في سياق الدورة السابعة والخمسين لحقوق الإنسان لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والتي بدأت في مكتب الأمم المتحدة بجنيف في 7 أيلول وتستمر حتى 7 تشرين الأول، والتي نظمتها حركة الصداقة الشعبية المناهضة العنصرية  MRAPوعقد مؤتمر بعنوان "حقوق الإنسان في تركيا – الجرائم ضد الشعب الكردي مستمرة". وجرى خلال المؤتمر مناقشة الجرائم التاريخية التي ارتكبتها الدولة التركية بحق الشعب الكردي ونظام الإبادة والتعذيب حيال القائد عبد الله أوجلان. 

وشارك في المؤتمر كل من البروفيسور هانز لوكاس كيسر من مؤرخي جامعة زيوريخ، وجنكيز تشاندار عضو البرلمان عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب عن آمد، وآدم أوزون عضو مؤتمر الوطني الكردستاني KNK وأدار الممثل الدائم لـحركة الصداقة الشعبية المناهضة للعنصرية MRAP لدى الأمم المتحدة، كيان فرانكو فاتوريني المؤتمر وبدأ الحديث بمؤرخي جامعة زيورخ البروفيسور هانز لوكاس كيسر.

 

البروفيسور كيسر: تركيا لديها ارث عدائي اتجاه الكرد

ولفت البروفسورهانز لوكاس كيسر إلى الجذور التاريخية للجرائم المرتكبة ضد الشعب الكردي وقال: "لكي نفهم اضطهاد وجرائم الدولة التركية ضد الشعب الكردي في تركيا وخارجها، يجب أن ننظر إلى تاريخهم. 

وأشار البروفيسور كيسر إلى أن الدولة التركية لديها تقليد يعتبر الكرد بالدرجة الأولى أقليات وقال: "وبهذا المعنى فإن الجرائم ضد الشعب الكردي ليست جديدة، هناك استمرار تاريخي لهذه الجرائم".

وذكرالبروفيسور كيسر أن عواقب معاهدة لوزان كانت ثقيلة على الكرد وقال: "إن الكرد الذين لم تؤخذ في الاعتبار حقوقهم في معاهدة لوزان، منذ ذلك اليوم وحتى اليوم تعرضوا لسياسة الإنكار في أربعة أجزاء من كردستان".

جنكيز شاندار: هناك سياسة احتلال

بعد البروفيسور حصل جنكيز تشاندار النائب عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب عن آمد  DEM على حق التحدث وذكر تشاندار أنه في الوضع الحالي لا يمكن الحديث عن وجود ديمقراطية في تركيا وتابع حديثه: "على الرغم من أنها من أوائل الدول التي وقعت على الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، إلا أنه من الصعب جدًا اليوم  الحديث عن وجود الديمقراطية في تركيا. 

وأشار تشاندار إلى سياسة الدولة التركية في سوريا وقال إن أحد أكبر أسباب توسع نطاق الحرب في سوريا هو تواجد الدولة التركية في سوريا وقال: "تركيا مستمرة في تواجدها العسكري في سوريا وتم احتلال العديد من المناطق الكردية والسيطرة عليها من قبل تركيا.

وأعلن تشاندار أنه على الرغم من الأزمة الاقتصادية، تنفق تركيا معظم دخلها القومي على الحرب.

وكما لفت تشاندار خلال كلمته إلى انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها نظام أردوغان.

آدم أوزون: لا توجد قوانين في إمرالي

تحدث آدم أوزون عضو المؤتمر الوطني الكردستاني KNK مؤخرًا في المؤتمر وقدم أوزون عرضاً حول ظروف  تعذيب القائد عبد الله أوجلان. 

واشار السياسي الكردي آدم أوزون في بداية حديثه أن تاريخ تركيا معروف بالإبادة الجماعية للأقليات كما ذكر أن سياسات الإبادة الجماعية هذه مستمرة حتى اليوم وقال أوزون: "لا تستمر سياسة الإبادة الجماعية الجسدية فحسب، بل تستمر أيضًا سياسة الإبادة الجماعية الثقافية والسياسية ضد الشعب الكردي". 

وتحدث أوزون عن نظام الإبادة والتعذيب حيال القائد عبد الله أوجلان وقال "منذ 42 شهراً لم ترد أيَّة معلومات عن القائد عبد الله أوجلان الذي ينظر إليه الملايين من الأشخاص حول العالم كقائد، ويعيش أوجلان في حالة مطلقة من عدم تلقي المعلومات تماماً ومن الواضح أن الدولة التركية التي لا تطبق أي قانون في إمرالي، تنتهك جميع الاتفاقيات الدولية للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي واتفاقية جنيف ومبادئ نيلسون مانديلا.

"يعرض عبد الله أوجلان إطار الحل"

وقال آدم أوزون إن أساس العديد من المشاكل في تركيا يعود إلى الإصرار على عدم حل القضية الكردية، وذكر أنه على الرغم من كل الجهود التي يبذلها عبد الله أوجلان إلا أن الدولة التركية تتجنب حل المشكلة وذكر آدم أوزون أن القضية الكردية هي مشكلة دولية وتابع حديثه : "تم تجزئة كردستان بين 4 دول ، أثناء الحرب الفرنسية والإنكليزية قامت القوى الأوروبية بتجزئة كردستان وتابع: "إن الحرب التي تشنها الدولة التركية ضد الكرد تحدث بسبب الدعم غير المشروط من الولايات المتحدة وأعضاء حلف الناتو الآخرين: "إن إطار عبد الله أوجلان للحل السياسي للقضية الكردية يمكن أن يضع حداً لمائة عام من الحرب والقمع في تركيا والدول المجاورة ومرة أخرى، وبالنظريات التي طرحها يقدم السيد أوجلان حلولاً أساسية للمشاكل التي نواجهها اليوم ويقدم بديلاً جديداً.

"يجب وضع حد لنظام الإبادة والتعذيب الممارس في إمرالي"

وذكر أوزون أن هناك قلقاً كبيراً على سلامة وصحة عبد الله أوجلان وقال: "نظام الإبادة والتعذيب الممارس في إمرالي يقابل سياسة التعذيب في الساحة الدولية ومن الخطير جدًا أن يستمر هذا التعذيب لأكثر من 3 سنوات ولا نعرف أي شيء آخر عن مصير أوجلان، باستثناء "العقوبات الإنضباطية" الأخيرة والتهديدات بالقتل .

وتابع عضو مؤتمر الوطني الكردستاني KNK آدم أوزون: "هذا النظام الذي تم إنشاؤه في إمرالي أوقف القانون الدولي بشكل كامل  ولا يمكن أن يستمر الأمر على هذا النحو بعد الآن". واستذكر أوزون قرارات لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة بخصوص وضع عبد الله أوجلان.

"يتوجب على الأمم المتحدة أن تبدأ بالتحرك على الفور "

وأشار آدم أوزون إلى أنه في هذه المرحلة يجب على المنظمات الدولية وخاصة الأمم المتحدة عدم الصمت أمام شروط عبد الله أوجلان ودعا: "عليهم السماح للقائد عبد الله أوجلان بالالتقاء بمحاميه وعائلته ومن أجل ذلك" لكي يكون لها دور في حل القضية الكردية، ينبغي تهيئة الظروف والأوضاع ويجب على مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن يرسل وفداً على الفور إلى إمرالي، كما يجب وضع حد لظروف التعذيب التي يتعرض لها أوجلان، ويجب تطبيق عقوبات كبيرة على تركيا في حال استمرارها على هذا الوضع.