وشددت مصر على الخطورة التي باتت تشكلها ظاهرة الإرهاب بشكل عام، والتحديات التي يمثلها المقاتلون الأجانب بشكل خاص، كما أكدت مصر على أن القضاء على الإرهاب لن يتحقق إلا من خلال التصدي للجذور الأيديولوجية التكفيرية المسببة لتلك الظاهرة، معتبرة أن تجربتها في مكافحة الارهاب اثبتت أن التطرف يؤدى إلى الإرهاب حتماً سواء كان هذا التطرف عنيفاً أو غير عنيف.
وجاء ذلك خلال كلمة رئيس مجلس النواب المصري الدكتور علي عبدالعال في المؤتمر الإقليمي حول مكافحة الإرهاب، الذي استضافته مدينة الأقصر خلال الفترة من 26 إلى 28 شباط/ فبراير الجاري 2019، بالتعاون بين مجلس النواب المصري والاتحاد البرلماني الدولي، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ومن المقرر ان يصدر في وقت لاحق اليوم التوصيات الختامية للمؤتمر.
وقال رئيس مجلس النواب المصري إن ظاهرة المقاتلين الأجانب باتت أحد التهديدات الخطيرة المرتبطة بالصراعات الجارية في عدد من دول المنطقة، وفى مقدمتها سوريا، حتى بات هؤلاء المقاتلين لاعبا رئيسيا في الصراع، لما اكتسبوه من خبرات قتالية وتدريبات على استخدام الأسلحة.
واعتبرت مصر أنه رغم الهزائم العسكرية التي تكبدها تنظيم داعش في العراق وسوريا، وفقدانه العديد من قواعده، وعودة بعض الكتل الرئيسية من المقاتلين الأجانب إلى أوطانهم أو تحركهم إلى ساحات أخرى، إلا أن الخطر ما زال قائماً، خاصة في ظل المخاوف من انخراطهم في أعمال إرهابية داخل أوطانهم بعد عودتهم، أو تحولهم إلى خلايا نائمة بين ثنايا المجتمع، يمكن لها أن تنشط في أي وقت، فضلاً عن دورهم في تجنيد مقاتلين آخرين وتكوين خلايا إرهابية جديدة.
وقال عبدالعال أن دحر خطر الإرهاب يستلزم استراتيجية شاملة، لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية فحسب، وإنما تمتد لتشمل العمل على دحض الأسس الفكرية التي يقوم عليها، وتعزيز قيم الديمقراطية، بالإضافة إلى تصويب الخطاب الديني بما يعزز القيم السمحة للأديان ويرسخ قيم التعايش المشترك واحترام الآخر، ولفت إلى أنه لا يمكن القضاء نهائياً على الإرهاب واستئصال جذوره، إلا باتخاذ موقف دولي موحد تجاه جميع التنظيمات الإرهابية دون تمييز، وعدم اختزال المواجهة في تنظيم بعينه.
شارك بالمؤتمر الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب المصري، وأمل عبد الله القبيسي، رئيس المجلس الوطني الاتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسة الفريق الاستشاري رفيع المستوى التابع للاتحاد البرلماني الدولي المعني بمكافحة الإرهاب والتطرف، ومارتن تشونجونج، أمين عام الاتحاد البرلماني الدولي، وماورو ميديكو، المستشار الخاص لوكيل الأمين العام، مكتب الأمم المتحدة المعنى بمكافحة الإرهاب، وممثلين من الإمارات والأردن والكويت والبحرين والسعودية والعراق والمغرب والجزائر وقطر والسودان ولبنان وفلسطين وسوريا واليمن وبنجلاديش وجامعة الدول العربية والبرلمان العربي والبرلمان الأوروبي والجمعية البرلمانية للبحر الابيض المتوسط.
الأمم المتحدة: 40 ألف مقاتل إرهابي من 110 دولة سافروا إلى سوريا والعراق
وقال المكتب الاعلامي الاقليمي للأمم المتحدة في القاهرة في بيان اليوم الخميس، أن برلمانيين من 16 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مصر هذا الأسبوع (26-28 الجاري) في مؤتمر إقليمي رفيع المستوى، لمناقشة دور البرلمانات في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
وركز المؤتمر الإقليمي رفيع المستوى بشكل خاص على التهديد الذي يشكله المقاتلون الإرهابيون الأجانب. وكانت الأمم المتحدة قد قدرت في عام 2017 أن حوالي 40,000 من المقاتلين الإرهابيين الأجانب من 110 دولة سافروا للانضمام إلى النزاعات في سوريا والعراق. ومع الهزيمة العسكرية لتنظيم داعش، يحاول العديد منهم الآن العودة إلى بلدانهم الأصلية أو الانتقال إلى أماكن أخرى، وفقاً لتقرير صدر حديثا عن الأمين العام للأمم المتحدة.
ويهدف المؤتمر إلى تحسين التعاون البرلماني وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة ذات الصلة؛ كما يهدف للحصول على وجهات نظر من البرلمانيين حول التحديات فيما يتعلق بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة؛ والمساهمة في إنشاء شبكة برلمانية عالمية لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف؛ ورفع وعي النواب بالتطورات الأخيرة المتعلقة بالمقاتلين الإرهابيين الأجانب.
وأشار تقرير صدر مؤخراً عن الأمين العام للأمم المتحدة حول التهديد الذي يشكله تنظيم داعش، إلى أنه على رغم الهزيمة العسكرية التي مُني بها التنظيم في العراق وسوريا، فإن داعش لا يزال يشكل تهديدا خطيرا للأمن والسلم الدوليين. ويُفاقم من التهديد الذي يمثله داعش، ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، الذين بعد أن اكتسبوا الخبرة في معاركة شرسة، ولا يزالون متواجدين في مناطق النزاع (يُقدر عددهم في العراق بـ3000)، ويلتمسون اللجوء في بلدانهم الأصلية، أو السفر إلى بلدان أخرى.
وحتى عند اعتقالهم، فإنه يكون هناك خطرٌ واضحٌ بأن ينقل أولئك السجناء الفكر المتشدد إلى الآخرين. ويُعد هذا التحدي مركبا وذا أوجه متعددة – من قبيل عودة نساء وأطفال أولئك المحاربين، أو أن يكون داعش أعاد توجيه “المسافرين المحبطين”، الذين أخفقوا في الوصول إلى منطقة الصراع الرئيسية، إلى مناطق أخرى، أو أن يكونوا توجهوا لمناطق أخرى من تلقاء أنفسهم، وذلك في بعض الأحيان بعد تواريهم عن الأنظار في أحد مواقع العبور لبعض الوقت.