دعا زعيم حركة طالبان الأفغانية, مولوي هبة الله زاده الولايات المتّحدة الأمريكية إلى "إنهاء الصراع في افغانستان وفتح حوار سلمي" بين حركته والإدارة الأمريكية, وذكر في رسالةٍ وجّهها بمناسبة عيد الأضحى أن "من بدأ الحرب هم الأمريكيّون", موضحاً أنّهم في الحركة "دعوا منذ البداية إلى حوارٍ عقلاني بنّاء".
وأشار هبّة الله زاده إلى أنّ "طالبان كانت وما زالت تؤكّد على منطق النفاهم", مطالباً كلّاً من الحكومة الأفغانية وواشنطن بالجلوس على طاولة الحوار "لإحلال السلام وقيادة أفغانستان نحو الأمان والاستقرار بما يخدم عملية التنمية في المنطقة" كما نوّه إلى "فشل" استراتيجية واشنطن "كما فشلت القوّات الأمريكية المدجّجة بالسلاح والتقنيات الحديثة في الانتصار على مقاومة الشعب الأفغاني".
كما وجّه زعيم حركة طالبان انتقادات لاذعة للرئيس الأفغاني, أشرف غني الذي "عايش نظام الحكم في كابول إبّان "الغزو الأمريكي", متّهماً إيّاه ب"الفساد في الحكم وضعف الإدارة",
وشدّد هبة الله زاده على إعطاء ضمانات ب"عدم السماح بتمزيق البلاد واستخدام أراضي افغانستان ضدّ الآخرين" في حال وافقت الإدارة الأمريكية على الإنسحاب, داعياً واشنطن إلى "القبول بالحقائق على الأرض والقبول بالمفاوضات", منوّهاً إلى أنّ "طالبان" لن تتخلّى عن مطلبين لها وهما: انسحاب القوّات الأجنبية من أفغانستان وإقامة حكمٍ شرعي في البلاد.
تأتي رسالة زعيم الحركة الداعية إلى التهدئة في ظلّ توترات ميدانية, حيث كان مسلّحو طالبان قد سيطروا على أجزاء واسعة من مدينة "غزني" إثر معارك مع القوّات الحكومية قبل 9 أيّام ولم تشر أيّ جهةٍ تابعة للحركة إلى إنسحاب مسلّحيها منها, في حين ذكرت مصادر أفغانية رسمية أنّ الرئيس أشرف غني قد قام بجولة في المدينة بعد سيطرة الجيش الأفغاني على المدينة.