس جامعة الدول العربية، برئاسة وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش.
وقال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في كلمته أمام المجلس الوزاري: إن العالم يعيش حالة خطيرة، نلمسها جميعاً، من تلاحق الأزمات وتداخلها وتسارع وتيرتها، وما من دولة إلا وتجد نفسها اليوم في خضم هذه الأزمات بصورة أو بأخرى، مضطرة للتعامل مع تبعاتها والتجاوب مع مجرياتها.
وأضاف "عالمنا العربي ليس ببعيد عن هذه الأزمات ومخاطرها. وليست دولنا العربية بمنأى عن ارتدادات شديدة نشأت بالأساس عن الحرب في أوكرانيا، وقبلها أزمة كورونا وما خلّفته من تباطؤ اقتصادي واضطراب في الأسواق وسلاسل التوريد على صعيد عالمي"
وأوضح: لقد كشفت هذه الأزمات، من بين ما كشفت، عن ترابط القضايا والمشكلات في سلسلة متصلة، فالطاقة والأمن الغذائي والتغير المناخي على سبيل المثال، جميعها قضايا مترابطة لا انفصال بينها. وهي قضايا ترتبط بالأمن العالمي، وبالعلاقات بين القوى الكبرى، صراعاً أو اتفاقاً.
ولفت إلى أننا "في المنطقة العربية ننظر إلى ما يجري على الساحة الدولية من تغيرات وتطورات من زاوية رئيسية، هي المصالح العربية، كيف نصونها ونعززها ونُدافع عنها. ومن هذا المنطلق، ووفق تلك الرؤية، جاءت مواقفنا الجماعية من الحرب في أوكرانيا، وأعتبر أن تحركنا الجماعي تجاه هذه الأزمة الدولية الخطيرة، بما في ذلك الزيارة التي قامت بها المجموعة الوزارية لطرفي الأزمة، فضلاً عن استقبال ممثلين على أعلى مستوى لكلا الطرفين هنا بالأمانة العامة للجامعة للاستماع إلى وجهات نظريهما"
وأشار إلى أنه يعتبر أن هذا التحرك دلالة مهمة على عمق التنسيق العربي تجاه واحد من أخطر التحديات على الصعيد الدولي، وإشارة إلى الحاجة الماسة للاستمرار في مثل هذا التنسيق في المرحلة القادمة.
وأردف: إن دولنا العربية تُعاني، ولا شك، جراء تلك الأزمة وربما كان التراجع في أوضاع الأمن الغذائي هو أخطر ما تتعرض له المنطقة من آثار وتبعات وللأمن الغذائي، كما هو معروف، علاقة واضحة بمعدلات الفقر التي تصاعدت على صعيد عالمي وفي المنطقة العربية للأسف كما أن تأمين مصادر الغذاء يُعد جزءً لا يتجزأ من الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل.
ولفت إلى أن القرار المعروض على وزراء الخارجية يسعى إلى بلورة استراتيجية للأمن الغذائي العربي، لافتا إلى أن هذا الملف الهام سوف يحتل موقعاً متقدماً على أجندة العمل العربي المشترك في السنوات القادمة، وأنه لا يتعلق فقط بالأزمة الحالية، وإنما ينصب أساساً على معالجة الفجوة الغذائية العربية برؤية مستقبلية تأخذ في الاعتبار جوانب الأمن القومي، والأمن المائي، والفرص الاقتصادية والتغير المناخي. وغيرها من الموضوعات المتصلة بإنتاج الغذاء على نحو مباشر أو غير مباشر.
سوريا.. جمودا متزايدا في ظل الاستقطاب الدولي
وشدد على ضرورة ألا تطغى الأزمات العالمية على الأزمات المشتعلة في الإقليم، والتي ما زالت بعيدة عن الحل السياسي، لافتا إلى الحالة السورية حيث ما زال الوضع يُعاني جموداً متزايداً على خلفية تصاعد الاستقطاب الدولي، مع هشاشة الوضع الأمني وتردٍ خطير في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في كافة أنحاء البلاد.
اليمن.. الهوة بين الأطراف لا تزال شاسعة والتدخل الأجنبي يعززها
وبشأن الوضع في اليمن، قال: إنه وبرغم ما تمنحه الهدنة من فرصة حقيقية للعمل على التوصل إلى حل سياسي شامل، فإن الهوة بين مواقف الأطراف لا زالت شاسعة، والتدخل الخارجي يُزيد من تصلب المواقف ويُسهم في إطالة أمد هذا الصراع الذي يدفع ثمنه الشعب اليمني.
ليبيا.. ابتعاد عن منطق التسوية
وحول الوضع في ليبيا قال: في ليبيا نرصد ابتعاداً أكثر عن منطق التسوية والحلول الوسط، ومزيداً من الانقسام بين الأطراف على نحو بات يُهدد باشتعال الصراع كما تابعنا جميعاً مؤخراً.
وأضاف "في كافة هذه الأزمات يظل الحل السياسي الخيار الوحيد الممكن لتحقيق الاستقرار، وإنهاء المعاناة الهائلة للشعوب ووقف نزيف الدم والخسائر الذي تكبدتها الدول عبر السنوات الماضية".
العراق.. مخاطر تهدد باستمرار الأزمة
وفيما يخص التطورات الحاصلة في العراق، قال: يتابع الرأي العام العربي ما يجري في هذا البلد المهم بقلقٍ بالغ. لقد وُئدت خلال الأيام الماضية فتنةٌ كادت أن تلقي بالبلاد في أتون المزيد من الصراع والعنف. ونحمد الله أن لغة العقل تغلبت قبل فوات الأوان. غير أننا نرصد جميعاً مخاطر استمرار الأزمة السياسية.
وطالب كافة القوى السياسية والمكونات في العراق باللجوء للحوار السياسي سبيلاً وحيداً لمعالجة الخلافات، والابتعاد عن العنف أو التهديد به والإبقاء على مشاكل العراق في داخل العراق. لقد عانى الشعب العراقي كثيراً، وهو يتطلع بكل أطيافه إلى الاستقرار السياسي والأمان الاقتصادي، ويسعى لأن ينأى ببلده عن الاستقطاب الإقليمي.
تطلعات إلى قمة الجزائر في نوفمبر
وشدد على أن العالم العربي، على ما يعانيه من أزمات وبرغم ما يواجهه من تحديات، لا زال قادراً على الاستجابة للتحديات، ككتلة إقليمية صلبة ومتراصة، متطلعا إلى القمة القادمة في الجزائر في نوفمبر القادم وداعيا أن تكون محطة مهمة في تاريخ العمل العربي المشترك وأن تكون سبباً للالتئام والوحدة وتعبيراً أصيلاً عن الرأي العام في بلادنا الذي يرغب في رؤية زعمائه وقد اجتمع شملهم وتوحدت كلمتهم.
وأضاف "لأجل هذا الهدف السامي، يتحتم علينا معالجة أي خلاف، واحتواء أي مشكلة واضعين نصب أعيننا على الدوام المصلحة العربية العليا، حريصين كل الحرص على متانة الرابطة التي تجمعنا".