الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تتبنّى ميثاقاً من أجل المستقبل

تبنّت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ميثاقاً من أجل المستقبل يهدف إلى رسم "مستقبل أفضل"، بحسب قولهم.

اعتمدت الجمعية العامة - بالإجماع ومن دون تصويت - قراراً يتضمن اتفاقاً رئيساً يُعرف بـ "ميثاق المستقبل" الذي يوصف بأنه "دعوة للعمل والإصلاح لوضع العالم على مسار أفضل يعود بالخير على الجميع في كل مكان"، على حد تعبيرهم.

جاء ذلك في افتتاح قمة المستقبل بمقر الأمم المتحدة، أمس الأحد.

وتضمنت الجلسة الافتتاحية للقمة كلمات لرئيس الجمعية العامة والأمين العام وممثلين عن شباب العالم.

ويُعدّ مـيثاق المستقبل - الذي يضم الـميثاق الرقمي الدولي، وإعـلان الأجيال المقبلة - هو الاتفاق الدولي الأوسع نطاقاً منذ سنوات عديدة.

وتقول الأمم المتحدة إن الميثاق يغطي "مجالات جديدة تماماً بالإضافة إلى قضايا لم يكن من الممكن الاتفاق عليها منذ عقود". ويهدف إلى ضمان أن المؤسسات الدولية قادرة على العمل في عالم تغير بشكل هائل منذ إنشاء تلك المؤسسات.

ويركز الميثاق على خمسة مجالات هي: التنمية المستدامة، السلم والأمن الدوليين، العلوم والتكنولوجيا، الشباب والأجيال القادمة، وإحداث تغيير في الحوكمة العالمية وهو مجال حيوي في ظل عدم قدرة المؤسسات متعددة الأطراف على إيجاد حلول لمشكلات القرن الحادي والعشرين.

ومن خلال اعتماد "ميثاق المستقبل"، تعهدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، من بين أمور أخرى، بما يلي:

- تعزيز أهـداف التنمية المستدامة واتـفاق باريس للمناخ.

- التحول بعيداً عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنصفة.

- الاستماع إلى الشباب وإشراكهم في صنع القرار، على المستويين الوطني والعالمي.

- بناء شراكات أقوى مع المجتمع المدني والقطاع الخاص والسلطات المحلية والإقليمية وغيرهم.

- مضاعفة الجهود لبناء واستدامة مجتمعات سلمية وشاملة وعادلة ومعالجة الأسباب الجذرية للصراعات.

- حماية جميع المدنيين في النزاعات المسلحة.

- تسريع تنفيذ الالتزامات بشأن المرأة والسلم والأمن.

يذكر أن هذه التعهدات تظل حبراً على ورق في ظل تضارب مصالح الدول وأجنداتها تجاه الملفات المذكورة آنفاً، لا سيما مع تصاعد الحروب والأزمات الإقليمية.

وفي كلمته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن العالم يواجه أوقاتاً مضطربة يمر خلالها بالتحول، وأضاف: "لا يمكننا أن ننتظر الظروف المثالية. يجب أن نتخذ الخطوات الأولى الحاسمة بتحديث وإصلاح التعاون الدولي لجعله أكثر ترابطاً وعدالةً وشمولاً، الآن. واليوم بفضل جهودكم، قد فعلنا ذلك".

على صعيد السلم والأمن، تتعهد هذه الاتفاقات بتحقيق تقدم كبير في مجال الإصلاحات الرامية إلى جعل مجلس الأمن أكثر قدرة على أن يعكس شكل العالم اليوم، ومعالجة التمثيل التاريخي الناقص لأفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وأميركا اللاتينية.

وعلى الرغم من ذلك، تبقى هذه الملفات الأكثر تهميشاً في العصر الراهن، مع ازدياد اعتماد الدول الكبرى على الوقود الأحفوري، والذي يسهم بشكل خطير في تفاقم أزمة الاحتباس الحراري ووقوع كوارث بيئية حول العالم؛ من حرائق الغابات والفيضانات والجفاف، إضافة إلى انشغال القوى المهيمنة بتطوير الأسلحة النووية.

كما تأتي هذه القمة مع تصاعد حدة النزاعات والحروب، كالحرب بين إسرائيل وحركة حماس المستمرة منذ ما يقارب السنة، والتي حصدت أرواح أكثر من 60 ألف شخص من الطرفين، إلى جانب الحرب السودانية، والتي جعلت السودانيين يواجهون مجاعة كارثية فضلاً عن انتشار الأمراض المعدية كالكوليرا، والجرائم والاعتداءات الجنسية التي ترتكب بحق النساء في الفاشر جنوب السودان، إضافة إلى استمرار الأزمة السورية وهجمات جيش الاحتلال التركي على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، والتي تسبب بوقوع ضحايا من المدنيين، وجرائم مرتزقتها في المناطق المحتلة، جميعها تثبت عكس ادعاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتنطلق غداً الثلاثاء في نيويورك، أعمال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تعدّ واحدة من أكبر الأحداث الدبلوماسية في العالم.

ويجتمع قادة دول وحكومات الدول الممثلة في الأمم المتحدة، في الاجتماع الذي يستمر حتى 30 أيلول الجاري.

ومن المتوقع أن يحضر الجمعية العامة للأمم المتحدة 133 رئيس دولة وحكومة و3 نواب رؤساء و80 نائب رئيس وزراء و45 وزيراً.