دعا وزير الخارجية الألماني, هايكو ماس إلى ضرورة رسم "ملامح استراتيجية حكومية" فيما يخصّ العلاقات الألمانية-الأمريكية, موضحاً في مقالٍ له نُشر في صحيفة "هاندلاسبلات" اليوم الأربعاء (22 آب), أنّه "حان الوقت لإعادة تقييم شراكتنا", كما عبّر عن رفض بلاده المساس ب"مصالحنا الاقتصادية".
وأوضح ماس أنّ أوروبا والولايات المتّحدة الأمريكية باتا "يبتعدان عن بعضهما منذ سنوات", مضيفاً أنّ هذا الابتعاد غير مقترن بوصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتّحدة وأنّ "التقاطع بين القيم والمصالح الذي طغى على علاقاتنا خلال جيلين بات يتراجع".
وأكّد الوزير الألماني على أنّه "لايمكن السماح لأمريكا بالمساس بالمصالح الاقتصادية الأوروبية", منوّهاً إلى أنّ الهدف "ليس ترك الولايات المتّحدة في الوراء, بل هو التجديد والمحافظة على العلاقات مع واشنطن".
كما طالب ماس بإقامة "نظم مدفوعات أوروبية مستقلّة عن الولايات المتّحدة, إذا أرادت (أوروبا) الحفاظ على الاتّفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى" وذلك بعد انسحاب واشنطن من الاتّفاق, وتابع بالقول: "من الهام أنّ نمتّن استقلالية أوروبا من خلال إيجاد صندوق نقدٍ أوروبي مستقل". مشيراً إلى أنّ "بقاء الاتّفاق حيّاً هو أفضل من الأزمة الخطيرة التي قد تهدّد الشرق الأوسط".
وخاطب وزير الخارجية الألماني الولايات المتّحدة قائلاً: "من المهم جدّاً أنّ نعمل معاً, في كلّ الظروف, لكنّنا لن نسمح لكم بالمساس بمصالحنا".