نظمت أكاديمية السياسة والفكر الديمقراطي ومنظمة التنمية والتطوير، مساء اليوم، عبر تقنية الزوم ملتقى حواري بعنوان "الشمالين السوري والعراقي تحت نيران العدوان التركي".
وتضمن الملتقى الذي شارك فيه نخبة من الباحثين والكتاب العرب محاور عديدة (ما علاقة تفجير إسطنبول بالقصف على الشمال السوري؟ إلى ماذا تهدف تركيا من قصفها هذا؟ ما تداعيات الغزو التركي؟ واقع الإرهاب في ظل الغزو التركي؟ ما المطلوب شعبياً ودولياً لردع الهجمات التركية؟".
استغلال انفجار إسطنبول
وخلال الملتقى، تحدث رئيس حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا، فراس قصاص عن استغلال الاحتلال التركي لتفجير إسطنبول، قائلاً: "بشكل طبيعي ومتوقع من أردوغان وحكومة العدالة والتنمية أن تقلب أي فرصة أو مناسبة حتى تحاول أن تخرب أي اجتماع سياسي تكون فيه حالة كردية بدور محوري. هناك مشكلة نفسية عند أردوغان والعدالة والتنمية وعند قطاع كبير من المجتمع السياسي التركي إزاء كل اجتماع سياسي يلعب الكرد فيه دوراً رئيساً مثل الإدارة الذاتية".
وأضاف: "إن الانفجار الأخير في إسطنبول ومن البداية قلت بأنه المفتاح الذي ستستخدمه الحكومة التركية من أجل أن تنشئ حشداً للرأي العام المحلي وتبرر للدول العظمى التي لديها مواقف ربما رافضة ومتحفظة على أي عدوان تركي على مناطقنا لكن الجميع بمن فيهم قوى محلية تركية شككوا بهذه المسرحية وكثيرون أشاروا بأصابع الاتهام إلى الاستخبارات التركية".
سكوت القوى الدولية هو علامة رضا
نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور مختار قباشي، شارك من مصر، وتحدث عن المواقف الدولية، بالقول: "السكوت باللغة العامية هو علامة الرضا. قد تكون هذه العملية هي سند مهم لأردوغان لإصلاح وضع ما في الداخل ونحن نعلم بأن له هدفاً أساسياً وهو الانتخابات التركية الأهم في تاريخ أردوغان السياسي لأنه يراهن عليها بشدة وبدرجة أو بأخرى يحاول أن يمارس شكلاً من أشكال التهدئة مع الكثير من الدول في المحيط الإقليمي ومنها التقارب مع حكومة دمشق".
وأضاف: "الولايات المتحدة الأميركية لم تعترض ولم تعطِ ضوءاً أخضر وفق ما أعتقد، أنا شخصياً لا أتصور أن يكون هناك هجوم تركي في هذا التوقيت بالذات. تركيا تكتفي بضربات جوية ولا ننسى أن هناك توافقاً تركياً - إيرانياً على غير العادة لأن إيران تقوم أيضاً ببعض الضربات. صحيح أن هناك تحفظاً روسياً وإيرانياً وهناك تحفظ أميركي على الاجتياح العسكري وكأنها تقول لتركيا أنا لا أقبل باجتياح عسكري لكن أقبل بضربات جوية تستهدف المدنيين والمستشفيات والبنية التحتية وهذه علامة استفهام كبيرة، على المجتمع الدولي أن يردع أردوغان وإيران وأن يردع أي شكل من أشكال التدخل".
تصدير للمشاكل وارتكاب جرائم حرب
وبدوره تحدث الصحفي المصري، أحمد العميد، قائلاً: "ما قامت به تركيا جريمة من جرائم الحرب الكثيرة التي ترتكبها على مدار سنوات ماضية، أولاً نبدأ من قصة التفجير، من المستفيد من هذا التفجير؟ إذا كنا نلقي بهذه الاتهامات على المخابرات التركية وأن الكرد قاموا به، نبحث أولاً، هل هناك مصلحة لحزب العمال الكردستاني أو لقسد بالتفجيرات داخل إسطنبول؟ وإذا كانت هناك مصلحة فعلية تعود عليهم هل كانوا عاجزين عن القيام بعشرات التفجيرات على مدار السنوات الماضية؟ هذا يختلف تماماً مع العقيدة والفكر الموجود سواء لدى حزب العمال الكردستاني أو قوات سوريا الديمقراطية".
