مصر تودع آخر ضباطها الأحرار.. اليساري "خالد محيى الدين"
توفي في العاصمة المصرية، القاهرة، «خالد محيى الدين» آخر الضباط الأحرار، الذين قاموا بثورة 23 يوليو 1952، عن عمر ناهز ال 96 عاماً.
توفي في العاصمة المصرية، القاهرة، «خالد محيى الدين» آخر الضباط الأحرار، الذين قاموا بثورة 23 يوليو 1952، عن عمر ناهز ال 96 عاماً.
توفي أمس الأحد، في القاهرة، الزعيم اليساري، مؤسس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، «خالد محيى الدين» آخر الضباط الأحرار الأحياء، والعضو الأخير في مجلس قيادة ثورة يوليو 1952، في مستشفى للقوات المسلحة المصرية، متأثرًا بنزلة شعبية حادة.
ومن المقرر أن تقام اليوم الاثنين، جنازة عسكرية للفقيد، كونه من رموز القيادة التاريخية، وأحد ضباط الجيش المصري البارزين.
و«خالد محيى الدين»، هو أحد الضباط الأحرار، الذين قادوا الثورة على الملكية، وكان أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة، الذي لم يمنعه دوره هذا من توجيه انتقادات للثورة وتغيير مسارها.
والراحل من مواليد 17 أغسطس 1922، تخرج من الكلية الحربية عام 1940، وانضم في 1944 إلى تنظيم الضباط الأحرار، والذين أعلنوا قيام الجمهورية، ليعود حكم مصر لأبناءها الحقيقيين.
في وداع الصاغ الأحمر
ولم يمنعه كونه أحد الضباط الأحرار من أن يعارضهم، ويتحرك في مسارات كثيرة متخذا من فكر اليسار والاشتراكية مسارًا لحياته، حتى أن الرئيس المصري الراحل «جمال عبدالناصر»، أطلق عليه تسمية «الصاغ الأحمر»، وذلك في إشارة إلى توجهاته اليسارية القوية.
ونشب أول خلاف بينه وبين الرئيس جمال عبدالناصر، في 1954، عندما دعا عودة الضباط إلى ثكناتهم العسكرية لإفساح المجال لإرساء قواعد حكم ديمقراطي، وهو ما أدى به إلى الاستقالة من عضوية مجلس قيادة الثورة، والابتعاد إلى سويسرا.
جائزة لينين للسلام
وقبل توجهه إلى سويسرا، قام محيى الدين بأدوار عديدة، من بينها تأسيس أول جريدة مسائية في العصر الجمهوري وهي جريدة المساء، كما شغل منصب أول رئيس للجنة الخاصة التي شكلها مجلس الأمة في مطلع الستينيات لحل مشاكل أهالي النوبة أثناء التهجير، و تولى رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير دار أخبار اليوم خلال عامي 1964 و1965، وهو أحد مؤسسي مجلس السلام العالمي، ورئيس منطقة الشرق الأوسط، ورئيس اللجنة المصرية للسلام ونزع السلاح.
نال الراحل جائزة لينين للسلام عام 1970 وأسس حزب التجمع العربي الوحدوي في 10 أبريل 1976، خلال فترة حكم الرئيس محمد أنور السادات، الذي وجه له اتهامات بالعمالة لاتحاد السوفيتي، والتي كانت من بين الكلاشيهات الدائمة التي توجه لليساريين العرب، وطال العداء بعد معارضته الواضحة لاتفاق كامب ديفيد.
وشغل الراحل عضوية مجلس الشعب المصري منذ 1990 حتى 2005 حينما خسر أمام مرشح تنظيم الإخوان المسلمين.
تعرية النضال في مذكراته
نشر الراحل مذكراته في كتاب بعنوان "والآن أتكلم"، في 1992، وفيها سرد سيرة حياته، بصدق متكامل، حتى أنه في أحد فصول الكتاب والذي جاء بعنوان « لم نعد ضباطًا ولسنا حكامًا بعد»، وفيه وثق لحالة تنظيم الضباط الاحرار وصولا للمرحلة التي بدأت معها مرحلة الحكم، ومجلس قيادة الثورة الذي سرعان ما طمح إلى الحكم الذي كان يعتبره خطيئة وقع فيها الضباط الأحرار، الذين كان عليهم وفقا لرؤيته العودة إلى ثكناتهم بعد تحقيق أهدافهم.