وأوضح السفير الإثيوبي خلال مؤتمر صحفي أن هناك الكثير من التغيير في شرق إفريقيا منذ وصول أبي أحمد للسلطة، مشيراً إلى أنه بسبب الموقف مع إريتريا كانت هناك مشكلات تؤثر على شعبي البلدين لسنوات.
وأضاف "ورئيس الوزراء أبي أحمد قال إن هذا هو الوقت للسلام وربط البلدين كما كانا في الماضي، وعرض أن يذهب إلى إريتريا ولم يتوقعوا أنهنه سيفعلها وأنه جاد، ولكنه فعلها".
وتابع: "قد جرت الزيارة وحدثت اللقاءات بين الزعيمين، ونحن أنفسنا لم نكن نتوقع حدوث هذا اللقاء، وحدث تحول في منطقة شرق إفريقيا، وهذا أحدث تغيرا أيضا في الشرق الاوسط، ونحن نبحث عن المصالح المشتركة وليس فقط مصالحنا، ونتائج هذا السلام سوف تفيد الجميع، والآن الطيران الإثيوبي استأنف رحلاته إلى أسمرة وغيرها، وهذه المبادرة التي اتخذها أبي أحمد أثرت على جنوب السودان فإذا كان بإمكاننا أيضا أن نحقق سلاماً مع إريتريا فإن ذلك يمكن أن يمثل نموذجاً للسلام في جنوب السودان أيضا، وقد وصلوا (المتحاربين في جنوب السودان) لحل سياسي مؤخرا، وكان بمساعدة الرئيس السوداني عمر البشير وغيره من مجموعة الايجاد".
وأوضح أن الصومال أيضا جرى فيها سلام مع اريتريا، مؤكداً أن بلاده تعمل أيضا على حل المشكلات بين إريتريا وجيبوتي؛ مضيفاً: "التغيرات كانت في الاتجاه الصحيح واعرب الجميع عن تقديرهم لأبي أحمد ومبادرته البناءة التي لم يكن يتوقعها الجميع".
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية- الإثيوبية أوضح السفير أن هناك أمر هام يتمثل في إنشاء صندوق للاستثمار المشترك بين السودان وإثيوبيا ومصر، من خلال طرق برية ومائية وسكك حديد، لافتاً إلى أن الصندوق الثلاثي المشترك سيمول التنمية والبنية التحتية المشتركة بين الدول الثلاث.
وأضاف "وهذه المشروعات المشتركة سوف تفيد بلداننا الثلاث، هناك 30 شركة مصرية تشارك في إثيوبيا وخاصة في مجال الدواء والكهرباء وغيرها، ومصر لديها تطور كبير في صناعة الدواء، وتطوير هذا التعاون سيفيدنا في فتح أسواق كبيرة في المنطقة أمام الأدوية المصرية".
وتابع: "نأمل في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، أما في مجالي التعليم والصحة فهناك مجال كبير للتعاون بيننا، وهناك مستشفيات قوية جداً في مصر ومذهلة، ليس فقط المستشفيات العامة ولكن خاصة المستشفيات التي أنشأتها القوات المسلحة، ونريد الاستفادة من الانجاز المصري في مكافحة فيروس سي بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية".
واعتبر السفير الاثيوبي أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي استطاع أن يعيد مصر لدورها وريادتها وحضورها في القارة الإفريقية، كما كان الحال في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
وأكد أن هناك فهم مشترك بين قيادة البلدين لقضية المياه وبناء سد النهضة الاثيوبي، وهناك التزام سياسي كببير من قادة اثيوبيا بأن بناء السد لن يؤثر على مصالح المصريين، مضيفا: "نؤمن أن لدينا مصالح مشتركة ومصير مشترك وخلال الفترة الاخيرة كان هناك اجتماع مشترك بين الفنيين من الدول الثلاث حول السد، وسوف يأتون بحل قريب، ونحن في الاتجاه الصحيح ولن يحدث تأثير لمصالح مصر وشعب وحكومة مصر، ونعمل على حل يحقق مصالح الطرفين ويضمن استمرار تدفق المياه لمصر".
وشدد السفير على أهمية لقاءات القمة بين البلدان الثلاث (مصر واثيوبيا والسودان)، مضيفا: "إذا استطاع الرؤساء اللقاء 5 مرات في هذه المدة فهذا يظهر كيف أن علاقاتنا قوية لهذه الدرجة ونتعاون لتحقيق المصالح المشتركة، وأنا سعيد بكثرة اللقاءات بين زعيمي البلدين التي تؤكد على الحرص على الصالح المشترك والمستقبل الجيد للبلدين".
وأكد أن هناك إرادة مشتركة بين البلدين لتحقيق المصالح، وكذلك فهم مشترك لتحقيق مصالح شعبي البلدين، لافتاً إلى أن هناك مستويات أخرى للقاءات بين وزيري الخارجية والمياه وكبار المسؤولين والدبلوماسيين، بمشاركة السودان أيضا.