وحول الرد الشعبي على هذه الهجمات، قال العميد: "من المفترض أن يكون الرد على الجانب التركي هو التنديد وممارسة دور الإعلام في الضغط على الاتحاد الأوروبي وعلى المنظمات الحقوقية والدولية التي من شأنها أن تعظم وتبرز جرائم تركيا، لابد أن يكون لوسائل الإعلام في كل مناطق شمال العراق وشمال شرق سوريا أن تحقق في الجرائم التي ارتكبتها تركيا، تبرز المشاهد المأساوية التي حدثت نتيجة القصف التركي، على كل الأحزاب السياسية التي تمارس نشاطاً سياسياً في أوروبا أو في أي دولة أخرى أن تظهر ما يبرزه الإعلام من خلال الصور المأساوية للتأثير على الرأي العام".
وحول أهداف الاحتلال التركي من هذه الهجمات، قال العميد: "أردوغان يحاول بطريقة معروفة تصدير المشاكل. هو لديه مشاكل كثيرة خاصة ارتفاع الأسعار وتراجع الحريات والديمقراطية وغيرها من الأزمات ودائماً ما يصدر هذه الأزمات إلى الخارج. دائماً يقول إن حزب العمال الكردستاني يمارس ضغوطاً وعمليات إرهابية وهناك تهديد من قسد ويحاول أن يزيد عمق ٣٠ كلم من الحدود من أجل إشغال الشعب التركي عن الدكتاتورية التي يمارسها والمشاكل الداخلية وهذه حيلته ولإظهار نفسه أنه الشخص الحامي الوحيد لتركيا وأن تركيا لديها تهديدات".
أردوغان يستغل الفوضى لتحقيق طموحاته
أستاذ الدراسات الإيرانية والآسيوية بجامعة طنطا المصرية، الدكتور مدحت حمادة، تحدث بدوره قائلاً: "أردوغان يستغل الفوضى في كل من سوريا والعراق لتحقيق طموحاته الإقليمية، إيران هي الأخرى تستغل الفوضى الموجودة في العراق وإيران وسوريا لكي تحقق طموحاتها الإقليمية. هذا الاستغلال الممنهج من جانب الأتراك والإيرانيين تضاعف بقوة وبشكل يثير الهلع. على الكرد في سوريا وتركيا والعراق وإيران أن يتحدوا ويتفقوا، فإذا اتفقوا سوف يفرضون وجودهم وحقوقهم الأمر الذي سيؤدي إلى ردع الآخرين عن الاعتداء عليهم".
السفير المصري لدى العراق شريف شاهين، تحدث عن الهجمات الأخيرة، بالقول: "هذه الهجمات ليست بجديدة وإنما تعكس سياسة تركية دائمة تهدف إلى إضعاف المكون الكردي. في ظل الاستكبار التركي في منطقة الشرق الأوسط يجب أن يكون هناك رأي عربي عام داعم للمكون الكردي وأكثر احتضاناً لهذا المكون وإبراز هويته ودوره، وآمل من الجامعة العربية أن يكون لها دور أكبر في إبراز كفاح الشعب الكردي والظلم الواقع عليه".
وأضاف: "يجب أن يكون هناك ضغط دولي ومجتمعي أكبر على الحكومة التركية وعلى الدول الأوروبية والعربية كي تقوم بدور فاعل في إبراز أحقية المكون الكردي في نوع من الاستقلالية والاحترام لهويته وتاريخه وثقافته، وأن يكون هناك نوع من التظاهرات للمجتمعات الكردية في الدول الأوروبية أمام السفارة التركية لإبراز احتجاجهم على هذه السياسات التركية المنفلتة".