إطلاق سراح الصحفي دينيز يوجل: هل كانت هناك صفقة أسلحة بين أنقرة وبرلين؟
أكدت الحكومة الألمانية بشكل متكرر بأنها لم تعقد أي صفقات مع الحكومة التركية لقاء إطلاق سراح الأخيرة للصحفي الألماني من أصول تركية، دينيز يوجل، في شباط عام 2018.
أكدت الحكومة الألمانية بشكل متكرر بأنها لم تعقد أي صفقات مع الحكومة التركية لقاء إطلاق سراح الأخيرة للصحفي الألماني من أصول تركية، دينيز يوجل، في شباط عام 2018.
كشف تحقيق صحفي مشترك أجرته مجلتان ألمانيتان معلومات عن صفقات عسكرية جرت بين الطرفين تلقت من خلالها تركيا معلومات ومعدات عسكرية من شركة فرعية ل راين ميتال الألمانية المختصة بصناعة الأسلحة وتطويرها إضافة إلى ظهور ملفات أخرى تؤكد إرسال شركة أخرى تابعة لراين ميتال عام 2014 بيانات لشركة تركية عسكرية لتطوير قدرة الدبابات التركية.
وبحسب التحقيق المشترك الذي أجرته مجلتا شتيرن (Stern) و أ.ر.د (ARD-Magazin) الألمانيتين فإن الحكومة الألمانية قايضت الحكومة التركية لقاء إطلاق سراح الصحفي دينيز يوجل على عكس تصريحات المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ووزير الخارجية الألماني حينها، سيغمار غابريل، الذين نفيا وينفيان حتى الآن تقديم أنظمة دفاعية لتطوير دبابات (ليوبارد - Leopard) التي كانت تركيا تتمنى الحصول عليها لقاء إطلاق الصحفي الألماني من أصول تركية.
وقالت مجلة شتيرن الألمانية إن الوثائق المتاحة لديها تؤكد أن شركة (FNSS - أف أن أس أس التركية للصناعات الدفاعية) اشترت في نيسان عام 2018 مئات الصفائح الدفاعية الخاصة بالدبابات من شركة فرعية لراين ميتال الألمانية. وبحسب التقرير فإن الشركة الفرعية يقع مقرها في الإمارات العربية المتحدة.
وتؤكد ملفات سرية أخرى حصلت عليها المجلة إضافة لمقطع فيديو حديث نشرته السلطات التركية، الشكوك حول الصفقة التي جرت بين الطرفين حينها. حيث أن الملفات والفيديو يؤكدان بأن الحكومة التركية اعتمدت على المعرفة العسكرية الألمانية التي حصلت عليها من شركة (راين ميتال) في تطويرها لدبابات (ليوبارد 2).
ففي الفيديو الذي نشرته السلطات التركية وبالتعاون مع شركة روكيستان لصناعة الصواريخ والتجارة، يظهر على الدبابة المحدثة المعروضة وحدات حماية إضافية مشابهة بشكل لافت للنظر في العديد من التفاصيل لأنظمة الحماية من شركة (IBD Deisenroth) المختصة بتطوير أنظمة الحماية الخاصة بالمدرعات العسكرية. وتتعاون هذه الشركة التي يقع مقرها في مدينة لوهمار الألمانية (Lohmar) منذ عام 2007 مع شركة راين ميتال العملاقة الخاصة بتصنيع الأسلحة قبل أن تستحوذ راين ميتال عام 2019 بشكل كامل على شركة (Deisenroth IBD) إضافة إلى استحواذها على شركة فرعية تابعة لـ IBD ومقرها إسطنبول التركية.
وتابعت المجلة أن الملفات التي حصلت عليها تؤكد أن شركة (IBD Deisenroth) أرسلت خلال عام 2014 مجموعة من البيانات العسكرية الخاصة بتطوير أنظمة الحماية للدبابة إلى تركيا وذلك بعد الحصول على موافقة الحكومة الألمانية.
ورداً على استفسار أرسلته مجلة شتيرن لشركة راين ميتال الخاصة بتصنيع الأسلحة ومقرها مدينة دوسلدورف الألمانية، قال متحدث باسم الشركة إنه ينبغي مراعاة لوائح التصدير الخاصة بكل بلد. وأضاف المتحدث بأنه يمكن مشاهدة أوجه التشابه الخارجي بين الدبابة التركية المحدثة التي تم عرضها وبين النماذج الخاصة بشركة (IBD) الألمانية. وتابع المتحدث بأن راين ميتال لا تملك أي مؤشرات أو معلومات إذا ما كانت تركيا قد حصلت على معلومات تكنولوجية للحماية من شركة (IBD) أو راين ميتال نفسها. وبحسب راين ميتال فإنه لم تكن هنالك أي تراخيص حكومية عام 2014 لتصدير تكنولوجيا الحماية إلى تركيا.
وطالب برلمانيون من المعارضة الألمانية، الحكومة الألمانية بتقديم توضيحات حول هذه الصفقة. وقالت خبيرة السياسة الخارجية عن حزب اليسار الألماني، سيفيم دادلين: "إن كانت الصفقة قد تمت وجرى تطوير الدبابات عن طريق استخدام التكنولوجيا الألمانية العسكرية، فإن هذا الأمر يعتبر مساعدة مباشرة من الحكومة لتركيا في حروبها المنافية للشرعية الدولية داخل سوريا." ومن جانبه، طالب خبير الدفاع من حزب الخضر الألماني، توبياس ليندنر من الحكومة الألمانية "أن توضح بأسرع ما يمكن كيف تمكنت تركيا من تحديث دباباتها من طراز ليوبارد".
ولم ترد الحكومة التركية والشركات التركية المعنية على الأسئلة التي تم توجيهها لهم من قبل مجلة شتيرن. أما وزير الخارجية الألماني آنذاك ، سيغمار غابرييل نفى مجدداً وجود صفقة على الإطلاق فيما يتعلق بالإفراج عن دينيز يوجل. و قال إنه سيتخذ "إجراءات قانونية" ضد أي إدعاءات أو تخمينات بهذا الخصوص.