إيرينا فيميتشنكو: يجب وضع حد للتأثير المدمر للتطور الرقمي

لفتت إيرينا فيميتشنكو الانتباه إلى أهمية وضع حد للتأثير المدمر للتطور الرقمي، وأشارت إلى أن الطبيعة الخضراء تقلل من مخاطر التطور الرقمي.

قيّمت رئيسة مركز البحوث الاجتماعية والسياسية الدكتورة إيرينا فيميتشنكو ، لوكالة فرات للأنباء-ANF، التأثير السلبي للتطور الرقمي على البشرية والبيئة.

أثر ثاني أوكسيد الكربون على التطور الرقمي

وأوضحت إيرينا فيميتشنكو بأن التطور الرقمي مثل أي مرحلة تكنولوجية، تولد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في مرحلة ما، وقالت بهذا الصدد، " لقد ازداد عدد مستخدمي الإنترنت في العالم في غضون 18 عامًا، 20 مرة (ارتفعت النسبة من 2 في المائة من سكان العالم إلى 40 في المائة)، وفي الوقت نفسه، ازداد انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بمقدار 1.5 مرة (من مستوى 24.3 مليار طن إلى 35.5 مليار طن)، ووصل عدد سكان العالم في السنوات السبع الماضية، إلى 8 مليارات نسمة، وزاد عدد مستخدمي الإنترنت بنسبة 1.7، وبلغ 67 في المائة من سكان العالم إلى 5.3 مليار شخص، ووفقاً لتقدير مشروع الميزانية العامة لمواجهة تنامي انبعاث الكربون العالمية لعام 2022، ستزيد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية بمقدار 2.1 مليار طن لتصل إلى 37.5 مليار طن.

وبحلول نهاية عام 2022، ستصل حركة البيانات العالمية سنوياً إلى 4.8 زيتابايت (150 ألف غيغابايت في الثانية)، وسيكون 80 في المائة منها مرئي، ووفقاً لبعض الأساليب الحسابية، سيؤدي نمو حركة الإنترنت إلى زيادة الآثار الكربونية لشركات الاتصالات العالمية BT بشكل كبير، وبكت على الرغم مع ذلك، أعلنت بعض شركات التكنولوجيا العملاقة مثل (Google) في عام 2018 أنها ستحقق في وقت قريب حيادية الكربون."

وأكدت إيرينا فيميتشنكو أن التطور الرقمي تخلق أيضاً في ذات الوقت مخاطر مهمة ومختلفة على البيئة، وقالت بهذا الخصوص، "ولكن، من أجل الإجابة الصحيحة، يجب فهم كل هذه الأمور مجتمعة بشكل صحيح، حيث إن الاتجاه الموضوعي، وإلى جانب الأمور الأخرى، يتجه نحو إنتاج الطاقة وزيادة استخدامها بسبب الجاجات الرقمية وإمكانيات الوصول إلى الإنترنت، ويمكن تعريف صرف الكهرباء أيضاً من خلال قسمين؛ الأول هو استخدام الكهرباء لإنتاج الأجهزة، والثاني هو استخدام الكهرباء لتأمين اتصالات البيانات في قطاع الاتصالات العالمية BT، حيث إن استخدام الكهرباء بحد ذاته لا يضر بالبيئة ، ولكن إذا كان الاستخدام يعتمد على الهيدروكربونات، فإن إنتاجها ينتج عنه انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتؤدي إلى حصول تأثيرات سلبية، ويمكن لمصادر الطاقة المتجددة القابلة للاستخدام والتكنولوجيات الموفرة للطاقة أن تحد من الازدياد المفرط لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.

آثار مصادر التطور الرقمي

ترتبط موارد التطور الرقمي لإنتاج الأجهزة بشكل أساسي بالهواتف الذكية، حيث وصل عدد الأشخاص المستخدمين للأجهزة الهواتف (الهواتف المحمولة) إلى 7.1 مليار شخص، كما وصل عدد الأجهزة النشطة إلى 14.9 مليار جهاز.

وذكرت إيرينا فيميتشنكو بأنه إلى جانب الاستخدام المفرط للموارد المعدنية، يتم استخدام الكثير من المياه أيضاً لإنتاج الأجهزة الإلكترونية، وقالت "تُستخدم المياه بشكل كبير أثناء تعدين المعدن، على سبيل المثال، يُستخدم ما بين 340 إلى 6270 لتراً من الماء لاستخراج طن واحد من الألماس، ولإنتاج طن واحد من المعدن الترابي، ينتج عنها حوالي 60 ألف متر مكعب من غاز حمض الهيدروفلوريك، و 1.4 طن من النفايات المشعة و 200 ألف لتر من المياه الملوثة بالنفايات الحمضية.  

ومن المتوقع أن يصل عدد أجهزة الهواتف المحمولة المستخدمة في عام 2022 إلى 4.5 مليار هاتف ذكي و 1.5 مليار جهاز لوحي، أي ما مجموعه 6 مليارات من الأدوات الإلكترونية، كما ستتحول كل واحدة منها بالتأكيد إلى نفايات إلكترونية بحلول عام 2025 أو 2030، وعلى الرغم من أن هذه الأجهزة تحتوي على مواد باهظة الثمن، إلا أنه يتم إعادة تدوير 20 بالمائة فقط منها بشكل احترافي، وسيتم تفكيك 80 في المائة من هذه الأدوات بطريقة غير مهنية في آسيا أو إفريقيا وتصبح من النفايات المتعارف عليها، كما أن هذه النفايات الإلكترونية تحتوي على العديد من العناصر السامة التي تلوث التربة والماء والهواء."

الجهود البيئية الرامية إلى وضع حد لتأثير التطور الرقمي

وأشارت إيرينا فيميتشنكو إلى أن الجهود البيئية المبذولة تحدد من التأثير السلبي على وضع البيئة، مؤكدة على اتخاذ تدابير لوضع حد للتأثير المدمر للتطور الرقمي، وقالت فيميتشنكو، "بهذه الطريقة، فإن الطبيعة الخضراء تحد من التطور الرقمي، وتقلص من المخاطر على البيئة، وتجعلها مستدامة."