قال السيناتور الجمهوري المخضرم ليندسي غراهام، أن قرار الرئيس دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا أثار غضب أحد حلفائه، وأنتقد تغريدة ترامب على تويتر حول انتهاء سبب وجود القوات الأمريكية في سوريا بعد ما وصفه بـ"هزيمة داعش"، مؤكدا أن سحب حوالي 2000 جندي أمريكي من سوريا، سيكون خطأ كبير يشبه أخطاء الرئيس السابق باراك أوباما.
في بيان، توسع غراهام في رده بأكثر مما جاء في تغريدة له منتقدا تصريحات ترامب على تويتر، وقال: "في حين أن الصبر الأمريكي في مواجهة الإسلام الراديكالي قد يتلاشى، فإن شغف الإسلاميين الراديكاليين بقتل الأميركيين وحلفائنا لا يرتعد أبدا."
وأضاف: "الانسحاب الأمريكي في هذا الوقت سيكون فوزًا كبيرًا لداعش وإيران وبشار الأسد وروسيا. أخشى أن يؤدي ذلك إلى عواقب مدمرة لأمتنا، والمنطقة، وفي جميع أنحاء العالم".
وأعتبر، السيناتور المعروف بدفاعه عن قرارات ترامب، أن انسحاب القوات الأمريكية في الوقت الحالي سيعيد داعش إلى المنطقة، معتبرا ان الحديث عن هزيمة التنظيم، حديث سابق لأوانه.
وقال غراهام، وهو من أشد المدافعين عن استمرار التدخل العسكري الأمريكي في سوريا ، إن ترامب يرتكب خطأً فادحًا.
امر الرئيس الاميركي دونالد ترامب، اليوم الاربعاء، بسحب قوات بلاده من كل الاراضي السورية معتبرا انه حقق هدفه القاضي بالحاق "هزيمة بتنظيم داعش" الإرهابي،
وفي حين ذكر البيت الابيض ان انسحاب القوات الأمريكية بدأ ولكن من دون الكشف عن جدول زمني او ارقام، لكن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) اكد في بيان ان "الحملة على تنظيم داعش لم تنته".
مجلس الشيوخ يشكك في "هزيمة داعش"
وفي قاعات مجلس الشيوخ، قال غراهام لشبكة ABC News الأمريكية إنه سيجتمع مع وزير الدفاع جيمس ماتيس، ودعا إلى عقد جلسة استماع حول القرار، وفي ضربة أخرى لحديث ترامب، قال إن السياسة الخارجية لا يمكن تحديدها على تويتر.
وقال غراهام "أريد جلسة استماع. أريد الإشراف. هذا رئيس جمهوري أحاول العمل معه وأحبه لكنه لا يستطيع أن يكون في مأمن من الرقابة."
وغراهام ليس وحده في انتقاد الرئيس، فهو كان واحدا من العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الذين أعربوا عن استيائهم لنائب الرئيس مايك بنس في مأدبة غداء الجمهوريين.
وقالت السناتور سوزان كولينز للصحفيين إنهم أجروا نقاشا "مطولا" حول قرار سحب القوات من سوريا. وتوجه السناتور بوب كوركر ، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ، وخزناقد دائم للرئيس، إلى البيت الأبيض بعد ظهر اليوم لإجراء محادثات مع ترامب، وقال السيناتور للصحفيين إنه يعتقد أن ترامب "استيقظ" واتخذ القرار.
في وقت سابق من اليوم، رفض النائب آدم كينزينغر، إعلان الرئيس ترامب عن انتصاره على داعش، وقال: "هذا ببساطة غير صحيح".
وقال جيمس اينهوف رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي: "لا أستطيع أن أقول لكم إن هذا هو الوقت المناسب للانسحاب من سوريا، لأنني لم أكن أعلم أن هذا سيحدث". "لم يتم استشارتي ، وأعتقد أنه كان يجب استشارتي"، بحسب موقع اذاعة صوت أمريكا.
وقال المشرع الديمقراطي تيم كين: "هل فعل الرئيس ذلك بمشورة القيادة العسكرية ، ضد نصيحة القيادة العسكرية؟"، "هل تقول القيادة العسكرية الآن أن داعش لا يشكل تهديدًا من هذا القبيل ولا نحتاج إلى القلق بشأنه، أو أن أحدًا آخر سيهتم به؟ تركيا؟ لا نعرف الإجابة على هذه الأسئلة."
وكان السيناتور الجمهوري راند بول عضو لجنة العلاقات الخارجية أحد اعضاء الكونغرس القلائل الذين أشادوا بهذه الخطوة.
رئيس C.I.A السابق: وحدات حماية الشعب سبب رئيسي في التقدم ضد داعش
وأكد المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الامريكية جون برينان أنه لم يتم حتى الأن إلحاق هزيمة نهائية بتنظيم داعش الذي لا يزال يحظى بوجود في شرق سوريا وغرب العراق، مؤكدا أن الولايات المتحدة، صحيح انها استطاعت ان تدمر الكثير من الدواعش، وجزء كبير من التنظيم ولكنها لم تدمره بالكامل، وقد كان ذلك نتاجا لعمل ضخم بين الولايات المتحدة وشركاءها في شمال شرق سوريا. وأعتبر ان القرار الراهن للولايات المتحدة لا يزال غامضا وغير واضح ولكن له تأثيرات بالفعل، ومن بينها التأثير على التعاون اليومي بين القوات الأمريكية والحلفاء الكرد مشيرا إلى التعاون مع وحدات حماية الشعب ypg، والتي وصفها بأنها كانت سببا رئيسيا في التقدم الذي حدث في مكافحة تنظيم داعش، معتبرا أن هذه الخطوة الامريكية تؤثر ايضا على مسار الحل السياسي، وتزيد من مخاوف حلفاء الولايات المتحدة الكرد في ظل التهديدات التركية بالتحرك ضدهم.
ودعا المدير السابق لـ"سي أي إيه" إلى ضرورة اعلان الجوانب المختلفة للقرار الأمريكي، مؤكدا على ضرورة ان تضمن واشنطن عدم قيام داعش بإعادة انتاج نفسه من جديد.