انسحب الوزراء القوميين الفلمنكيين في بلجيكا من الائتلاف الحكومي الأحد، بسبب تباين عميق حول ميثاق الأمم المتحدة بشأن الهجرة، وهو ما يفقد حكومة شارل ميشيل الأغلبية في البرلمان.
وقبل العاهل البلجيكي الملك فيليب استقالات وزراء حزب التحالف الفلمنكي الجديد الأحد عقب لقائه ميشال في القصر الملكي، بحسب ما ورد في بيان رسمي. وقدّم ميشال للملك أسماء الأشخاص الذين سيحلون محل وزراء الحزب في وزارات الداخلية والمالية والدفاع والهجرة.
وكان حزب "التحالف الفلمنكي الجديد"، الأكبر بين الأحزاب الأربعة المكونة للائتلاف الحاكم، قد هدد بالانسحاب في حال دعم ميشال ميثاق الهجرة المثير للجدل.
ويعني انسحاب الحزب الفلمنكي أن ميشال لن يحظى بالأغلبية البرلمانية لمدة خمسة أشهر قبيل الانتخابات التشريعية المقررة أواخر أيار/مايو.
وفي وقت سابق الأحد، أكد وزير الداخلية وعضو التحالف الفلمنكي الجديد جان جامبون أنه سيتنحى وبقية وزراء الحزب. وقال لإذاعة وتلفزيون بلجيكا الناطق بالفرنسية "آر تي بي إف" إن "الأمر واضح"، مؤكدا الاستقالات بعد ساعات من الغموض.
وأمهل رئيس التحالف الفلمنكي الجديد بارت دي فيفر رئيس الوزراء حتى ليل السبت مهددا بأن حزبه سينسحب من الائتلاف في حال غادر ميشال إلى مراكش الأحد للمشاركة في مؤتمر للأمم المتحدة لعرض ميثاق الهجرة من أجل الموافقة عليه. وقال "إذا لم يعد لدينا صوت في هذه الحكومة (...) فلا فائدة من الاستمرار" فيها.
لكن ميشال تشبث بموقفه مؤكدا أنه سيمثل بلجيكا في مؤتمر المغرب "كرئيس ائتلاف (حكومي) يتحلى بالمسؤولية". وعقد اجتماع حكومي في وقت متأخر السبت لكنه فشل في تجاوز الخلافات بين الأحزاب.
ويشار إلى أن مواقف الدول الأوروبية تباينت بشأن الهجرة وضوابطها الواردة في ميثاق الهجرة الذي قررت دول عدة عدم توقيعه منها النمسا والدنمارك، في حين قررت المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل، توقيع الميثاق، وسط حالة استقطاب حادة في الأوساط الألمانية السياسية والاجتماعية بشأن الميثاق.